~•|]خُـوفِـي أَمُـوتْ •• وأسّمع صِيـاح أَهلِي [|•~••
••
••
••
••
موضوعي ليس لإبكائكم ؟
ليس الا إشارة تنبية لكل ,,من غفـــل؟؟
لُفَ الكفَنُ حولَ جسَدهـَا .. نَظرتُ إلىَ ملامِح وجهَها قبلَ أن يغّطي ..
رُبطَ من الأعـَلى .. سمِعتُ صُــراخَ أُختِي
أحسست بصراخهـــا يخترق أحشاء فؤادي .. نظــرت إلى
والدتي رأيتها تبكـــي .. بل تعتصرُ ألمـــاً ..
إلتفتُ فرأيت أخي الصغييير في حضن أخي اللي يكبرني
بأعوامٍ قليله .. رأيته يضرب على صدر أخي ويسأله : لم لفوهـــا ؟؟
حُملت تلك الجثـــَة وانا أتأمل بهــــا .. إزداد الصراخ .. بل الصياح والتأوهـ ..
رأيت أمي لأول مــرة تتقطع بكــاءً .. زحفت بالقرب منهـــا
وضعت يدي على كتفها .. كنت اناظرهااا .. تمنيت مسح
دمعاتها المنسكبه .. همستُ لها قائلة : أنـا هنا .. لم أمت ..
أمي انا هنا لم أمت ..
بدأت أسحب ملابسهاا .. رغبت بأن تلتفت إليّ
لتراني امامها .. ولكنها لم ترد علي وأكملت بكائهــا ..
وقفت قائمة .. ركضت إلى حيث اخي الصغير يقلب
مكعبا بس يديه .. همست له قائلة : هل تريدُ شوكولاه ..؟
رأيت ملامحة جامدة .. استمريت في سؤاله ..
حاولت ان اشد إنتباهه
.. صدمتني ردةُ فعله ..
إنه لا يهتم لأمري .. بل إنه لا يسمعني ولا يرااااااااني ..
اطرقت ودمُعت عينـــاي .. ركضت إلى تلك الزاوية
لأرى أختي .. اقتربت منهاا .. سمعت همساتها
وهيه تقول : أين رحتي اختي ؟؟ لماذا تركتني ؟؟
كيف سأعيش من غيرك ..؟ هل لي عمر بعد رحيلك ..؟
أين السعادة ..؟ رحلتي يـــــا ... .. رحلتي
وقفت انظر أليها .. ايقنتُ حينها انني لست من عالمهم
.. انني ميته .. انني تلك الروح اللي تسمع بعد موتهــا ..
إذا تلك اللي غسلت وكفنت .. أنــــــــــــــــا ؟؟
نعم إنها أنا .. أنا تلك صاحبة الرداء المكشوف .. والجمال المبهور ..
أنا تلك المغــرورة .. المتعجرفة المتسلطة ..
انا تلك صاحبــة الوجه الملكي الشامخ ..
حان حسابي .. قرب دفني .. أُنزلت إلى قبري ..
سقُطت على كفني ادمع اخوتي .. سمعت اخوتي
واقربائي يترحمون علي ..
احسست بهول ما انا عليه .. إنني ممدة في بيتي
ملجئ ومأواي إلى يوم الدين .. وضعت على جنبي الايمن
.. أحسست بدفء أيادي
اخوتي ترتفع عني .. وكأنهم يبلغونني انه حان وقت وداعي
وتركي .. بدأوا يهلون علي التراب .. سمعت همسات حزنٍ على حالي
كانوا يدعون لي بأن يثبتني الله عند السؤال .. كانوا يتضرعون
لله ليخفف عني عذاب هذا القبر ..
أي عذااب .. ؟ وأي سؤال ..؟
أليس الموت هو نهــاية حياة الإنسان .. ؟
أليس الموت راحة لكل البشــر ..؟
هذا ما كنت اسمع به .. وهذا ما علمونا إياه ..
ولكن أي نحن من البرزخ وعذاب القبر والسؤال .. ؟
أي نحن من تلك الحياة الأخروية .. ؟
كم ضيعت وضيعت .. ؟ كم تساهلت وأسرفت ..؟
كم تبرجت وتجملت ..؟
منذُ صغري وانا اعشق جمال وجهي .. أحسسته نعمة
من خالقي .. حافظت عليه .. بس أسرفت في المحافظة عليه ..
دائماً كنت انام والمساحيق على وجهي .. كبرت وكبر
معي عشقي .. جمالي هو عنواني .. هو بطاقة مروري
كنت لا اعير احدا اهتماما .. كان الجميع يهل علي
للسلام والترحيب
كان ضوء وبريق وجهي يعكس إعجااابهم بي ..
وكنت ما البسه يفوق ما يلبسه أي أحد ..
كنت لا أعرف إلا صاحبات الطبقات المرموقة ..
دائماً كنت ارتدي أفخم الملابس واحسنها جودة ..
كنتُ أعشق الجديد والموضة .. أحب تلك الملابس
اللي تبرز مفاتني .. وجمالي أمام زميلاتي واساتذتي ..
أشعر بالحياة عندما ارى استاذا او دكتورا يمتدحني
ويثني على اناقتي .. بس احس بمعنى الحياة
عندما اقف بالقرب من فتاة
تعاني الفقر أو ربما فتاةٌ لا تعرف معني الموضه
.. أرى تلك الأبصار تنظر إلي .. احس بنظراتهم تتلمس جمالي
وجمال ما اردتيه .. اعتدت ان ارفع شعري
وازينه بأجمل الحُلي للشعر .. وان ارسم عيناي
وابرز البريق فيهما ..
وعشقت ملابسي التي تلفت انتباه الجميع لأناقتي ..
وعباءتي المطرزة الخطيـرة ..
لحــظة .. ألست أنا الآآن في قبري ..
أتنظر السؤال .. ؟
ألست اليوم بعيدةً عن هؤلاء البشر ..
لا احد يراني او يُسمعني مدحه ..
ألست اليوم اغطى بكفن لا يسوي
حقيبة أحملهااا ..
أين أنا .. . ؟ ولم تركت وحيدة .. ؟
أين من أحبني واعجب بجمالي .. ؟
أين من بهرتها رسمةُ عيناي ومدحتني ..؟
اي اساتذتي وزميلاتي .. ؟ أين دفئ مخدتي ..
وملابسي الناعمة ..
أين وأين .. واين .. ؟؟
هذا أجلي واليوم حملت على الأعناق ..
اليوم أنسى من قبل الأحباب والأصحاب ..
اليوم ذرفت علي أخر الدمعات التي تعلن
نسيان إنسان تذكره قابض الأرواح ..
اليوم ودعت ملابسي وحقائبي وكل
ما هو جديد وجميل في حياتي ..
اليوم انسى تحت الثرى وينهش الدود
في جسدي الذي طالما احببت التباهر فيه ..
اليوم واليوم واليوم .. ؟؟؟
ربي ارزقني قلباً صافيا خالصا في حبك ..
ربي ارحمني واشملني بمغفرتك ..
ربي اني اعلم انني قصرت في عباداتي
وتجاهلت فروضي .. ربي انك غفور رحيم
تحب العفو فاعف عني ..
.. ربي اهدي تلك القلوب الغافلة عنك وعن رحمتك ..
ربي أدخلنا مدخل صدق ..
واجمعنا بالأبرار والصالحين ..