كاتب مصري : الزواج العرفي بين مصر وإسرائيل في عهد مبارك تحول لعقد رسمي
- بانوراما الشرق الأوسط
شن الكاتب الصحفي فهمي هويدي، هجومًا عنيفًا على الحكومة، بسبب موقفها من الأحداث الدائرة في قطاع غزة، قائلًا “إن الموقف المصري في بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تحدث، في بياناته الرسمية، عن عدوان إسرائيلي على القطاع، وبعدها بـ24 ساعة وجدناه يتحدث عن عنف متبادل ومضاد مشيرًا إلى طرفين على قدم المساواة، ثم وصف الأحداث تباعًا بأنها أعمال عدائية بين الطرفين”.
وأضاف هويدي في حوار له، اليوم، مع “دويتش فيله”: “مصر عندما أصدرت مبادرتها، جرى التنسيق فيها مع إسرائيل ولم تتواصل مع المقاومة الفلسطينية وهذا خطأ بروتوكولي؛ إذ كان يجب على الأقل أن تتشاور مع الطرفين حتى ترى ماذا يقبل كل منهما؟”.
وواصل هويدي هجومه على الموقف المصري، قائلًا: “النظام أكمل الحكاية بمنع قافلة الإغاثة، في ظروف يبدو فيها الطريق مفتوحًا بين القاهرة وتل أبيب، ومغلقًا ومقطوعًا بين القاهرة وغزة، وهذا أشعر البعض بأن مصر وإسرائيل يد واحدة في مواجهة الفلسطينيين”، واصفًا هذا الأمر بالمشين في ظل هذه الظروف.
وتابع: “هناك انحياز واضح من الدول الخليجية إلى إسرائيل مثل السعودية والإمارات التي أعلنت في البداية تأييدها للمبادرة على لسان وزير خارجيتها عبدالله بن زايد”.
وبسؤاله عن تأثير الخصومة مع حماس على موقف مصر، قال هويدي: “النظام لديه خصومة مع حماس، رغم إيمانه بأن الحركة ليست غزة، لكن بمنعه قافلة الإغاثة، أضاف حجة جديدة ضده لمن يرى انحيازه لإسرائيل”.
واستطرد الكاتب الصحفي: “إن الانحياز كان موجودًا منذ عهد مبارك، لكنه لم يكن بهذه الفجاجة، وبهذا يعطينا الأمر انطباعًا بأن الزواج العرفي بين مصر وإسرائيل في عهد مبارك يكاد أن يتحول، الآن، إلى زواج رسمي، خاصةً عندما نجد مصر تسعى لتحسين صورة إسرائيل في المنطقة وتبرر المجازر التي تُرتكب في غزة تحت مظلة أن إسرائيل مضطرة لأن تدافع عن نفسها”.
وعن رأيه في تحميل وزير الخارجية سامح شكري، المسؤولية لمحور (حماس – تركيا – قطر)، لإفشال دور مصر في المنطقة، قال هويدي: “هذا كلام مبالغ فيه، فرفض المبادرة تم قبل أن يتم أي تنسيق بين الفصائل المقاومة وقطر، كما أن حركة الجهاد رفضتها قبل أن ترفضها حركة حماس”.
وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، ليس له علاقة بالمقاومة، والتجربة المصرية كانت تقوم على إجراء مشاورات مع المقاومة حتى أيام مبارك، هذه أول مرة لا يتم فيها التشاور مع حماس والمقاومة قبل الإعلان عن المبادرة، مضيفًا أن أيام مبارك وعمر سليمان كان هناك تشاور مع المقاومة، ثم يأتي أبومازن لتغطية المبادرة بعدما يتم الاتفاق عليها بشكل شرفي وبروتوكولي، رغم أن النظام يعرف جيدًا أن أبومازن ضد المقاومة لكن النظام “استعبط” – على حد قوله.
وعن رؤيته، لتصريح سامح شكري، وزير الخارجية بأنه “لو وافقت حماس على المبادرة منذ البداية، لمنعت سقوط كل هؤلاء القتلى”، قال هويدي: “هذا الكلام خطأ كبير، والعكس هو الصحيح، فلو تشاورت مصر مع المقاومة الفلسطينية قبل إطلاق المبادرة لكان الوضع أفضل، الخطأ أصلًا من جانب مصر، لأنها لم تبدأ بداية صحيحة لحل الأزمة، وتاريخيًا هذا لم يكن تقليدًا في خبرة التفاوض المصري.
وعن الدور الذي يمكن للقاهرة لعبه لإنهاء الأزمة، قال: “تقلصت علاقة مصر بالقضية الفلسطينية إلى حدود معبر رفح، وهذا تفريط كبير في الدور المصري الذي يجب استعادته، نحن نحتاج لأن يكون لدينا موقف متوازن، فلا نريد خصومة مع إسرائيل ولكن على الأقل علاقات متوازنة؛ لإنه واضح جدًا أن النظام المصري أقرب إلى إسرائيل ويضغط لصالحها، كنت أتمنى أن تدخل القافلة إلى غزة، ويقال إننا مع الشعب الفلسطيني وليس مع حماس، لابد من تلطيف الأجواء”.