إرادة السيستاني تطيح بالمالكي
PM
بغداد/ واي نيوز
كُشف الستار عن المفاوضات الدراماتيكية السرية بين الكتل السياسية للاطاحة بالمالكي، وتدخل المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني لثني ارادة الاخرين.
قُضي الامر وسميت شخصية جديدة لرئاسة الحكومة العراقية، بطريقة المؤامرة السرية، التي ادت الى انهيار شبه كلي لائتلاف دولة القانون، في وقت سارع فؤاد معصوم الى تكليف العبادي بتشكيل الحكومة، وسط ذهول جميع المراقبين.
القصة الكاملة للمفاوضات الدراماتيكية السرية بدأت من رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي وانتهت اليه، عندما حاول جاهدا اقناع قيادات الصف الاول بترشيح شخصية بديلة عن المالكي، وعدم مصارعة ارادة المرجعية الدينية في النجف، اذ تشير مصادر موثوقة في الحوزة العلمية الى وجود مداولات سرية بين مكتب السيد السيستاني وعدد من رؤساء القوائم المنضوية تحت ائتلاف دولة القانون، انتهت بالانشقاق عن المالكي والانضمام الى التحالف الوطني.
واكدت المصادر لـ"واي نيوز"، اليوم الاثنين، ان "حيدر العبادي بصفته رئيسا لقائمة حزب الدعوة (38 مقعدا)، وحسين الشهرستاني بصفته رئيسا لقائمة مستقلون (12 مقعدا) ابدوا استعدادهم للانضمام الى التحالف الوطني، في حال اصر المالكي على ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء"، مشيرة الى ان "خطابه ليلة امس الاحد كان بمثابة الضوء الاخضر لبدء العبادي مفاوضاته مع زعيم التحالف الوطني ابراهيم الجعفري، الذي دخل هو الاخر في خط المفاوضات مع السيستاني للاطاحة بالمالكي".
يذكر ان رئيس القائمة المسجل في مفوضية الانتخابات هو من يحدد مصير القائمة، ولا يتم ترشيح اي شخص لتسنم منصب من دون توقيع رئيس القائمة، كما لا يمكن تعيين نائب جديد في المقاعد التعويضية دون موافقته.
وعن عدم توقيع رئيس قائمة منظمة بدر هادي العامري والبقاء في صفوف المالكي قالت المصادر ان "العامري معروف بتدينه وعدالته، ولكنه يتبع خطا دينيا اخر غير خط المرجع الاعلى السيستاني".
يشار الى ان هادي العامري هو احد مقلدي السيد علي الخامنئي المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران، ولم يتلق تكليفا من السيد الخامنئي للانشقاق عن المالكي. ويؤشر ذلك قبول الخامنئي بمخالفة المالكي رأي المرجعية الدينية في النجف، وربما دعمه لولاية ثالثة.
ويعاقد المراقبون أن التطورات السياسية الأخيرة تؤكد انتصار ارادة السيستاني على ارادة الاخرين في الملف العراقي، لا سيما وان المالكي كان قطع شوطا طويلا، وابرم اتفاقات اولية مع العديد من الاطراف الشيعية والسنية لتشكيل الحكومة، في حين لم تعلن سوى كتلة الاحرار معارضتها الصريحة لاية حكومة يرأسها المالكي.
الى ذلك افادت مصادر سياسية رفيعة لـ"واي نيوز" عن دعوة ابراهيم الجعفري لقيادات التحالف للحضور في منزله صباح اليوم بهدف اختيار رئيس الوزراء الجديد، بعد ان كان انسحب من المفاوضات نتيجة اصرار المالكي على الترشح لرئاسة الوزراء.
وقال مصدر سياسي رفيع ان "الجعفري كان انسحب من المفاوضات بعد ظهر امس الاحد واغلق هاتفه، وطلب من الحمايات عدم رغبته باية زيارات، على خلفية رفض المالكي التنازل او الاعتراف بالتحالف الوطني الكتلة البرلمانية الاكبر". واضاف ان "دعوة الجعفري للقيادات كانت مفاجئة للبعض، ولا سيما ممن لم يكن على علم بالمفاوضات السرية بين بعض اطراف ائتلاف دولة القانون والمرجعية الدينية".
المصدر من هنا