نشأة النقود وأهميتهانشأة النقود وتطورها: كان الإنسان البدائي يعتمد على سعيه وجهده في الحصول على ما يحتاج إليه من ضرورات الحياة في الوقت الذي كانت فيه تلك الاحتياجات قليلة ومتواضعة، ومع تطور الحياة الإنسانية وتواجد الفرد مع مجموعة من الناس.تزايدت احتياجات الإنسان ورغباته وتطورت تبعا لذلك، فالفرد يعمل وينتج سلعا وخدمات ولكن قليلا ما يستهلك كل ما يحتاجه من السلع والخدمات،لذلك كان لا بد من مبادله ما ينتجه مع ما يحتاجه من منتجات الآخرين وكان التبادل يتم عن طريق المقايضة.أولاً: المقايضة: المقايضة لغة: مأخوذة من القيض, وهو العوض. وفي حديث ذي الجوشن: "وإن شئت أن أقيضك به", أي: أبدلك به وأعوضك عنه. ويقال: قايضه مقايضة, إذا عاوضه, وذلك إذا أعطاه سلعة وأخذ عوضها سلعة. والمقايضة في اصطلاح الفقهاء هي بيع السلعة بالسلعة. المقايضة اصطلاحا: و المقصود بنظام المقايضة انه نظام يقوم على مبادلة شيء بشيء أخر فمن يملك شيئا لا يحتاجه و يريد شيئا بحوزة شخص أخر يقايض هذا الشخص. عيوب المقايضة: 1. صعوبة تجزئة بعض السلع. 2. عدم توافق الرغبات بين البائع والمشتري في وقت واحد.3. صعوبة توفر وحدة مناسبة للدفع الآجل.4. صعوبات إيجاد مقياس واحد للتبادل.لذلك أصبحت المقايضة عاجزة وقاصرة عن تلبية الحاجات المتزايدة للمجتمع المتطور ، وكان لا بد من إيجاد وسيلة تحظى بالقبول العام يستخدمها الإنسان لتسهيل عملية التبادل وتوسيع نطاقها،وكانت هذه الوسيلة هي النقود التي اتخذت من معدني الذهب والفضة وأصبحت أساساً لتقييم السلع والخدمات ووسيلة للتبادل والتعامل التجاري.ثانياً: النقــــود: تعرف النقود بأنها وسيلة للتبادل، مخزن للقيمة، ومقياس تقوم على أساسه السلع و الخدمات.وظائف النقود: 1) النقود وسيلة للتبادل: قبل استخدام النقود، كان هناك ما يعرف بنظام المقايضة بحيث يتم مبادلة سلعة مقابل الأخرى. و من ثم، تم استخدام سلعة معينة كوحدة للتبادل مثل الذهب و الفضة. إلا أن عيوب استخدام هذه الوسائل كوسيط للتبادل التجاري دفعت الناس إلى استخدام الأوراق و المعادن الرخيصة كوسيط لتبادل السلع و الخدمات بسبب حملها وانخفاض تكلفة مادتها الخام. 2) النقود مقياس للقيمة: في ظل نظام المقايضة، فإنه من الصعب إتباع هذا النظام عملياً خاصة عند شراء سلعة باهظة الثمن مثلاً. فلشراء سلعة واحدة يتطلب نظام المقايضة استبدال سلع متعددة وبأحجام مختلفة وهكذا، إلا أن استخدام النقود أدى إلى أن تكون كل السلع مقومة بوحدة واحدة للقياس ألا وهي النقود. 3) النقود مخزن للقيمة: لا يمكن في ظل نظام المقايضة تخزين السلع (كقيمة) حتى لو كانت ذهب أو فضة (بسبب الوزن أو سهولة سرقتها). لكن في ظل نظام النقد الورقي تقوم النقود بوظيفة حفظ للقيمة (الادخار مثلاً). 4.) النقود معيار للدفع المؤجل. أنواع النقود: أولاً: النقود السلعية : النقود السلعية كنقود أما أن تكون سلعاً استهلاكية وإما تكون بعض أنواع من الماشية أو بعض من المعادن والأحجار أو الجلود والفراء. ثانياً: النقود المعدنية: تم استخدام المعادن كنقود من ذلك الذهب والفضة لما يتمتعان به من خصائص تفتقر إليها بقية المعادن الأخرى. ثالثا : النقود الورقية : النقود الورقية ظهرت عندما بدأ الأفراد يذهبون بما يملكون من نقود معدنية " ذهب " إلى الصياغ لحفظ هذه النقود في خزانتهم مقابل إعطاء صاحب النقود إيصالا يتعهد الصائغ بمقتضاه برد هذه النقود إلى صاحبها وقت طلبه . ومع تكرار المعاملات حظيت هذه الاتصالات بثقة الأفراد وأصبحت هذه الإيصالات تنتقل من يد إلى يد دون حاجة إلى انتقال النقود الذهبية طالما أن هناك ثقة من الأفراد في هذه الإيصالات تتمثل في استطاعتهم في أي وقت أن يحصلوا على القدر من الذهب المثبت قيمته في الإيصالات . وتطور الأمر وأصبح الصيارفة يقومون بهذه المهمة بجانب الصياغ ثم قامت به البنوك .. وهذا يؤدي إلى تقليل أخطار السرقة التي كان يتعرض لها التجار عند انتقالهم من مكان لآخر وفي حوزتهم ما يملكون من -ذهب .رابعاً: النقود الائتمانية: وتنقسم إلى نوعيين: النقود القانونية: هي النقود الأساسية المعاصرة وسيمت "بالنقود القانونية" لأنها تستمد قوتها من القانون وقبول الأفراد لها قبولا عاما ونظرا لاحتكار البنك المركزي حق إصدارها. نقود الودائع: تتمثل نقود الودائع في المبالغ المودعة في الحسابات الجارية في البنوك وتكون قابلة للدفع عند الطلب ،ويمكن تحويلها من فرد لآخر بواسطة الشيكات.خامساً: النقود الالكترونية: ظهرت النقود الالكترونية مع تطور شكل ونوعية النقود وهي عبارة عن بطاقات بلاستيك مغناطيسية مثل: الكارت الشخصي والفيزا كارد وماستر كارد، ويستطيع حاملها استخدامها في شراء الاحتياجات أو سداد مقابل خدمات دون حاجة لحمل أموال قد تتعرض للسرقة أو الضياع أو التلف بالإضافة إلى إمكانية حصوله على النقد من خلال آلات الصرف الذاتي ، وتنقسم النقود البلاستيكية إلى (بطاقات الدفع ، بطاقات الائتمان، بطاقات الصرف البنكي).