السعودية تستعد للعاصفة
حسين حمية
معركة السبلة إلى التداول في الإعلام السعودي، وهي جرح سعودي قديم، حدثت منذ أكثر من 84 عاما، وباختصار، هي المعركة التي وضعت حدودا للجهاد الوهابي ليقف عند جدار النظام الإقليمي المؤسس حينذاك على اتفاقية سايكس بيكو والاتفاقات الدولية، في هذه المعركة حسم عبد العزيز المعركة لصالحه وفتك بالإسلام الوهابي التوسعي، الذي كان قد سبق داعش منذ زمن في لعبة محو الحدود والقفز على الاتفاقات المرسومة.
اليوم، تتكسر الحدود ذاتها التي حلم يوما فيصل الدويش (غريم الملك عبد العزيز) تحطيمها على غرار ما فعل في هذه الأيام أبو بكر البغدادي، وعلى هدير انتصارات داعش، تستيقظ اليوم الأحلام القديمة للإسلام الوهابي التوسعي، إن للثأر أو لنشر الجهاد أو فرض حكم الشريعة الوهابية على المنطقة العربية.
على ما يقال، كان الملك السعودي عبدااله في آخر اجتماعه مع كبار رجال الدين الوهابييين في السعودية، شديد الغضب، ووجه لوما عنيفا إلى هؤلاء، لتقاعسهم عن تفشي الوهابية التوسعية، وجذب داعش للشباب السعودي، وتطلع هؤلاء للانخراط في صفوف هذا التنظيم المجرم لمحاربة الشيعة والمسيحيين والعلويين والدروز والأزيديين والمندائيين والفيليين والشبك وكل من يخالف تعاليم محمد بن عبد الوهاب المتحجرة.
ما حرّك غضب الملك السعودي ورفع من حدة لهجته، هو تحسس أجهزة الأمن السعودية أخطارا شديدة تحدث على الأرض، وآخرها ما وقع على مقربة من الحدود العراقية، والتي أجبرت السلطات السعودية على إرسال قوات الحرس الوطني لمعالجة هذه الأخطار.
تدرك السعودية بالاستفتاءات والرصد الأمني حجم التفاعل الشعبي في داخلها مع انتنصارات داعش، ليمتزج هذا التفاعل مع الظلم الاجتماعي الذي يعاني منه أبناء المملكة، إضافة إلى الاستفاقة المتأخرة للأحلام القديمة بالتوسع لنشر راية محمد بن عبد الوهاب في العراق والأردن وسوريا ولبنان.
هناك أمور تدور تحت الطاولة ما بين الرياض وطهران، وكلها تأتي تحت عنوان القلق السعودي من الآتي، منها سكوت السلطات اليمنية عن الحوثيين، وإطلاق يدهم لمحاربة القاعدة والسلفيين التكفيريين في اليمن والنجاحات الأخيرة للحوثيين لم تأت كما خيل للبعض على أنها رد على احتلال داعش الموصل، وأيضا إبعاد المالكي عن رئاسة الحكومة العراقية لتمكين السعودية من استمالة جزء من سنّة العراق لمساعدتها في صد العاصفة المقبلة عليها، دفع مليار دولار للأجهزة الأمنية اللبنانية (هذه المليار ليست للحريري وتحسين صورته كما يروج البعض) إنما لتخوض هذه الأجهزة حروبا بالوكالة عن الرياض،إضافة إلى استعانة السعودية بقوات مصرية وباكستانية ليس حماية حدود المملكة وحسب، إنما للاستعداد لقمع ووأد أي تحرك شعبي داخل المملكة.
معركة السبلة تلوح في الأفق السعودي مرة أخرى..من سينتصر هذه المرة.
السعودية تستعد للعاصفة