يوم من ايام الغربة – 2
وجدت عملا هنا
حيث قام احد العراقيين المتواجدين بالتوسط لي لدى احدهم
وعملت
حمالا في مخزن لمواد التأسيسات الكهربائية والصحية
كنت اعمل طوال النهار بدون توقف واتقاضى في اليوم مليون ليرة تركية مع وجبة غداء مكونة من صمونة وحبة طماطة او خيار
لا يخدعكم الرقم فقد كان في حينها ثمن علبة السكائر العادية 350 الف ليرة
والصمونة بخمسين الف ليرة واستكان الشاي 50 الف ليرة
كنت انام ليلا على قارعة الطريق امام المخزن
حيث كان له رصيف يرتفع مترا عن مستوى الشارع , وكنت افترش (جادر) احضره من المخزن واضع
حذائي تحته كمخدة
عملت ما يقارب الشهر في المخزن
وفي احد الايام طلب مني صاحب المحل ان اصحبه بسيارته الى محله الواقع على الشارع العام لافرغ حمولة
بيكب من الاصباغ في المعرض
وبعد ان فرغت اجلسني وطلب لي شايا
حضر احدهم وبدأ يتكلم مع صاحب المحل ولم اكن افهم لغتهم
احضر صاحب المحل (بلايس ودرنفيس كهربائي وتيب ) واعطاني اياها واشر لي الى مكيف الهواء المربوط بالمحل
اشارات فهمت منها انه يطلب مني ربط جهاز بمصدر الطاقة الكهربائية
ذهبت مع الرجل الاخر الذي كان يتكلم طوال الطريق ويضحك
لاننا لم نكن نفهم بعضنا البعض
وصلنا الى داره
ودخلنا وكان قد ثبت جهاز التطييف بالحائط واحضر كيبل للربط (وكلبسات للتثبيت)
وبدأ يشرح لي بالاشارات الى مصدر الكهرباء
فهمت مقصده
في احد المرات عندما كنت سكرتيرا لاحد المدراء العامين
قام عمال بربط مكيفات هواء لغرفة مكتبي وغرفة نومي وقد لاحظت الكيفية التي قاموا بها بالعمل
فاستذكرت وبدأت اعمل
وخلال نصف ساعة انهيت المهمة وشغلت جهاز التكييف
طبعا تفاجأت بانه عمل بشكل صحيح
ضحك الرجل وربت على كتفي كعلامة استحسان
واجلسوني في الغرفة واحضروا شايا وخبزا ولبنا وبعض الجبن وبعد ان تناولت بعضا منه
استأذنت بالانصراف وقلت في نفسي لا بد انه سيعطيني ربع او نص مليون
وكنت فرحا لذلك
لكننا لم نستطع التفاهم وذهبنا الى المحل
وهناك تفاهم مع صاحب المحل واعطاني مبلغ مليوني ليرة
في البداية لم اصدق
لكن صاحب المحل وضعها في جيبي واجلسني على الكرسي وقال كلاما
لم افهم منه سوى كلمة أسطى
في المساء حضر صاحبي الذي توسط لي وكان يعمل عاملا في ماكنة لطحن الحبوب بجانب مخزن الرجل
كان قلقا من غيابي طوال النهار
وقام بترجمة كلام صاحب المحل الذي ابدى استحسانه لقيامي ببعض الاعمال لانه ليس لديه عمال كهربائيين متخصصين
وعرض علي ان اعمل في محله كعامل كهرباء واتقاضى اجوري من اصحاب البيوت
ووافقت لانه ليس لدي خيار اخر على الاقل لن اقوم بحمل الاثقال
وفي اليوم الاول لعملي تقاضيت خمسة ملايين ونصف المليون اجورا على اعمال متفرقة
تراوحت بين ربط مروحة سقفية الى تبديل فواصل معطوبة
لكني بقيت انام على الارصفة وفي المتنزه العام
يتبــــــــــــــــــــــ ــــــــع