فِرقٌ مِنَ الحريشِ العاضّ تغزو بلادي ..
وانا لا حولَ لي ،ليسَ لأنّي أمقتك يا وطني ولكنِّي نحلة عاملةٌ لم يكن لديها شيءٌ من قبل، وما لديها الآن أقلّ من لاشيءٍ بكثير ..
صيف ! نعم هو كذلك بلونه لكِنهُ خريفٌ بطبعهِ ..
شجره أصابه وهنٌ وموجة من شجن أهلكت أغصانه ويتمت أوراقه ..
كُل ليلةٍ أصبح ظلامها باهتٌ … ستائر مسدلةٌ باهتة اللّون و خلفها جيرانٌ تشغلهم طقوسٌ «وحدهم» يعرفونها ..
وطني ...أحببتك على نحوٍ بسيطٍ ...
بعيدًا عن الأشعار المبتذلة… أحببتك مثلما كنتَ في ناظريّ، من دون مراياك الكاذبة ..
لأنّك كنت أصدق من المرايا ..فحميتني من رهبتي…
أحببتكَ رغمَ غياب البنفسج عن أجوائكَ ..
لازلتني أرسمُ المشهد كعابرِ سبيلٍ ..
فياليتَ لي القدرةُ لصنع نظمٍ بيولوجيّةً أخرى للفراشاتِ ...
كي تتمكّنُ من مواجهةِ الطّيور النّهمة .. التي تحومُ في سمائك
كَم حاولتُ أن أسرق الفرح .. لأزيحَ به بعضاً من ملامح الخراب التي غطت جدرانك يا وطني لكنّي فشلت !
غزوٌ يمتد كتورمٍ خبيثٍ يدمرُ العين و الراء و الألف الممدودةِ والقاف ..
زمنٌ معتوهٌ ..رائحته دمٌ , رخو القوام .. نعم هذا هو زمنِ شريعة الذبح
يا لكثرتهم !!
سماسرةٌ ومحامون ورسوماتٌ صاحبها على فراش الموت، وعتمةٌ…
نباتاتٌ وأعشابٌ تنمو على نحوٍ غريبٍ، ومستنقعٌ من مواضٍ مؤلمةٍ…
صرير أبوابٍ.. ظلمةٌ أجزاؤها واضحةٌ.. وشوشاتٌ وأحاديث عن أحدٍ قد هُجّر .. جُلِد .. سُبيَ .. مات ..
وأنا أرقب كلّ شيءٍ كان الله بعونِك يا وطني ..
ستجيءُ سنةٌ جديدةٌ، فهل تذكّرت أن أكتب وصيّتي؟
لا أحد من أهلي أو أصدقائي يعرف أنّي على شفيرِ الموتِ ..
وليسَ المَوت ما يؤلِمَني .. تؤلمني أنتَ أيا وَطني ..
جميعُ ألحقوق محفوظةٌ في ذاكرتي
Pure
10/08/2014
التعديل الأخير تم بواسطة سومر ; 12/August/2014 الساعة 8:50 pmالسبب: إضافة وسام التميز
كم حاولت أن أجد تعليقا يليق بمستوى ما قرأتُه لكنّ فشلت
فأنا لم أقرأ حروفاً بل شاهدتُ مقطعاً مصوراً على طريقة بيور الخاصة
وفي كل مشهد بقعة ضوء مسلطّة
على مكان
من التغنّي بحب الوطن
الى البكاء بين احضان الوطن
الى وصف كائنات متوحشة
عابرة للحدود وتجار الدم وجيران الشهوة
أما خاتمة المقطع المصوّر
عندما يؤلم الوطن ابنته
يعني الوطن جزءٌٌ منها