الكلّ يعرف أن التطوّع للقيام بأعمال خيرية وإنسانية وأعمال رحمة يساعد روحياً ونفسياً لكن هل خطر لكم يوماً أن يكون له تأثير مباشر في صحتكم؟ إليكم الخبر الغريب:
درس باحثون في جامعة كارنيجي ميلون في بيتسبرغ آثار العمل التطوعي على 1 1164 شخصاً من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و 91، لمعرفة كيفية تأثير الأعمال الخيرية التطوّعية على صحتهم النفسية. فوجئ الباحثون بأن لهذه الأعمال "آثار جانبيّة" أخرى قد تفوق بأهميتها الأهمية النفسية والروحية.
لقد تبيّن أن أن مساعدة الآخرين يمكن أن تساعد على الوقاية من ضغط الدم وتعيده إلى مستوياته الصحية. قام فريق البحث بمقابلة مع أول المشاركين في الدراسة عام 2006 عندما كان ضغط دم الجميع طبيعياً. واستنادا إلى البيانات التي تمّ جمعها في مقابلات لاحقة تمّ خلالها قياس ضغط الدم تبيّن ان الأشخاص الذين كرّسوا حوالى 200 ساعة في السنة للأعمال الخيرية التطوّعية كانوا أقل عرضة للإصابة بضغط الدم المرتفع بنسبة 40 في المئة من الذين لم يتطوعوا للخدمة.
قال الباحثون إن لا أهمية لنوع العمل التطوعي. المهمّ هو الوقت الذي يُكرّس لهذه الغاية. وقد استنتجوا أن " الأشخاص الذين يقومون بأعمال رحمة يمكن أن يبقوا بصحة جيدة لوقت طويل." نشرت الدراسة في مجلة الرابطة الأمريكية لعلم النفس والشيخوخة.
تؤكّد هذه الدراسة أهمية العلاقات الإنسانية والرحمة في تعزيز صحة الإنسان بطريقة إيجابية. فما لم نختبر التواصل الحقيقي مع الآخرين سنعرّض أنفسنا لخطر الأمراض الجسدية والروحية والعقلية.
فهل لديك إمكانية اليوم لأن تقوم بأعمال مثل إطعام مشردين؛ مساعدة الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة، القيام بمبادرات بيئية، الاهتمام بالعجزة أو باليتامى أو أي مجال آخر؟ لست بحاجة لأن تنخرط في جمعيات! يمكنك أن تفعل ذلك على صعيد شخصي. كما لست مجبراً على القيام بأشياء تفوق إمكانياتك. تكفي لفتات بسيطة. إذا لم يكن لديك مال تبرّع بوقتك إذا لم يكن لديك وقت تبرع بمالك. الاحتمالات لا حصر لها. وبمجرد أن تتخذ الخطوة الأولى سرعان ما تصبح أعمال الرحمة والخير جزءاً من عاداتك الصحية الأكثر أهميّة.