شرط الفقير أنه لا يعلق نظره بملبوسات الخلق وغيرها فإنه إن علقه بذلك التبس عليه الأمر وكلما اختلط الفقير بالخلق ظهرت عيوبه أي أخي لا تنظر إلى عيوب الخلق فان نظرت أظهر الله فيك جميع العيوب وإن كان فيك عيب لا تنحرف عن الطريق المستقيم ولا تراع هوى النفس ورغباتها بل راع التقوى وأنواع الطاعة وإذا جلست بالخلوة فاحذر الوسواس وصفّ خواطرك من الكدورات والرعونات البشرية وإذا صدر من أخيك عيب فاصفح عنه الصفح الجميل واستر الستر الجليل وعامل عباد الله بالصلاح والنصح والتقوى وعظم أهل الخشوع ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق فداره كي يعطيك حقك أو أن تعطيه حقه بل إذا كان لك حق عند أحد فسامحه يُعطيك الله ويعوّض عليك وكن مع الخلق بالأدب ومخالفة النفس والحذر من الهوى والهوس فإنّهما أكبر أعدائك واعلم أن التوفيق في جميع الأحوال إنّما هو من الله سبحانه وتعالى