سحر الجما لِ
شعر عباس مصطفى
الله اودع فى عيونك سّره ** وحباك من فيض الجمال جمالا
وكساك بالحسن البديع عباءة ** قد صار حسنك آية ومثالا
كالبدروجهك غارقا فى ضوئه ** وبروعة مما به يتلألأ
وقوامك اللدن الرطيب نداوة ** اهتز من وقع النسيم فما ل
الله ابدع فالجمال مكمّل ** اذ ليس مثلك فى الكمال كمالا
يا من بحسنك قد اسرت لبابتى ** فوقفت عندك صامتا اجلالا
احترت ما بين الورود وخدها ** فيه الورود تفتحت اشكالا
ووقفت عند مقامها متاملا ** وامتد يومى فى الوقوف وطا ل
تترنح الكلمات حتى خلتها ** بين الشفاه تفتتت اوصا لا
وعجزت عن وصف اصوغ بيانه ** لن يدرك الحسن الفريد خيالا
فبأى حال قد اكون وخاطرى ** بينى وبين تأملى قد حا ل
الوجد عذبنى وارّق مضجعى ** واصابنى من بعد ذاك هزا لا
وتعلقت روحى وحرك شوقها ** خفقات قلب صابر تتوالى
فاذا المشارق فى الجبين تلألأت ** وتبعثرت حول العيون ظلالا
ادركت فاتنة تجلى محيها ** بهر العيون وسحرها ما زا ل
هى كالثريا فى السماء بعيدة ** والعين تدرك للثرية هالة
حسناء سيدة الحسان رأيتها ** ورأيت حسنا فائقا ودلالا
ورأيت بدرا ساطعا متلألئا ** مذ كان فى كبد السماء هلالا
اقسمت انك زهرة فى روضة ** غنّاء تلثم جدولا سيّالا
حام الفراش مقبلا تيجانها ** والطير غنى حولها موّالا
قد اسفرت اكمامها عن روعة ** لمّا تهادى غصنها ميّالا
عجز الخيال فلم يعد فى وسعه ** مهما توغل فى الفضاء وجا ل
هذا جمال لم اشاهد مثله ** ابدا وليس لحسنها امثالا
ملأت بضحكتها الوجود حلاوة ** ورمت بنظرتها القلوب نبالا
فامتد ليل العاشقين وقد مضى ** ثلثاه بين تأوه وجدالا
وسرى النسيم وما الذ سراته ** قد جاء وصلا بيننا ووصالا
حملته شوقى اليك فزادنى ** شوقا اليك وزادنى اعلالا
اياك اعنى انت ملهمتى التى ** اوحت الىّ مع القصيد مقالا
ورمت علىّ من العيون بنظرة ** كالرمح يغرس فى الفؤاد نصالا
فسعدت لمّا جاء طيفك زائرا ** متهاديا فى رقة مختالا
يمشى الهوينا فى الرياض منعّما ** ويطوف بين ورودها رحّالا
القى التحية بالبشاشة والرضا ** فهتفت من عمق الفؤاد تعا ل
اطبقت كفى برهة فى كفها ** فانفكّ قيدا مثقلا وعقالا
فتفتقت حزم العواطف ثرّة ** واذا بنفسى زلزلت زلزالا
وغمست فى حبر الدواية ريشة ** جعلت لاسمك هيبة وجلالا
احيت لدىّ مواهبا مكبوتة ** فتفجرت فوق الثرى شلالا