في داخلي نار الشوق تكبر
لعطر انفاسهم ..
فقد رحل مع رياح القبور ..
في داخلي نار الشوق تكبر
لعطر انفاسهم ..
فقد رحل مع رياح القبور ..
و بينَ أيام السوء .. هناك ذكرياتُ سرورٍ قتيلة
أُحاول اعادة النبضَ فيها ..!
خوفٌ يعمُّ دواخلي ..
أحتاجُ أمناً يا الهي ..
كم هو جميل حلمُ السنين التي قضيتها معهم ..
يُحزنني واقعهم المؤسف ..!
و أنيني ينتزع الحنين اليكَ بكثرة الغياب ..
لم تعد تهمني .. كما في السابق
فقد انغرست جذور الحقد في نفسي ..
ضاقت نفسي من مشاعرهم المصطنعة ..
و بين تلك الأوجاع الخامدة .. هناك وجعٌ لهُ الصدارة في تحريك أشجاني ..
قد أنبتَ النار في جوفي .. و أبدعَ في فن اليأس و رسمهِ في فكري ..
أيكون الصمتُ عِلاجاً .. أم الحرفُ مُحارباً ؟!!
ليتني أجدُ دواءاً لتلكَ العلّةِ و أستريح ..
أيجبُ عليَّ التعايشُ مع جحيمهم بــ ابتسامة ؟!!
ليتني أتمكنُ من ذلك ..
فالأوجاعُ تزاحمتْ و باتتْ ساكنةً في اليسارِ
فأظلمتْ ما تبقّى من أملي ..
و حلم السعادةِ صارَ أبعدُ ..
ليتني أُمسكُ بحبالِ السعدِ فأتعلقُ بهِ ..
بئساً لهم و للعيشِ معهم ..
" تمشينَ بداخلي "
هذهِ جملتهِ المعتادة عند كل شجار بينهما .. كم هي سهلة هذهِ الجملة لديه
يُسكتها بها .. بل تُسكت بُركانها الغاضب بهذهِ الجملة ..
لم تكنْ الا حروف .. لم تأخذ وقتاً منهُ .. كانتْ هذهِ الحروف هي الحل الدائم لكل الخلافات بينهما ..
حتّى دقَّ رنين النهاية ..
لم تنفعهُ جملته كما السابق .. بل كانتْ سبباً للفراق ..
كانَ ينطقها لا يعمل بها .. بــ احساسها .. بالحب الذي تكنّهُ هذهِ الحروف ..
هذا ما جعلَ بينهما فُراقاً مرير ..
" هنا الموسيقى طاغية "
آخر ما تذكرهُ من حوارهما ..
أخرُ جملةٍ سمعتها منهُ قبل أن يطغو الصوت أكثر ..
فيرحل ..
ظناً منها أنها موسيقى الحفل الذ يجمعهما لآخر مرة ..
لم تعي أن موسيقى الفراق و الانفصال مقصدهُ ..
لم تعي ذلك حتّى باتَ شعرها كالثلج ..
لم تتقبل تلك الكلمات .. فصارتْ تنتظر .. تنتظر و تنتظر ..
فأتاها في نهاية أنفاسها .. كان موتاً و ليس عشقاً ..