في عام 2004 خرج الراعي الأوكراني بيوترمالينكن، بأبقاره إلى المرعى في منطقة ماركوف، وبعد قطعه مسافة على طريقه المعتاد فُوجئ بوجود حفرة ضخمة في الأرض يبلغ قطرها ستة أمتار ظهرت دون سابق إنذار، كانت الحيوانات تخشى الاقتراب منها أو الرعي بجوارها، وعجز المختصّون عن تفسير ظهورها، وهذا أعاد إلى أذهانهم الحفر الأرضية التي نشأت من عقود في منطقتهم، وكان آباؤهم وأجدادهم يقدمون لها ما يشبه القرابين، حيث يقومون برمي أكياس الحبوب لاتقاء غضب ساكنيها، لاعتقادهم بوجود شيء في باطن الأرض، وعندما حاول العلماء دراسة الحفرة القديمة كانت أغصان الأشجار والنباتات قد غطتها!
ويتكرر ظهورها المفاجئ في أكثر من منطقة حول العالم، فهذا البحر الميت يشتكي من الحفر التي تظهر فجأة، خلافا للحفر التي يحدثها البشر للتعدين، حيث توجد ثلاثة آلاف حفرة على الجانب الفلسطيني، ومئات الحفر على الجانب الأردني، وزاد حدوثها في الآونة الأخيرة، حيث لم يتعدَ عددها عام 1990م 40 حفرة.
وفي بريطانيا بدأت حفر عميقة تظهر فجأة، والمخيف هناك أنها تظهر قرب المنازل وفي وسط الشوارع والحدائق العامة وعلى جنبات الطرق، وتبتلع كل ما فوقها في لمح البصر. تخيل أن تخرج من بيتك فتجد أن سيارتك وحديقة منزلك ابتلعتها الأرض!
أما أشهر الحفر فظهرت في سيبيريا وسُميت "حفرة نهاية العالم" نسبة إلى مدينة "يا مال" التي تعني نهاية العالم بلغة الننتس، وهي إحدى ثلاث حفر تكوّنت تباعا منذ منتصف تموز (يوليو) من العام الحالي، في منطقة تصل درجة حرارتها إلى 50 درجة تحت الصفر، ولا تظهر فيها الشمس إلا نادراً، ويبلغ قطرها أكثر من 60 مترا وعمقها 70 متراً، وفي قاعها بحيرة جليدية، ويغطي الجليد جدرانها، والثانية ظهرت نهاية الشهر نفسه، حين شاهد الرعاة سحابة دخانية وقع بعدها انفجار ناري مصحوب بهزة أرضية، وبلغ قطرها 15 مترا، والثالثة ظهرت مع بداية الشهر الحالي، مما أثار الرعب في قلوب السكان، خصوصا أن العلماء لم يجدوا لها سببا سوى بعض الفرضيات، فمنهم من يقول إنها بسبب الاحتباس الحراري الذي تسبب في إطلاق الغازات بشكل مفاجئ من باطن الأرض، وقال آخرون إنها بسبب النيازك، والبعض عزاها لصواريخ طائشة، في حين يرجح بعض العلماء أن يكون السبب ارتفاع درجة حرارة الصيف في منطقة يا مال العامين الماضيين!
فما الذي يحدث لأرضنا، هل تبحث عن متنفس، أم تحاول إخبارنا بشيء ما؟