12/08/2014 08:23
تطلق وزارة البيئة بداية الاسبوع المقبل حملات توعية بيئية بين النازحين والمهجرين بشأن كيفية التعامل مع المخلفات والمياه الملوثة، فيما روى نازحون من محافظتي صلاح الدين وديالى جرائم عصابات "داعش" وهروبهم من بطشها حتى وصولهم الى بغداد.
حملات توعوية
معاون مدير دائرة الاعلام والتوعية البيئية في الوزارة لواء عبد الكريم اوضح لـ"الصباح" انه وبالتنسيق مع الدائرة الشمالية سيتم اطلاق حملات توعوية بين النازحين والمهجرين تتضمن برامج وورش عمل حول كيفية التعامل مع المخلفات والنفايات وطرق معالجة المياه الملوثة بما يحفظ صحتهم ويمنع اصابتهم بالامراض.وبين ان الحملات ستطلق بداية في المجمعات السكنية التي تؤوي النازحين ضمن محافظات بابل وذي قار وكربلاء المقدسة، مبينا ان الوزارة قامت بطبع البوسترات التي ستوزع في تلك المناطق الى جانب توزيع الحاويات لجمع النفايات لضمان عدم تراكمها ما يؤدي الى ظهور امراض عدة.
يأتي ذلك في وقت حذر فيه مصدر مسؤول في الوزارة بتصريح لـ"الصباح" من خطورة ظاهرة النزوح التي تشهدها بعض المناطق على الواقع البيئي للبلاد التي أدت الى تراجع مستواه بعد ان كانت الوزارة قد نفذت مشاريع اسهمت في تحسين الواقع البيئي، مبينا ان تلك العائلات تضطر للعيش في بيئة غير صالحة للسكن وتفتقد للخدمات الاساسية من المياه الصحية والمجاري والرعاية الاجتماعية.
مآسي النازحين
في تلك الاثناء، روى لـ"الصباح" عدد من نازحي محافظتي صلاح الدين وديالى الهاربين من بطش عصابات "داعش" الارهابية واستقروا ضمن مدينة الحرية، قصص هروبهم وتركهم لكل ما يملكون خوفا من اجرامهم الذي فاق كل وصف ما دفعهم الى مغادرة مدنهم الى اماكن اكثر امنا.المواطن (كاظم جعفر بدر 37 عاما) من محافظة ديالى افاد بان عصابات "داعش" مارست ارهابا نفسيا سبق اجرامهم الكبير من خلال توزيع منشورات تبث الفرقة والطائفية بين الاهالي، كاشفا عن مطالبتهم لابنه الذي يدرس في جامعة ديالى بايصال معلومات لتسهيل دخولهم الى المحافظة، ما دفعه الى الهروب خفية مع زوجته واولاده الثلاثة فجرا والتوجه الى بغداد، مبينا انه استقر اولا في مجمع سكني عشوائي بمنطقة الحرية بيد انه وعائلته عانوا من عدم وجود الماء والكهرباء والخدمات، ما اضطرهم الى قبول استضافتهم في منزل احد اهالي المنطقة.اما المواطن (عماد سالم 43 عاما) النازح من قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين ورغم انه يعمل كرئيس مهندسين اقدم في معمل ادوية سامراء، لا يجد حاليا المال الكافي لتوفير ادوية الامراض المزمنة التي يعانيها، بحسب ما نقله لـ"الصباح" وهو يقف بطابور طويل في اروقة المجلس البلدي لمدينة الحرية لترويج معاملة الحصول على منحة المليون الدينار.
واردف انه خرج مع عائلته في 12 من شهر حزيران الماضي الذي وافق يوم جمعة اثر قيام اعوان "داعش" في قضاء الدور عقب الصلاة، بتهديد الاهالي بالقتل، اذا لم يمهدوا لدخول تلك العصابات الى المحافظة، مشيرا الى انه وعقب دخول عناصرها الاجرامية الى المدينة، بجمع بعض ملابسهم ومستمسكاتهم الرسمية هو وزوجته وابناؤه الاربعة، ليستقر بهم الامر في محافظة السليمانية التي لم يستمروا فيها اكثر من شهر لغلاء الاسعار وعدم تيسير اجراءات الحصول على منحة المليون دينار، ما اجبرهم على الانتقال الى مدينة الحرية مرورا بمحافظة ديالى التي استقبلتهم فيها عشائر شمر في منطقة كنعان وامنت طريقهم الى بغداد.
تقليص روتين
بدوره، افصح رئيس لجنة المهجرين في المجلس المحلي لمدينة الحرية جعفر علي جاسم لـ"الصباح" عن تسجيل اللجنة لـ 300 عائلة نازحة من المحافظات الساخنة الى مدينة الحرية موزعة بين المدارس والمجمعات العشوائية والمنازل، مشيرا الى انه تم الاتفاق مع فرع جانب الكرخ في وزارة الهجرة على انجاز معاملات الحصول على منحة المليون دينار بحسب اوضاعهم بثلاثة اصناف، الاول لمن يقطنون المجمعات العشوائية والمدارس من النساء والاطفال من الذين بقي ارباب عوائلهم في مناطقهم الساخنة، حيث سيتم انجازها ميدانيا.واردف ان الصنف الثاني سيشمل العائلات التي هاجرت برفقة رب الاسرة وسكنت في مجمع او مدرسة او منازل اقربائهم، اذ اوعز الى وجهاء المناطق بجمع ارباب العوائل دفعة واحدة لاصطحابهم الى المجلس البلدي وفرع الوزارة لترويج معاملاتهم، مضيفا ان الصنف الثالث يشمل الاشخاص الذين يروجون معاملاتهم بمراجعتهم المجلس البلدي والمحلي في المنطقة.
جاسم بين ان انجاز المعاملات يتم بواقع 25 معاملة يوميا بعد تسهيل الروتين الاداري عليهم، حيث تم الاكتفاء بطلب اثنين من الشهود بالنسبة للعائلات التي فقدت وثائقها وارقامها الرسمية كبديل عن المستمسكات وبعد ذلك رفع المعاملات الى الوزارة، لافتا الى أن العوائل التي تسكن في المدارس سيتم نقلهم الى مخازن المواد الغذائية مؤقتا بعد تأهيلها، ليتم بعدها نقلهم الى مجمعات النازحين وهي مجمع نبي الله يونس(عليه السلام) في النهروان، فضلا عن مجمعي التاجي والشعلة اللذين يضمان مساحات خالية ستهيأ بشكل مؤقت لاسكانهم.
http://www.imn.iq/news/view.48545/