الجر بالحرفحروف الجر وأهم معانيها وأحوالها - التعليق ومحل المجرور - زيادة الجار سماعاً وقياساً - حذفه سماعاً وقياساً - ملاحظة.
حروف الجر سبعة عشر حرفاً: الباء، من، إلى، عن، على، في، الكاف، اللام، رُبّ، حتى، مُذْ، منذ، واو القسم، تاء القسم، خلا، عدا، حاشا. وقد مر ذكر الثلاثة الأخيرة في مبحث الاستثناء. وإليك أهم معاني الحروف الأربعة عشر الباقية على ترتيب هجائها الأحادية فصاعداً:
1- الباء: رأس معانيها الإلصاق حقيقياً كان مثل: (أمسكت بيدك) أو مجازياً مثل: (مررت بدارك)، ثم الاستعانة مثل: (أكلت بالملعقة)، والسببية والتعليل مثل: (بظلمك قوطعت)، والتعدية مثل: (ذهبت بسحرك)، والعوض أو المقابلة مثل: (خذ الكتاب بالدفتر أو بدينار)، والبدل (أي بلا مقابلة) (مثل: ليت له بماله عافية)، والظرفية مثل (مررت بدمشق بالليل)، والمصاحبة مثل: (اذهب بسلام)، والقسم مثل: (أقسمت بالله، بالله لأسافرن).
2،3- تاء القسم وواوه: تختص التاء بثلاث كلمات هي: (تالله، تربَ الكعبة، تربيِّ) فهي أضيق حروف الجر نطاقاً، أما الواو فتدخل على مقسم به ظاهر مثل: (والله وحياتك، وحقّكم... إلخ).
4- الكاف: ومعناه التشبيه مثل: (صرخ كأسد). وتأتي قليلاً بمعنى ((على)) مثل قولهم: (كن كما أنت)، وتأتي للتعليل كقوله تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ}.
5- اللام: ومعناه الاختصاص مثل: (الحمد لله، الكتاب لي، السرج للفرس)، ومن معانيها التعليل مثل: (سافرت للاستجمام)، وانتهاء الغاية (عدت لداري، أخرت لأجل)، والصيرورة مثل (لدوا للموت وابنوا للخراب)، والظرفية مثل (كانت الموقعة لخمسة من رمضان، صوموا لرؤيته، مضى لسبيله، كشفه لوقته): أي بعد خمسة، وبعد رؤيته، ومضى في سبيله وكشفه في وقته، والاستغاثة مثل (يا للأغنياء)، والتعجب مثل: (يا للروعة!).
6- عن: ومعناها ا لمجاوزة والبعد مثل (سرت عن بيروت راغباً عنها)، وتأتي بمعنى بعد مثل{عَمّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ} وللبدلية مثل: أجب عني، {لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً}.
7- في: ومعناه الظرفية حقيقة مثل (أقمت في رمضان في دمشق) ومجازية مثل {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ}. وتأتي للتعليل مثل: ((دخلت النار امرأة في هرّة حبستها))..
8، 9 مذ ومنذ: حين تكونان حرفي جر تفيدان ابتداء الغاية إن كان الزمان ماضياً مثل (لم أكلمه منذ ثلاثة أيام). وتكونان بمعنى ((في)) إن كان الزمان حاضراً مثل: (ما سمعت صوتك مذ يومي هذا). ولا تأتيان إلا بعد فعل ماضٍ منفي، مفيدتين زمناً ماضياً أو حاضراً.
10- من: ومعناها العام: ابتداء الغاية مثل (سرت من الدار إلى المدرسة وغبت من الضحى إلى الظهر)، ومن معانيها التبعيض مثل (منكم من نجح، أنفقوا مما تحبون)، والبيان لجنس ما قبلها مثل (ما عندك من مال فأحضره)، والبدلية مثل (لا يغنيك الجدل من الصدق شيئاً)، والتعليل مثل (من تقصيرك خسرت).
11- إلى: ومعناها انتهاء الغاية الزمنية أو المكانية: (سهرت إلى الفجر، سرت إلى الربوة). وتأتي بمعنى (مع) كقولهم: (الذود إلى الذود إبل)، وبمعنى عند مثل (القراءة أحب إلي من الحديث).
