"أليس ضباط الجيش هم الذين حمونا أثناء الثورة؟ ماذا يريد كلاب السكك الموجودون هناك في التحرير"
ناخبة مصرية
وفي مدينة أسيوط، أفاد موفدنا إلى أسيوط بعودة الهدوء لى لجنة النواورة بعد قيام أنصار أحد المرشَّحين بالهجوم عليها، مما أسفر عن وقف التصويت حتى الواحدة والنصف ظهراً.
لكن القاضي المشرف على اللجنة نفي لـ بي بي سي احتجازه داخل مقرَّ اللجنة، وقال إنه أوقف عملية الاقتراع خوفاً على سلامة الناخبين.
المرة الأولى
وفي العاصمة القاهرة ومدينة الاسكندرية الساحلية وغيرهما من المحافظات التي تجرى فيها المرحلة الأولى من التصويت وقف الناخبون بصبر في طوابير طويلة انتظارا للإدلاء بأصواتهم وتناقشوا في مستقبل حكم البلاد الذي يرون أن بإمكانهم المشاركة في تشكيله للمرة الاولى.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن إحدى الناشطات في لجنة بحي مدينة نصر شرقي القاهرة قولها بشكل غاضب: "أليس ضباط الجيش هم الذين حمونا أثناء الثورة؟ ماذا يريد كلاب السكك الموجودون هناك في التحرير."
وردَّ عليها أحد الناخبين بهدوء قائلا: "هؤلاء الذين في التحرير هم شبَّان وفتيات كانوا السبب في أن رجلا مثلي عمره 61 عاما أدلى بصوته في انتخابات تشريعية للمرة الأولى في حياته اليوم."
رأي العسكر
وفي تصريحات خاصة لـ بي بي سي قال اللواء أركان حرب سامح صادق، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إنه جاء إلى الإسكندرية موفداً من المجلس العسكري لمتابعة سير العملية الانتخابية في محافظة الثغر.
"لا تحتاج بالفعل لأي وجود من جانب قوات الشرطة العسكرية التي يقتصر وجودها فقط على إشعار المواطنين بالأمن وتنظيم عمليات الإدلاء بأصواتهم"
اللواء أركان حرب سامح صادق، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية
وأكَّد اللواء صادق أن عملية تأمين اللجان تتم بتنسيق تام مع قوات الشرطة، وأيضا بتعاون مع اللجان الشعبية التي قال إنها "لا تحتاج بالفعل لأي وجود من جانب قوات الشرطة العسكرية التي يقتصر وجودها فقط على إشعار المواطنين بالأمن وتنظيم عمليات الإدلاء بأصواتهم".
وأشار إلى أنه "لم ترد إلى المجلس أي شكاوى من الناحية الأمنية، فالأجواء تبدو هادئة تماما في أغلب اللجان التي مررنا عليها حتى الآن".
وفي القاهرة، قالت موفدة بي بي سي، سالي نبيل، إن المحتجين لا يزالون وسط ميدان التحرير، وإن كانوا بأعداد أقلَّ، مواصلين اعتراضهم على توقيت الانتخابات، وإصرارهم على مطالبهم بتسليم المجلس العسكري السلطة للمدنيين.
انتخابات وعسكر
وتجرى الانتخابات وسط مخاوف من أن يكون لدى العسكريين نية بالبقاء في الحكم رغم أن احتجاجات عنيفة وقعت الشهر الجاري، وسقط فيها 42 قتيلا وآلاف الجرحى، ألأمر الذي دفع المجلس العسكري إلى تحديد شهر يونيو/حزيران المقبل موعدا أقصى لانتخاب رئيس للدولة، وبالتالي نقل السلطة إلى المدنيين بحلول يوليو/تموز المقبل.
وتطالب الولايات المتحدة والدول الأوروبية الحليفة لها، والتي تدرك أهمية معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، العسكريين بتسليم السلطة بسرعة إلى المدنيين، وذلك بعد أن رأت فيما يبدو أن قبضة الجيش على السلطة يمكن أن تؤدِّي إلى زعزعة الاستقرار في العديد من الدول العربية.
يدلي الناخبون المصريون باصواتهم خلال المرحلة الاولى يومي الاثنين والثلاثاء لانتخاب ممثليهم في مجلس الشعب عن تسع محافظات مصرية.
وقد ابتعد الأخوان المسلمون وإسلاميون آخرون عن احتجاجات الأسبوع الماضي وتحدَّى خلالها المتظاهرون المجلس العسكري.
وقد عزا الإسلاميون موقفهم ذاك إلى رغبتهم بألاَّ يدعوا شيئا يعترض سير الانتخابات التي يتوقعون أن تفتح أمامهم الطريق إلى السلطة.
مناطق انتخابية
ويقسم النظام الانتخابي المصري إلى ثلاثة مناطق انتخابية تشمل كل منها تسعا من محافظات البلاد البالغ عددها 27 محافظة، ويتم الاقتراع فيها على التوالي.
