السياحة الحقيقية فى روسيا
تُعدّ روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها 17,075,400كم²، وهي تقريبًا ضعف مساحة كندا ثاني دولة من حيث المساحة.
وتستغرق رحلة بالقطار بين موسكو في الغرب وميناء فلاديفستوك في الشرق سبعة أيام تمر خلالها عبر ثمانية من أقاليم التوقيت.
تقع روسيا بين بين خطي عرض 41 درجة و 82 درجة شمالا، وخطي طول 19 درجة شرقا و 169 درجة غربا.
تمثل روسيا جسرا بين قارتي أوروبا وآسيا. إذ يحدها من الشرق بحر بيرنغ وبحر أخوتسك وبحر اليابان، وهذه البحار الثلاثة تتفرع من المحيط الهادئ. ومن الغرب تحدها بيلوروسيا (روسيا البيضاء)، لاتفيا، إستونيا، خليج فنلندا، والنرويج، ويقع إقليم كاليننغراد الروسي بين ليتوانيا وبولندا. بينما يحدها من الشمال بحر بارنتس، بحر كارا، بحر لابتيف، بحر شرق سيبريا، وبحر تشوكوتكا، وجميع هذه البحار تتفرع من المحيط المتجمد الشمالي. أما من الجنوب فتحدها الصين، منغوليا، كازاخستان، أذربيجان، جورجيا والبحر الأسود. بينما تجاورها من أقصى الجنوب الشرقي كوريا الشمالية.
الأقاليم الجغرافية
يمكن تقسيم روسيا إلى أربعة نطاقات على أساس ظروف التربة والنباتات التي تعتمد أساسًا على المناخ. وتشكل هذه النطاقات أحزمة واسعة وعريضة عبر روسيا، لا تفصل بينها مناطق انتقالية واضحة والنطاقات هي من الشمال إلى الجنوب: نطاق التندرا، نطاق الغابات، نطاق السهوب، والنطاق شبه الصحراوي والجبلي. يقع نطاق التندرا في أقصى شمالي روسيا، والتندرا عبارة عن سهول خالية من الأشجار، ذات مناخ قصير الصيف وطويل الشتاء، قارس البرودة تتجمد خلاله التربة. وتشكل التربة دائمة التجمد نصف مساحة النطاق وتسمى الجليد الدائم. وفي هذه الأماكن القاحلة يقل عدد السكان وتتكون الحياة النباتية من شجيرات قصيرة وأشجار قزمية والحزاز، وتعيش فيها حيوانات مثل الرنة والثعلب القطبي والأرانب البرية والقاقوم واللاموس. يقع إلى الجنوب من التندرا نطاق الغابات. ويُعرف الجزء الشمالي من النطاق باسم التيغا، حيث تكثر الأشجار الصنوبرية مثل: الأرز والصنوبر والتنوب والبيسيه، وتربة البدزول الفقيرة التي لا تصلح للزراعة. أما الجزء الجنوبي من النطاق، فيتسم بتنوع أشجاره التي تشمل: الصنوبر والحور والبتولا والقيقب والبلوط وأنواعًا أخرى. أما التربة فتصلح للزراعة في بعض المناطق خاصة في تلك الأماكن التي تتمتع بمناخ أكثر اعتدالاً ورطوبة. وتعيش هنا حيوانات متنوعة، مثل الدب البني والرنة والغزلان والسناجب والقندس والذئاب. يقع نطاق السهوب إلى الجنوب من نطاق الغابات ويتكون الجزء الشمالي منه من مروج وسهول تغطيها الغابات، بينما يتكون الجزء الجنوبي من براري شاسعة خالية من الأشجار، وهنا توجد التربة السوداء تشيرنوزيم التي تُعدّ من أجود أنواع التربة في روسيا وأخصبها، ولذلك فإن معظم أراضي السهوب زراعية. أما الحياة الحيوانية فإنها تتكون من: الطيور والسناجب والظباء والجرابيع. في أقصى جنوب روسيا يقع النطاق شبه الصحراوي والجبلي. ويتسم هذا النطاق بتنوع تربته ومناخه لتباين التضاريس، ويشمل هذا النطاق المنخفضات شبه الصحراوية الجافة حول بحر قزوين، كما يشمل جبال القوقاز ذات المناخ الرطب والغابات الكثيفة الخضراء. قسَّم الجيولوجيون روسيا إلى خمسة أقاليم تضاريسية، تتباين فيما بينها وتختلف عن التصنيف السابق الذي يعتمد على التربة والنبات. وهذه الأقاليم من الغرب إلى الشرق هي:
السهل الأوروبي. يكوّن الجزء الأعظم من روسيا الأوروبية وأكثر أجزائها ازدحامًا بالسكان. والسهل الأوروبي أرض منبسطة في معظم أجزائه، تتخللها مرتفعات لا تتجاوز 180م فوق سطح البحر. وعلى الرغم من افتقاره للموارد الطبيعية، فإن الإقليم يحتوي على معظم الصناعات الروسية. وتغطي الغابات معظم أجزاء الإقليم الذي يرتع فيه العديد من الحيوانات المختلفة. وتحف بالسهل من الجنوب ما بين البحر الأسود وبحر قزوين جبال القوقاز حيث يوجد جبل إلبروس، أعلى قمة في القارة الأوروبية (5642م فوق سطح البحر).
