أغرب طلاق عن عمر يناهز الثمانين..
ربما يندر السماع عن حالات زواج في دار للمسنين، لكن البعض من نزلاء دار المسنين في العاصمة بغداد تمكنوا بالفعل من الاقتران ببعض نزيلات الدار... يشير الباحث الاجتماعي في دار مسني بغداد ستار شعلان، بأنه تمت أربع حالات زواج في الدار، اثنتان منها انتهت بوفاة الزوج، وثالثة كان مصيرها الانفصال و الطلاق، والزواج الرابع ما زال مستمراً حتى الآن...وعلى ما يبدو أن الكثير من المشكلات، كانت السبب وراء طلاق النزيلة نورية.. ونورية تجاوزت العقد الثامن من عمرها، وتنحدر من أصل عربي، رغم أن والدتها روسية، وبعد انفصال الأخيرة عن والدها، إلا أنها عاشت في رعاية زوج أم روسي، وتزوجت من رجل عراقي، تقول: عشت مع زوجي الأول حياة سعيدة ومترفة جداً، وسافرت إلى مختلف بقاع العالم، لكنني لم ارزق بطفل، وبعدها استقر الوضع بنا في بغداد، وقد تعرض زوجي لأزمة صحية فقدته على أثرها، وعشت وحيدة في شقتي لمدة لا تقل عن خمسة أعوام، مشيرة إلى أنها كانت تشعر بالغربة كونها لا تعرف أحداً وليس لديها أقارب، ما دفعها للجوء لدار المسنين والاستقرار فيها.
وتشكو نورية بأنها كانت تعاني بشكل متواصل من مشكلات تفتعلها النزيلات معها في القاعة ذاتها، الأمر الذي دفعها في التفكير بالزواج من أحد النزلاء، وفعلا تزوجت نورية وانتقلت للعيش معه في غرفته الخاصة، تقول: بعد شهرين من زواجنا فقط، تم نقلنا بأمر من إدارة الدار إلى بناية أخرى، وعلى ما يبدو أنها قد خصصت لنزلاء الدار المتزوجين فقط.
زواج نورية الأخير لم يكن موفقاً، والسبب على حد قولها يعود إلى أن هدفها الأساسي من الزواج كان من أجل الحصول على غرفة وحمام يخصانها لوحدها، لكن الذي حصل هو العيش مع أربع عائلات في مبنى واحد يحتوي على مطبخ وحمام تشترك فيه الأربع عائلات هذه، ورغم أن نورية لم تبد أي رفض في البداية على هذه الإجراءات، إلا أنها بدأت تعاني من مشكلات ومشاجرات بسبب استخدام الحمام، مؤكدة أن وفاة اثنين من الأزواج وإخلاء غرفهما بعد عودة النزيلات إلى القاعة، قامت إدارة الدار بإشغال الغرفتين من قبل رجال عزاب، لتتزايد المشكلات أكثر فيما بيننا، حتى أصبحت حياتي واقعا مخيفاً بسبب سكني مع نزلاء عزاب، دفع هذا الواقع الجديد بي لطلب الطلاق في محاولة مني لحماية استقلاليتي وخاصة بعدما ساءت حالتي الصحية، وبالفعل نلت الطلاق، حتى أن المحكمة المدنية اعتبرت طلاقي من أغرب حالات الطلاق التي صادفتها.