12- رُبّ: ومعناها التكثير أو التقليل، فالأول مثل (رب رمية من غير رام)، والثاني مثل (ربَّ غاش بربح) والتمييز بالقرائن، ولا تدخل إلا على نكرة موصوفة معنى كما رأيت إذ الأصل (ربَّ رمية صائبة، ربَّ رجل غاش) أو لفظاً مثل: (رب رجل فاضل لقيته)، وقد تدخل على معرفة لفظاً نكرة معنى مثل (ربَّ مؤذينا أكرمناه) إذ المعنى (رب مؤذٍ لنا). ومن ذلك دخولها على الضمير المفرد المذكر المميز بما يفسره مثل (ربّه فتى قصدني فحمدني، ربّه فتبيْن، ربّه فتياناً، ربّه فتيات).
13- على: ومعناها العام الاستعلاء حقيقياً مثل: (الكتاب على الرف) أو مجازياً مثل: (لك عليّ فضل). وتأتي للتعليل (أكرمني على نفعي له)، وبمعنى في: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها}. وبمعنى مع مثل: (أحبه على كسله) وللاستدراك مثل: (خسرت الصفقة على أني غير يائس) وهذه الاستدراكية شبيهة بحرف الجر الزائد لا تحتاج إلى متعلق.
14- حتى: تأتي لانتهاء الغاية مثل: (سهرت حتى الصباح، سأمشي حتى الربوة) ومجرورها آخر جزء مما قبله أو متصل بآخر جزء، وتأتي للتعليل مرادفة اللام مثل: (اجتهد حتى تفوز).
وتجر هذه الأحرف الظاهر والمضمر من الأَسماء، إلا (مذ ومنذ وحتى والكاف وواو القسم وتاؤه) فلا تجر إلا الأَسماء الظاهرة.
وقد علمت أن (خلا وعدا وحاشا) مشتركة بين الفعلية والحرفية فتكون أفعالاً ماضيةً جامدة فينصب ما بعدها، وتكون أحرف جر فيجر ما بعدها، فاعلم الآن أَن خمسة من أحرف الجر مشتركة بين الاسمية والحرفية وهي (الكاف، عن، على، مذ، منذ) وإليك البيان:
أَما الكاف فتكون اسماً إذا رادفت (مثل) وخص ذلك بعضهم في الشعر، ولا داعي للتخصيص. وتتعين اسميتها إذا سبقت بحرف جر مثل قول رؤُبة (يضحكن عن كالبرد المنهمِّ = الذائب) أَو إِذا أُسند إليها، مثل قول المتنبي: (وما قتَل الأَحرارَ كالعفو عنهم)، أَو إذا عاد عليها ضمير كقوله تعالى: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ}.
وأما ((عن)) فتكون اسماً إذا رادفت (جانب)، وذلك حين تسبق بحرف جر (من أو على) كقول قطري بن الفجاءة:
و((على)) حين تكون مرادفة كلمة ((فوق)) ومسبوقة بحرف جر كقولك (خطبت من على الفرس). وأما (مذ ومنذ) فهما اسمان إذا أتى بعدهما اسم مرفوع أو جملة فعلية ماضياً مثل:
من عن يميني مرةً وأمامي
فلقد أُراني للرماح دريئة
(ما قابلته مذ يومان، مذ كان في بيروت، مذ أبوه سافر).
ب- التعليق ومحل المجرور:أَ- يعدون عمل حرف الجر في الجملة إيصال معنى الفعل أَو ما في معناه إلى المجرور لقصور الفعل عن الوصول إليه، ففي قولك (أكلت الطعام بالملعقة) وصل معنى الفعل (أَكل) إلى المفعول (الطعام) مباشرة، ولذا نصبه، ووصل أَثر الفعل إلى (الملعقة) بوساطة الباءِ.
والتعليق ربط الجار والمجرور أو الظرف بأحد أربعة أشياء على حسب المعنى:
1- الفعل نفسه، مثل (مررت بأخيك).
2- شبه الفعل وهو المصدر والمشتقات مثل: (مروري بك يسرني) (أنا مارٌّ بك غداً، أنت حفيٌّ بجارك.. إلخ).
3- ما فيه معنى الفعل وهو أسماء الأفعال: أُفِّ له.
4- ما يؤول بشبه الفعل كقولك: (كلام الحق علقمٌ على المبطلين) فـ(علقم) اسم جامد تعلق به الجار والمجرور (على المبطلين) لأَنه بمعنى (مرٌ، شديد) وهما مشتقان يشبهان الفعل.
