السومرية نيوز/ بغداد
بعد مخاض سياسي عسير ووسط أجواء أمنية ساخنة فرضها ظهور تنظيم "داعش" ، كلف رئيس الجمهورية فؤاد معصوم مرشح التحالف الوطني حيدر العبادي بتولي رئاسة الوزراء خلفا لسابقه نوري المالكي.
ولد رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد عام 1952، وهو ابن الطبيب المعروف جواد العبادي الذي شغل منصب مدير مستشفى الجملة العصبية في بغداد ومفتش عام وزارة الصحة في سبعينيات القران الماضي.
وأنضم العبادي إلى صفوف حزب الدعوة الإسلامية عام 1967 وكان عمره آنذاك خمسة عشر عاما، وبدأ مسيرته السياسية في الحزب وخارجه في نهاية ستينيات القرن الماضي تزامنا ظروف أمنية بالغة الخطورة خصوصا مع استيلاء نظام البعث آنذاك على مقدرات البلاد وقيامه بتصفية قادة حزب الدعوة وشن حملات عنيفة لترهيب أتباعه وإنهاك معارضيه.
أنهى العبادي الدراسة الابتدائية والمتوسطة في منطقة الكرادة الشرقية في بغداد، ثم أكمل الدراسة الإعدادية في الإعدادية المركزية في بغداد في عام 1970.
وحاصل العبادي على شهادة البكالوريوس من الجامعة التكنولوجية في بغداد في الهندسة الكهربائية في العام 1975، وعمل معيدا بعد تخرجه في قسم الهندسة الكهربائية في ذات الجامعة كونه كان متفوقا في الدراسة حيث كان تسلسله الثاني في القسم.
العبادي في بريطانيا في منتصف سبعينيات القرن الماضي
نتيجة الضغوط الأمنية والسياسية في العراق وتضييق سلطات حزب البعث في حقبة السبعينات توجه العبادي الى المملكة المتحدة، وانخرط في جامعة مانشستر الانكليزية العريقة على نفقته الخاصة، وتدرج بالدراسة الى أن حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الالكترونية والكهربائية في العام 1980.
وبعد أن نجح في مجال عمله أنيط له رئاسة مؤسسة تكنولوجيا متطورة في لندن في العام 1993، فضلا عن عمله خبيرا في تكنولوجيا النقل السريع حتى العام 2003 حيث عاد الى العراق.
في العام 2001 تم تسجيل براءة اختراع في لندن لعمله في مجال النقل السريع "سنكروريل" باستخدام تكنولوجيا حديثة باعتماد أطروحته لشهادة الدكتوراه، وشارك في تصميم ناقل مشاة الكتروني لجسر الألفية الثانية في لندن في العام 1999 بناء على بحوثه لبراءة الاختراع.
في العام 1998 حصل على منحة الإبداع للتكنولوجيا من وزارة التجارة والصناعة البريطانية، فيما ساهم عام 1997 في التخطيط للنقل السريع للمدينة العمودية العملاقة الافتراضية والمخطط لبنائها في المستقبل في اليابان بمساحة مليون متر مربع والتي تتسع لمليون إنسان وارتفاعها ألف متر.
وفي العام 1987 أصبح خبيرا في تكنولوجيا النقل السريع في لندن، كما عمل من عام 1981 الى 1987 رئيسا لفريق البحوث في شركة "أل دي بي" في لندن للنقل العمودي السريع وذلك باستخدام تكنولوجيا حديثة بالاعتماد على رسالته للدكتوراه.
وتولى مسؤولية تنفيذ السيطرة الالكترونية في مشروع للنقل العمودي في وسط مدينة لندن، ولديه بحوث علمية حول نظام مراقبة الأجهزة وتصاميم لأنواع جديدة من المحركات الكهربائية ذات السيطرة الالكترونية كما وشارك في العديد من الندوات و المؤتمرات العلمية في بريطانيا.
بدأت حقبة جديدة في حياة العبادي السياسية بعد سقوط النظام السابق عام 2003، ودخل أروقة مجلس النواب بصفته نائبا عن ائتلاف دولة القانون المنضوي ضمن التحالف الوطني، وتولى رئاسة اللجنة المالية البرلمانية في الدورة السابقة.
وأثار تكليف العبادي بتولي رئاسة الوزراء غضب زعيم ائتلافه وحزبه نوري المالكي، الذي ما يزال متمسكا بمنصبه ويعتبر أنه صاحب الحق الدستوري والانتخابي، وفي المقابل صدرت ردود فعل دولية مرحبة وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.