جبال الأورال. تشكل الحدود التقليدية بين قارتي آسيا وأوروبا ومن ثم بين روسيا الأوروبية وروسيا الآسيوية، وهي في الحقيقة مرتفعات يصل معدل ارتفاعها إلى 610م، وأجزاؤها الوسطى والجنوبية غنية بمعادن مثل الحديد والنحاس، جعلت الجزء الأوسط منه أكثر مناطقها ازدحامًا بالسكان والصناعات المختلفة.
سهل سيبريا الغربية. يُعدّ من أبرز الأقاليم المنبسطة السطح في العالم، ويغطي أكثر من 2,6 مليون كم² وبارتفاع يقل عن 150م فوق سطح البحر. ويصرف السهل نظام نهر الأوب الذي يصب في المحيط القطبي الشمالي. والتصريف النهري رديء هنا مما أدى إلى كثرة المستنقعات خاصة في أجزائه الشمالية. ويشهد الإقليم تطورًا كبيرًا بسبب ثروته من النفط والغاز الطبيعي. ومن أهم مدنه أومسك ونفوز يبيرسك.
هضبة سيبريا الوسطى. وتنحدر نحو المحيط القطبي الشمالي، وترتفع كلما اتجهنا جنوبًا ويصل معدل ارتفاعها إلى 610م، وتخترق سطحها أنهار عميقة، وترتفع جبال بيكال وسايان إلى أكثر من 3,350م على طول الطرف الجنوبي للهضبة. وتغطي الغابات الصنوبرية الكثيفة معظم أجزاء الإقليم الذي يسوده مناخ قاري. وتوجد بالإقليم رسوبات معدنية غنية. من أهم مدنه كرازنويارسك واركتسك.
مرتفعات سيبريا الشرقية. معظمها تتكون من جبال وهضاب مقفرة، وترتفع الجبال إلى 3,000م مكونة جزءًا من مجموعة السلاسل الجبلية التي تمتد على طول الساحل الشرقي لقارة آسيا وبعض الجزر المتاخمة له. وفي شبه جزيرة كمشاتكا يوجد 25 بركانًا نشطًا يرتفع أعلاها إلى 4,750م. ويمنع المناخ القاسي الذي يسود المنطقة من استغلال الثروات المعدنية التي يزخر بها الإقليم ومن أهم مدنه: فلاديفوستك وخباروفسك.