هذا ويجوز أن يحذف المتعلق إذا قام عليه في الكلام دليل كأن تجيب من سأَلك: (على من تعتمد؟) بقولك: (على خليل) فإن لم يقم عليه دليل وجب ذكره كقولك: (أَنا معتمد عليك).
فإذا كان المتعلق كونا عاماً مثل: (أَخوك في الدار) وجب حذفه، والمتعلق هنا محذوف يقدر بإحدى الكلمات الآتية أو شبهها: (موجود، كائن، مستقر، حاصل) ولا يجوز ذكره لأنه مفهوم بالبداهة دون أن يذكر.
وأحرف الجر من حيث حاجتها إلى التعليق أصناف ثلاثة:
1-حرف جر أصلي وهو ما توقف عليه المعنى واحتاج إلى متعلق مثل (أَكلت بالملعقة).
2- حرف جر زائد: وهو ما لا يتوقف عليه المعنى ولا يحتاج إلى متعلق، وكل عمله التوكيد، فإسقاطه لا ينقص من المعنى شيئاً مثل: (لست بذاهب) فذاهب خبر (ليس) منع من ظهور الفتحة على آخرها اشتغاله بحركة حرف الجر الزائد.
3- حرف جر شبيه بالزائد: وهو ما توقف عليه المعنى ولم يحتج إلى متعلق مثل (ربَّ كتابٍ قرأَت فلم أَستفد، ربَّ رجلٍ مغمور خير من مشهور) فمعنى التكثير أو التقليل متوقف على ذكر (رُبَّ) ولكنها مع مجرورها لا تحتاج إلى متعلق، فمجرورها في الجملة الأُولى في محل نصب مفعول به لـ(قرأَ)، وفي الجملة الثانية في محل رفع مبتدأ.
ب- علمت أن المجرور بعد حرف جر زائد أَو شبيه بالزائد محله الإعرابي في الكلام رفع أَو نصب على حسب الجملة والعوامل.
لكن من النحاة من يقدر للمجرور بحرف أصلي محلاً من الإعراب أيضاً، فيجعل مجررو (خلا، عدا، حاشا) في محل نصب على الاستثناء: ومحل المجرور في قولنا (يقبض على المجرم) رفعاً نائباً فاعل، وفي قولنا: (لا حسب كحسن الخلق) رفعاً خبر لا، وفي (أَقرأُ في الدار في الليل) نصباً على الظرفية المكانية والزمانية، وفي (بكيت من الشفقة) نصباً مفعولاً لأَجله وهكذا.
جـ - زيادة الجار سماعاً وقياساً:الأحرف التي تزاد قياساً باطراد اثنان، واثنان آخران يزادان على قلة:
1- ((من)) يشترط لزيادتها شرطان، الأَول تنكير مجرورها والثاني أن تسبق بنفي أو نهي أو ((هل))، ويكون مجرورها إما فاعلاً مثل (ما جاءَ من أَحدٍ)، وإِما مفعولاً مثل (هل رأَيت من خلل)؟، وإما مبتدأ مثل (هل من معترض بينكم؟).
2- ((الباء)) تزاد اطراداً في الخبر المنفي مثل (لست بقارئٍ، وما أنا بذاهب).
وتزاد سماعاً في فاعل (كفى) مثل {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً}. وسمع زيادتها في مفعول الأَفعال الآتية: كفى المعتدية إلى واحد مثل (كفى بالمرءِ إِثماً أن يحدث بكل ما سمع)، علم، جهل، سمع، أَحسَّ، أَلقى، مد، أَراد، مثل (علمت بالأَمر، أنت جاهل به، سمع بالخبر، أَحسست بالألم ألقيت بالورقة)، {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ}، {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} وتزاد بعد ناهيك مثل (ناهيك بعمر حاكماً)، وبعد إِذا الفجائية (خرجت فإذا بفريد أمامي) وبعد كيف: (كيف بكم إذا طولبتم بالدليل). وتزاد قبل (حسب): بحسبك دينار.
3- ((اللام)) تسمى اللام المزيدة قياساً بلام التقوية، وتقع بين المشتق ومعموله تقوية له إذ أن المشتق أضعف من الفعل فيالعمل مثل {وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدٍ}. وتزاد على المفعول به إذا تقدم على فعله مثل {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} المعنى: يرهبون ربَّهم، فلما تقدم المفعول ضعف أثر الفعل فقوي باللام.
