نساء ذي قار يعزفن عن "الفيس بوك" بعد انتشار ظاهرة نشر صور الفتيات فيه
![]()
2014/08/14 11:41
الغد برس/ ذي قار: نشرت وسائل إعلامية في محافظة ذي قار عن انتحار فتاة في السادسة عشر من عمرها رميا برصاص بعد نشر صورها من قبل شاب في العشرينات بشكل غير لائق. حبيبين كانت تربطهما علاقة حب تبادل خلالها الحبيين صورا تذكارية أبرزت فيها الفتاة مفاتنها، لأنها كانت تعتقد بان حبيبها سيكون محافظا عليها مهما اختلفوا في الأفكار والآراء، لكن بعد أن طلب حبيبها ان يلتقي بها في مكان خاص ليمارس الجنس معها رفضت، لان شرط حبهما الزواج ولن تسمح له بلمس جسدها إلا بعد الزواج. وهنا بدأت قضية التهديد والوعيد والعلاقة التي كان تأمل بها الحبيبة حياة سعيدة تحولت إلى خوف ورعب من الحبيب الذي اخذ يمارس ضغوطا عليها أذا ما استجابت لطلبه سينشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وبالفعل لم يتوان الحبيب بنشر الصور بعد أن رفضت الحبيبة كل إشكال التهديدات. فبعد نشر صورها وهي بملابس النوم في غرفتها والتفنن بحركتها أمام الكاميرا أصبح الموت ارحم من العيش في ظل قتل محتوم للخلاص من العار، فلم تمضي ساعات من نشر صورها حتى أغلقت باب غرفتها بعد أن أحضرت مسدس أبيها لتنهي قصة حياتها برصاصة موت، ودعت فيها الحياة بحسرة حب قاتل بطيش حبيب لامسؤول. ويقول الناطق الإعلامي لمحكمة استئناف ذي قار القاضي ناظم الوائلي لـ"الغد برس"، إن "المحكمة قضت في شهر نيسان من العام الحالي بالحكم سنة واحدة بحق شاب بعد نشره صور فتاة بصورة غير لائقة"، مضيفا أن "الحكم جاء ضمن عقوبة سالبة للحريات". وأكد الوائلي أن "القضاء في الناصرية شهد الكثير من القضايا الالكترونية التي نتعامل معها ضمن قوانين الجريمة المدنية". هذه الحادثة في سلسلة أحداث متشابه دفعت بالعديد من النساء في محافظة ذي قار إلى غلق صفحاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" ، وأخريات اتخذن أسماءاً مستعارة للتصفح فقط دون الدردشة، فيما ذهب البعض من النساء إلى التواصل عبر صفحات أزواجهن أو احد أفراد العائلة، خشية من شاب طائش ربما يجعل من حياتهن تعاسة وموت لا محال في ظل عادات وتقاليد فرضها المجتمع في الجنوب. وتقول سوسن ناجي ربت بيت لـ"الغد برس"، إن "الفراغ الكبير الذي تعيشه بعد أن حرمت من أكمال دراستها بسبب رفض أهلها، جعل من مواقع التواصل الاجتماعي فسحة للتواصل والاطلاع بما يناسب أفكارها"، مضيفة "ما أن وضعت اسمي الصريح حتى انهالت علي طلبات الصداقة، لكن هذا الأمر كثيرا مايزعج أخوتي ويثير الشكوك بأنني أتكلم مع رجال غربا". وتضيف "وللخلاص من هذه المشاكل والحفاظ على حياتي أغلقت صفحتي في الفيسبوك"، موضحة ان "اغلب صديقاتي التي تعرفت عليهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي افتقدتهم، بسبب هذه التصرفات من قبل بعض الرجال الذين لا يشعرون بقيمة المرأة سوى سلعة لتلذذ والاستغلال". من جانبها، توضح الناشطة والإعلامية زينة الركابي لـ"الغد برس"، أن "بعض الشباب بطيشهم الصبياني اخذوا يستغلون طيبة بعض الفتيات ومحاولة إيقاعهن في علاقة حب، ومن ثم التقرب والتودد بتبادل الصور فيما بينهم، لينتهي المطاف في نشر صورها في حال رفضها لمطالبه التي غالبا ما تكون مدعاة للاستغلال الجنسي أو التهديد المالي في بعض الأحيان"، مضيفة "هكذا واقع فرض قيود على الفتيات في ظل العادات والتقاليد التي لا ترحم الفتاة بطائلة القانون العشائري القتل بجريمة العار". فيما، أكد الصحفي ايهاب الخفاجي لـ"الغد برس"، أن "ما شهدته محافظة ذي قار من انتحار فتاة بعد نشر صورها بشكل غير لائق على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، أصبحنا بحاجة إلى فرض عقوبات ضمن القوانين الدولية تحفظ حقوق المستخدمين معنويا وماديا". ويطالب الخفاجي "الجهات المعنية بحقوق الإنسان بوضع بند يجرم كل من يسئ إلى إنسان عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مضيفا ان "التجريم يجب أن يطال مؤسس موقع الفيسبوك لاسيما انه الحق الضرر بالكثير من المستخدمين للموقع". يذكر أن محافظة ذي قار، على بعد 380 كم جنوب العاصمة بغداد، شهدت تسجيل 30 حالة انتحار اغلبها من النساء بحسب إحصائية أعلنتها لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة ذي قار خلال النصف الأول من عام 2014.