من خطبة امير المؤمنين عليه السّلام:
(أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَلدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وآذَنَتْ بِوَدَاعٍ وإِنَّ اَلْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ أَشْرَفَتْ بِاطِّلاَعٍ أَلاَ وَ إِنَّ اَلْيَوْمَ اَلْمِضْمَارَ وَ غَداً اَلسِّبَاقَ وَ اَلسَّبَقَةُ اَلْجَنَّةُ وَ اَلْغَايَةُ اَلنَّارُ أَ فَلاَ تَائِبٌ مِنْ خَطِيئَتِهِ قَبْلَ مَنِيَّتِهِ أَ لاَ عَامِلٌ لِنَفْسِهِ قَبْلَ يَوْمِ بُؤْسِهِ أَلاَ وَ إِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ أَمَلٍ مِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ...)
في كل صباح يأخذنا الامل ليحلق بنا بعيداً ...
فمنا من يريد ان يؤسس حياة جديده فآماله وافكاره وسعيه مبرمج لهذا الحال ...
ومنا من يسعى نحو نيل الدرجات العالية في السير العلمي تراه يَحث الخطى السريعةِ ليكون سباقاً لهذه المراكز ...
ومنهم من يَشغله مركزه العملي ومسؤولياته فتراه يَمضي لمكان عمله ... وافكاره مشغولة ما يمكن ان يعمله ليقدم الجديد ليرتقي منصب اعلى او يحافظ على مكانته ...
والذي يسرع لرزقه من الصباح الباكر ... ليحصل على بركة تقسيم الارزاق لقوت كثير فيه الخير الوفير... ليفرح عياله ويسد حاجتهم
ومنهم .... ومنهم ... وما أكثر حوائجنا الدنيوية ولم يحرم سبحانه هذا السعي الحلال وانما بارك به ...
لكن واجبنا ان لا ننسى الاخرة ... لا ننسى ان هناك سؤال عن هذا السعي ...
لا نسمح للهمم في تحقيق الاحلام ان تصنع منا أناس نفوسهم كالصحراء القاحلة لا يأنس بنا من جالسنا ...
لا يجد العون من التجاء الينا ... ولا النصرة لمن ظُلم امامنا ...
نتغاضى عن المحرمات بأنها صغيره ... بتبريرات كبيره ...
صلاتنا عامود ديننا... لا نسمح لأحساسنا بأنها ثقل علينا ... اما نؤخرها ... او نأتي بها بوقتها كي نخلص من ثقل واجبها ...
هناك منهج وقواعد لمن يريد السعي لنيل خير الدنيا والاخرة ... منهج محمد وآله ... وببركة الصلاة عليه يومياً تيَّسر أمُورنا ...
(اللهم صلِ على محمد وآله وعجل فرجهم واجعل فرجنا بفرجهم )