الأنهار والبحيرات
تؤدي أنهار روسيا الكبرى دورًا مهمًا في النقل والتجارة، وخاصة بعد شق القنوات العديدة التي تربط بين هذه الأنهار. ولكن بعض هذه الأنهار يصب في المحيط القطبي الشمالي مما يفقدها الأهمية خاصة في مجال النَّقل. وهذه الأنهار هي: لينا والأوب وينيسي وآمور وكل أنهار سيبريا تتجمد لفترة تمتد من 7 ـ 9 شهور في السنة. ومن أنهار روسيا الأوروبية نهر الفولجا الذي ينبع من تلال فالداي غربي موسكو ويجري لمسافة 3,531كم ليصب في بحر قزوين، ويُعدّ من أطول أنهار روسيا بعد نهر لينا (4,400كم). وهناك أيضًا نهر الدون الذي يصب في البحر الأسود ويرتبط بنهر الفولجا بقناة، ونهر الأورال الذي يصب في بحر قزوين، ونهر دفينا الشمالي. تعج روسيا أيضًا بالعديد من البحيرات التي يبلغ عددها 200,000 بحيرة، أكبرها بحر قزوين الذي يُعدّ أكبر مسطح مائي داخلي في العالم. وهو بحر مالح يصل عمقه إلى 28م تحت البحر. أما بحيرة لادوجا قرب سانت بطرسبرج ـ أكبر بحيرات أوروبا ـ فإن مساحتها تبلغ 17,703كم². وفي سيبريا توجد بحيرة بيكال التي تُعدّ أعمق بحيرة في العالم إذ يبلغ عمقها 1,620م. تطل روسيا على العديد من البحار ويوجد فيها الكثير من الموانئ على بحر البلطيق، وبحر بارنتس في الشمال، وموانئ على البحر الأسود في الجنوب، وموانئ أيضاً. في مناطق فلاديفستوك الواقعة على المحيط الهادئ بالقرب من اليابان. هناك 266 نوعا من الثدييات، و780 نوعا من الطيور في روسيا. وقد شملت ما مجموعه 415 نوعا من الحيوانات في كتاب المعلومات الأحمر للاتحاد الروسي اعتبارا من عام 1997 والمحمية الآن.
المناخ
تشتهر روسيا بشتائها الطويل القارس الذي ساعد في صد الغزاة وشل حركتهم، مثل جيوش نابليون عام 1812م وجيوش هتلر إبان الحرب العالمية الثانية. وفي إقليم موسكو تغطي الثلوج الأرض لمدة خمسة أشهر في السنة بينما تمتد فترة الثلوج في أقاصي روسيا الشمالية إلى أكثر من ثمانية أشهر. ولذلك فإن النسبة الضئيلة من أراضي روسيا الصالحة للزراعة، تعاني من فترة نمو أقصر وأمطار غير كافية، فالتربة في نصف أراضي روسيا في حالة تجمد دائم، كما أن معظم سواحل البلاد وبحيراتها وأنهارها تتجمد معظم شهور السنة. يتنوع المناخ في روسيا بشكل كبير نظراً لمساحتها الهائلة التي تمتد من شرقي أوروبا وحتى المحيط الهادئ في الشرق، ومن المحيط المتجمد الشمالي إلى البحر الأسود والمناطق الدافئة في القسم الأوسط من آسيا. يتسم المناخ في روسيا بالاعتدال في فصل الصيف (تتراوح درجات الحرارة بين 1-25 درجة مئوية فوق الصفر)، والبرودة في فصل الخريف، والبرودة القاسية في فصل الشتاء (تتراوح درجات الحرارة بين 0-50 درجة مئوية تحت الصفر).
تتميز المناطق الشمالية والمناطق القريبة من القطب الشمالي بشتائها الطويل والبارد وبصيفها القصير البارد نسبياً. يتميز القسم الشمالي الشرقي من روسيا بشتاء بارد طويل أيضاً وصيف قصير ودافئ نسبياً، تصل درجة الحرارة في الشتاء أحياناً إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر (متوسط درجة الحرارة في يناير 49 تحت الصفر وفي يوليو 15 درجة فوق الصفر) أما بالقرب من بحر اليابان فالطقس أدفأ (في الشتاء 12 تحت الصفر والصيف 21 فوق الصفر). أما المناطق التي تشمل موسكو وسانت بطرسبورغ فمناخها قاري معتدل. الظروف مناسبة لزراعة بعض أنواع الحبوب وتربية الحيوانات. متوسط الحرارة في سانت بطرسبورغ +17 درجة مئوية في الصيف ،-7 درجة مئوية في الشتاء، أما في موسكو في الصيف +18 درجة مئوية وفي الشتاء –11 درجة مئوية. المناطق الوسطى والجنوبية تشتهر بالزراعة، متوسط درجات الحرارة في الشتاء –8 والصيف +25 درجة مئوية. أما في غربي ووسط سيبريا، فيكون التساقط في شكل ثلوج غزيرة تصل إلى 120سم في السنة تشتهر روسيا بغاباتها الشاسعة والمتنوعة. ويوجد من الحيوانات الدب العادي والدب الأبيض وكلاب البحر وطيور النورس والذئاب والحجل والطيور المهاجرة والآيائل.
