الجلوس يضر بصحتك، وهو لا يضر الظهر فقط وإنما يزيد من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكري بل وحتى السرطان. والأمر سيان سواء مارس الشخص رياضة بعد الجلوس أم لم يمارس، وفقا لدراسة ألمانية حديثة.
الجلوس عادة تسيطر يوميا على نشاط البشر. وتقول الصحفية "فيبكه هولرسن" في مقال طويل لها على الموقع الإلكتروني لصحيفة "دي فيلت" الألمانية إن الشخص البالغ يقضي كل يوم من 50 وحتى 60 في المئة من وقته جالسا. سواء أكان يجلس في مكتبه أو يستقبل ضيوفا، أو يجلس في مقهى أو حتى في القطار أو الطائرة.
الجلوس خطير مثل التدخين
وتابعت هولرسن أنها تجلس بين عشر وإحدى عشرة ساعة في اليوم الذي تكون فيه مستيقظة لمدة 16 أو 17 ساعة.
ونقلت هولرسن عن دراسة حديثة واسعة أجريت في جامعة "ريغنسبورغ" الألمانية أن الجلوس يضر بالصحة، والضرر ليس بسيطا ولا يقتصر على الظهر فقط، وإنما يصل إلى القلب والدورة الدموية والأنسولين.
كما أن الجلوس يمكن أن يؤدي للإصابة بمرض السكر، بل وقد يؤدي حتى للإصابة بالسرطان. فضلا عن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة يصابون غالبا بسرطان القولون وسرطان الرحم وسرطان الرئة.
وتقول دانيلا شميد التي قامت بتلك الدراسة: "إن الأنشطة البدنية (ممارسة الرياضة) بعد الجلوس لم تؤثر في النتيجة، فالجلوس عامل خطورة مثله مثل التدخين."
ما العمل؟
وحسب المقال المنشور في موقع "دي فيلت"، فإن من لا يمكنه تجنب الجلوس يجب عليه أن يجلس بطريقة صحيحة وفقا لما قالته فراوكه دولب المتخصصة في العلاج الطبيعي ونصائح تحسين ظروف العمل.
والجلوس الصحيح وفقا لأحدث المعارف العلمية معناه "ألا تجلس مستقيما دائما"، بمعنى أن تغير من وضعية جلوسك كلما أمكن. فتتحرك إلى حافة الكرسي للأمام والخلف وتضع يديك على الطاولة أو ترفعهما فوقها.
وتنصح دولب باقتناء "أدوات جلوس ديناميكية"، والأفضل أن تكون هناك طاولة ترفع إلى أعلى لكي يؤدي الشخص أعماله واقفا أحيانا.
لكن يجب ألا يقف الشخص منتصبا لمدة طويلة وإنما من صالحه أن يغير في وضعية وقوفه أيضا. ومن الواجب على من اعتادوا الجلوس لفترات طويلة أن يغيروا من عادتهم حفاظا على صحتهم.