وقد خصِّص يوم الاثنين للانتخابات في القاهرة والاسكندرية، إضافة إلى محافظات أخرى مثل الأقصر في صعيد مصر وستظل صناديق الاقتراع مفتوحة ليومين في المرحلة الأولى.
ويجمع النظام الانتخابي بين نظام القائمة النسبية ونظام الدوائر الفردية، اذ يتم انتخاب ثلثي الأعضاء بالقوائم، والثلث الأخير بالنظام الفردي.
الدور الثاني
ويجري الدور الثاني للمرحلة الأولى على المقاعد التي سيتم انتخابها بنظام الدوائر الفردية في الخامس من كانون الأول المقبل.
شهدت انتخابات الاثنين في مصر إجراءات أمنية مشددة لتأمين حسن سير العملية الانتخابية
وتبدأ المرحلة الثانية من الانتخابات في الحادي والعشرين من الشهر المقبل وتكمل بدور ثانٍ في الثالث من كانون الثاني/يناير، وتنتهي الانتخابات التشريعية في الحادي عشر من الشهر نفسه بعد الدور الثاني للمرحلة الأخيرة.
ويرى مراقبون أن مصر تشهد في هذه الانتخابات أول اختبار حقيقي لها في مرحلة التحوُّل الكبيرة التي تمر بها البلاد بعد حقبة مبارك، وسط خلافات متصاعدة بين مفجِّري ثورة يناير/كانون الثاني من الشباب، والمجلس العسكري الحاكم.
فعلى الرغم من ان الثورة المصرية كانت ثورية شعبية واسعة ضد نظام حكم مبارك، الذي استمر نحو ثلاثين عاما، فقد اتَّسمت الأشهر التسعة اللاحقة لها بالخلافات والتعثُّر في إحداث تغييرات سياسية جذرية في البلاد.
مراقبون دوليون
وقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن سبع منظمات أجنبية غير حكومية، منها مركز كارتر، قد حصلت على موافقات لمراقبة الانتخابات البرلمانية في البلاد.
المحتجون يطالبون بتأجيل الانتخابات وبتسليم السلطة لمدنيين
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الوزارة قولها إن منظمات غير حكومية، عربية وأفريقية وإسلامية وأوروبية وأمريكية، ستتمكَّن من نشر مراقبيها في كافة أنحاء البلاد.
ورغم بدء الانتخابات، فإن آلاف المحتجين يواصلون اعتصامهم في بميدان التحرير وسط القاهرة، الذي أصبح رمزا للثورة المصرية، مطالبين المجلس العسكري تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
إلاَّ أن رئيس المجلس العسكري، المشير محمَّد حسين طنطاوي، حثَّ المصريين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
ويرى مراقبون أن من شأن المشاركة الكثيفة للناخبين المصريين، المقدر عددهم بنحو 50 مليونا، أن تظهر بعض المفاجآت، إذ يُتوقَّع أن تبرز قوة الاغلبية الصامتة، وما إذا كانت تفضِّل الاستقرار والاستمرارية، أو التغيير الجذري الذي تطالب به حركات التغيير الشابة التي أسقطت نظام مبارك.
ملف الصور:
المصريون يتوجهون الى صناديق الاقتراع
فتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الانتخابات البرلمانية بانحاء مصر صباح الاثنين
مع فتح باب الاقتراع تبدأ في مصر عملية انتخابات طويلة ومعقدة، إذ يقسم النظام الانتخابي البلاد إلى ثلاثة مناطق انتخابية تشمل كل منها تسعا من محافظات مصر البالغ عددها 27 محافظة.
خصص يوم الاثنين للانتخابات في القاهرة والاسكندرية اضافة إلى محافظات اخرى مثل الاقصر في صعيد مصر وستظل صناديق الاقتراع مفتوحة ليومين في المرحلة الاولى.
جنود مصريون يدققون هويات الناخبين في القاهرة.
جنود الجيش المصري يشرفون على عملية دخول الناخبين الى احد مراكز الاقتراع في القاهرة.
بدأ نحو 3 ملايين ناخب من المسجلين في الجداول الانتخابية بالادلاء بأصواتهم في 6 دوائر انتخابية، تنخب 4 منها بنظام الانتخاب الفردي واثنان بالقائمة النسبية.
يجمع النظام الانتخابي الذي ينظم هذه الانتخابات بين نظام القائمة النسبية و نظام الدوائر الفردية، اذ يتم انتخاب ثلثي الاعضاء بالقوائم والثلث الاخير بالنظام الفردي.
ناخبة تنتظر دورها في التصويت.
يقول مراسل الـ بي بي سي انه شهد بداية غير مبشرة في مركز الاقتراع الذي يقف فيه في دائرة قصر النيل، اذ تأخر وصول قوائم الاقتراع على الرغم من اصطفاف الناخبين الذين جاءوا للادلاء باصواتهم في هذا المركز.
جنود الجيش يشرفون على سير الانتخابات.
ناخب في القاهرة يشير بابهامه بعد ادلائه بصوته.
ناخبة تصوت في العاصمة المصرية.
ناخب يدلي بصوته في احد مراكز الاقتراع في القاهرة.
BBC