السياحة
شهدت السياحة في روسيا نموا سريعا منذ أواخر العصر السوفياتي، السياحة الداخلية أولا ثم الخارجية ثانيا، بفضل التراث الثقافي الغني، والتنوع الطبيعي الرائع من البلاد. الوجهات السياحية في روسيا تشمل السفر في جميع أنحاء مدن الجولدن رنج (en) القديمة، والرحلات البحرية على الأنهار الكبيرة مثل نهر الفولغا، وقطع مسافات طويلة على خط سكك حديد عبر سيبيريا الشهيرة. تتمتع روسيا بقدرات ضخمة من اجل تطوير السياحة الداخلية، وكذلك لاستقبال السياح الاجانب. فلديها كل ما يلزم من أراض مترامية الاطراف، وتراث تاريخي، وثقافي غني. تنداح أراضي روسيا من الغرب إلى الشرق لمسافة 10 الآف كيلومتر، ومن خطوط العرض القطبية الشمالية إلى خطوط العرض الجنوبية شبه الاستوائية لمسافة 3 الآف كيلومتر. ويتيح تنوع التضاريس الأرضية تطوير الكثير من اصناف السياحة. كما توجد لدى روسيا أماكن إصطياف على ساحل البحر الاسود في الجنوب، وساحل بحر البلطيق في الشمال، مما يجعلها صالحة للأستجمام على البلاجات، وللعلاج، والأستشفاء في البحر. ويوفر أقصى الشمال الفرصة لمراقبة الشفق القطبي، والقيام برحلات بغرض التعرف على شعوب الشمال، وكذلك للمشاركة في جولات في الزحافات التي تجرها الايائل في براري التوندرا. كما أن وجود الجبال يوفر الإمكانيات لممارسة جميع أصناف السياحة الجبلية (رياضة التسلق, وسياحة الكهوف, والجولات سيرا على الاقدام، وركوب الزوارق في الأنهر الجبلية، وسياحة التزلج في الجبال، وركوب الدراجات الجبلية, والتحليق بواسطة الدلتابلان)، بالإضافة إلى العلاج في المصحات في الأماكن التي توجد فيها ينابيع المياه المعدنية.
وتبدو أنهار الفولغا وينيسي ولينا العميقة والواسعة والطويلة كما لو انها وجدت خصيصا من اجل القيام بالرحلات النهرية وصيد الاسماك وركوب الطوافات, وزوارق الكاتارماران، والقوارب. تعتبر البحار في شمال وغرب البلاد من الإتجاهات الرئيسية للسياحة، وكقاعدة تكون البحيرات الكثيرة هناك ذات منظر خلاب ومياهها نقية. علما ان نقاوة المياه فيها ليست ظاهرية فقط إذ يمكن تماما شرب الماء من بحيرات كاريليا، وبحيرة بايكال، اما الغابات في وسط روسيا، وسفوح الجبال في القوقاز، وغابات سيبيريا، والشرق الأقصى فتكثر فيها الحيوانات، والطيور، ولهذا فانها تجذب هواة رحلات الصيد. توجد في روسيا أماكن كثيرة تكون الطبيعة فيها عذراء ولم تمسها يد البشر مما يوفر الظروف المثالية من اجل القيام بجولات في احضان الطبيعة. وبخلاف الحال في كثير من البلدان الأوروبية فأن السائح قد لا يلتقي احدا من البشر على مدى فترة طويلة أثناء تجواله في رحاب روسيا. وفي سيبيريا قد لا يلقى المرء سيارة واحدة خلال ساعات عديدة من السفر في الطريق في الغابات، بينما لا يستثنى إحتمال أن يرى بين الأشجار دبا أسمر أكثر من مرة. وفي مقاطعة استراخان قد يريك الدليل طيور الفلامنجو, البطريق وغيرها من الطيور النادرة في أثناء التوجه إلى أماكن صيد الاسماك في دلتا الفولغا. ولا يمكن للجولات على ظهور الخيل في إقليم ألتاي الساحر ان تترك بلا مبالاة اي أحد من هواة الطبيعة.
شاهد أيضا بعض المعالم السياحية الأخرى فى
روسيا