أنا فتاة ، أريد المساعدة لصديقتي التي طالَما أحبَبتها أكثر من نفسي، هي فتاة اقتَرَبت من العشرين عاما، تَدرس في الجامعة، من أسرة ملتزمة جدًّا، مرَّت بمرحلة الثانوية وتعرَّضت لسوء أصحاب السوء، فقد تعرَّفَت على شابٍّ عن طريق الهاتف، ولكنَّها لَم تستمرَّ وشَعَرت بتأنيب الضمير والخيانة لربِّها وأهلها، فقرَّرت أن تتوبَ وبالفعل، ولكنها بعد ذلك تعرَّفت إلى شابٍّ في ظروف دراسيَّة، يَكبرها هذا الشاب بخمس سنوات، وقد كان عُمرها في هذا الحين 17 عامًا.قال لها هذا الشاب: إنه يرى فيها فتاةَ أحلامه، وإنه أحبَّها، وسيفعل المستحيل ليتزوَّجها، فتحدَّثت معه عبر الجوَّال عدة أشهر، ولكنَّها كانت ترفض مقابلته؛ حتى أقنَعها، وبالفعل قابَلته عدَّة مرَّات، ولكن في جَمْعٍ من الناس، ونَدِمت كثيرًا بعد هذا، وقرَّرت أن تُخبره بأنها لن تستمرَّ في هذا الوضع، وأنه يجب أن يأتي لخِطبتها، وأغْلَقت الجوَّال أيَّامًا، ولكنَّه لاحَقَها في الجامعة وعند المنزل، وأخبَرها بأنه على استعدادٍ لأن يأتي بمفرده لخِطبتها، ولكنها رفَضت أن يأتي دون أهله، فقال لها أن تُمْهله عامًا آخر؛ حيث إنه في كلية الطب، وتبقَّى له سنتان، وهي في السنة الثانية في الجامعة.المشكلة أنها كلَّما قطَعت سُبل الوصول إليها، بَحَث عنها وتوصَّل إليها، وهو الآن يريد فقط أن يَطْمَئِنَّ على أحوالها عبر الرسائل القصيرة، ففَعَلت هذا تدريجيًّا؛ حتى أصبَح يعرف كلَّ تحرُّكاتها، وبدأ يشكُّ فيها، وبدأ يأمرها بعدم الخروج من المنزل، وعدم تصفُّح الإنترنت من دون إذنه، وهي منصاعة لكلِّ أوامره؛ لأنها تحبُّه، ولكنها لَم تَعُد تُحادثه في الجوَّال، ولا تَقبل مقابلته؛ لأنها تخاف من أن يغضبَ الله عليها، ويُتعسها في حياتها، ولكن الآن تحوَّلت حياتها إلى جحيم بسبب أوامره وشَكِّه فيها، فقد أصبَحت تبكي كلَّ يوم من كلامه، وحاوَلت الهروب منه، لكنها لَم تَستطع، وتشعر بأنها وحيدة لا تستطيع الإفصاح لوالدتها عمَّا حدَث، فهذه جريمة ولا تُريد أن تَسقط من نظرِ أمِّها، فأصْبَحت تكتم بُكاءَها، وانْعَزَلت عن صديقاتها بأوامره، وخَسِرت كثيرًا منهن، ولَم تَعُد تشعر بأي معنًى للسعادة، ولا تدري ماذا تفعل، وتتساءَل: هل هذا هو الزوج الصالح الذي يستحقُّ كلَّ هذه المعاناة واحتمال الغَيْرة القاتلة والشك المُميت؟مع العلم أنها لا تستطيع تخيُّل زوجًا لها غيره، فما الحل في رأيكم؟ملحوظة: على الرغم من محاولتي تفصيلَ المعاناة التي تعيشها صديقتي، فإنه لن يمكنَ تخيُّلها وتخيُّلَ الصراعات التي تشعر بها داخلها، ولا تستطيع الإفصاح بها لأحد سواي.فأرجوكم المساعدة، وجزاكم الله خيرًا