أَما إذا تأَخر المفعول فلا تزاد إلا في ضرورة قبيحة.
4- ((الكاف)) منهم من ذكر زيادتها سماعاً في خبر ليس كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
د- حذف الجار قياساً وسماعاً:يقاس حذف الجار في المواضع الآتية:
1- قبل حرف مصدري (أَنّ، أَنْ، كي) إذا أُمن اللبس مثل: (عجبت أَنْ غضب أخوك مع حلمه): الأَصل (من أَن..)، (شهدت أَنك صادق): الأَصل (بأَنك صادق)، (حضرت كي أَستفيد): الأصل (حضرت لكي أَستفيد). والمصدر المؤول من الحرف المصدري وما بعده في محل جر إذا ذكر الجار: عجبت من غضب أَخيك، شهدت بصدقك.. إلخ. وفي محل نصب بنزع الخافض إذا حذف الجار.
2- يجوز حذف واو القسم قبل لفظ الجلالة (اللهِ لقد صدقت) = والله
3- قبل مميز ((كم)) الاستفهامية التي بعد حرف جر مثل: (بكم دينارٍ بعت الكتاب؟) يجعلون الأصل (بكم من دينار).
4- إذا تقدم كلام مشتمل على حرف جر مثل المحذوف كسؤالك من أَخبرك بثقته بسليم: (أَسليمٍ السمان؟) أَو بعد إِن الشرطية: كقولك (ابدأْ بمن شئت إن نجارٍ وإن حدادٍ) الأَصل: (إِن بنجار وإن بحداد). أو بعد ((هلاَّ)): يقول لك قائل (عوَّلت على كلام جاري) فتقول (هلاَّ كلامِ خبير) أي (هلاَّ عولت على كلام خبير)، أَو قبل جملة مماثلة لجملة فيها مثل الحرف المحذوف كقول الشاعر:
الأصل (وبمدمن القرع..). أَما حذفه سماعاً فقبل أَفعال كثر تعديتها بحرف الجر، وسمعت محذوفة الحرف ومنصوبة المجرور على نزع الخافض مثل (كفر، أَمر، شكر، استغفر، اختار) تقول (كفر النعمةَ وكفر بها، شكرت المنعم، وشكرت للمنعم، أَمرتك خيراً وأَمرتك بخير، استغفرت الله ذنبي واستغفرته من ذنبي، اختار خالدٌ إخوانه خمسةً واختار من إخوانه خمسة).
ومدمنِ القرع للأَبواب أن يلجا
أَخلقْ بذي الصبر أَن يحظى بحاجته
5-تحذف (رُبَّ) بعد الواو أَو الفاءِ أَو بعد بل (قليلاً)، فيبقى عملها كقول امرئِ القيس:
عليَّ بأَنواع الهموم ليبتلي
وليلٍ كموج البحر أَرخى سدوله هـ- ملاحظتان:1- قد تزاد (ما) بين الجار والمجرور فلا تكف الأول عن جر الثاني، والأَحرف التي زيدت ((ما)) بعدها هي الباء مثل: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، و((من)) مثل {مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا}، و((عن)) مثل {عَمّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ}.
2-أما ((رُبَّ والكاف)) فتزداد بعدهما ((ما)) فتكفهما عن العمل وتزيل اختصاصهما بالأَسماء، وأغلب ما تدخل ((رب)) على الأَفعال الماضية أو المتحققة الوقوع كأَنها وقعت فعلاً مثل (ربما نفع الصدق)، {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ} اجلس كما يحلو لك.
وقلَّ أَن يجر الاسم بعدهما كقولك: (رُبَّما رجلٍ صادقِ ظُن كاذباً).
الشواهد:(أ)1- {وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هَذا ساحِرٌ كَذّابٌ}
[ص: 38/4]2- {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوها الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
[البقرة: 2/271]3- {وَاخْتارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا}
[الأعراف: 7/155]11- ((يا رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ يوم القيامة))
فقد تركتك ذا مالٍ وذا نشب
4- أمرتك الخيرَ فافعل ما أُمرت به عمرو بن معد يكرب
كما انتفض العصفور بلَّله القطر
5- وإني لتعروني لذاكرك هزة أبو صخر الهذلي
على أَن قرب الدارِ خيرٌ من البعد
6- بكلٍّ تداوَينا فلم يُشفَ ما بنا إذا كان من تهواه ليس بذي وُدِّ
على أن قربَ الدار ليس بنافعٍ عبد الله بن الدمينة
ولا نلومُكُم أَلا تحبونا
7- اللهُ يعلمُ أَنا لا نحبُّكمُ الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب
عني ولا أَنت ديّاني فتخزوني
8- لاهِ ابنُ عمك لا أَفضلت في حسب ذو الإصبع العدواني
شنوا الإغارَةَ فرساناً وركبانا
9- فليت لي بهمُ قوماً إذا ركبوا قريط بن أنيف
أقويْن من حججٍ ومن دهرِ
10- لمنِ الديارُ بقُنة الحجر زهير
حديث((يا رُبَّ صائمه لن يصومه، وقائمه لن يقومه))
أعرابي
وليداً وكهلاً حيث شبت وأَمردا
12- وما زلت أَبغي المال مذ أَنا يافعٌ الأعشى
بين بصرى وطعنةٍ نجلاءِ
13- رُبَّما ضربةٍ بسيف صقيل عدي بن رعلاء الغساني
كما الناسِ مجرومٌ عليه وجارم
14- وننصر مولانا ونعلم أنه عمرو بن براقة الهمداني
لا يشترى كتانه وجَهْرمُه
15- بل بلدٍ ملءِ الفجاج قتمُهْ الجهرم: البساط. رؤبة
قد تمنَّى لي موتاً لم يُطعْ
16- ربَّ من أنضجت غيظاً قلبه سويد اليشكري
(ب)
أشارتْ كليبٍ بالأَكفِّ الأَصابعُ
17- إذا قيل: أَيُّ الناس شرٌّ قبيلةً الفرزدق
ملكاً أجار لمسلمٍ ومعاهد
18- وملكتَ ما بين العراقِ ويثربٍ ابن ميادة
يورث المجد دائباً فأَجابوا؟
19- ربَّه فتيةً دعوت إِلى ما يميناً ومهوى النجم من عن شمالكِ؟
20- وقلت اجعلي ضوءَ الفراقد كلها ولا حبيبٍ رأْفةٌ فيجبرا؟
21- ما لمحبٍّ جَلَدٌ أن يهجرا كدت أقضي الحياة من جلِله
22- رسمِ دارٍ وقفت في طلله جلله = من أجله. جميل
كبيرُ أُناسٍ في بجادٍ مزمَّل
23- كأَن ثبيراً في عرانين وبله امرؤ القيس
وهوَّ على من صبه الله علقَم؟
24- وإن لساني شهدة يشتفى بها كه ولا كهن إلا حاظلا
25- فلا ترى بعلاً ولا حلائلا حاظل: آكل حنظل. رؤبة
يزيد النحاة على هذه السبعة عشر ثلاثة أحرف وهي:
1- ((متى)) في لغة هذيل، ونقلوا عن بعضهم قوله: (أَخرجه متى كمه) ورووا لأبي ذؤيب الهذلي في وصف سحاب:
لم ينقلوا غير هذين الشاهدين، ومع أن ذلك لهجة خاصة بهذيل. فإن قلة المروي يجعل الجر بـ((متى)) أثرياً لا يعمل به.
متى لجج خضر لهن نئيج (أي صوت)
شربن بماء البحر ثم ترفعت
2-(لعل) في لغة عقيل، وليس لهم إلا شاهد واحد معروف القائل وهو قول كعب بن سعد الغنوي:
وقد روي (لعل أبا المغوار) وبهذه الرواية يبقى الجر بلعل دون شاهد ملزم.
لعل أبي المغوار منك قريب
فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة
3-((كي)) حين ترادف اللام وذلك في دخولها على ((ما)) الاستفهامية خاصة إذا سألوا عن علة الشيء بقولهم (كيمه؟).
وبذلك تدرك أن حشر هذه الأحرف في عداد حروف الجر إثقال على الطالب لا طائل تحته. [آل عمران: 3/49]. وهاء (فيه) تعود على كاف (كهيئة).
مجرور (رب) مفعول به إن كان بعدها فعل (متعد) لم يستوفٍ مفعوله وكان هو مفعولها في المعنى. وفي غير هذه الحال يكون مبتدأ.
وجعلوا من زيادتها قول الراجز يصف خيلا (لو احق الأقراب فيها كالمقق) الأقراب: الخواصر، المقق: الطول. وظاهر أن الزيادة ضرورية شعرية.