(أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)
هاهُوَ الإجرامُ والإفساد يجري
وبحارُ الدّمِ بحرٌ إثر بحرِ
وبإسمِ الله سفكٌ وانتحارٌ
و بإسم الله يحلو كلُّ مُزري
سُفِكَ الدّمُّ نَعَمْ ما كان كذْباً
صدَقَتْ أملاك ربي وهْيَ تدري
صدَق الأملاكُ إنْ قالوا لربِّ الخلق بدءاً
لا اعتراضٍ
بل دعاهم ربُّهم تبيان أمْرٍ فأبانوا :-
(أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)
حُقِّقَ القولُ وصار الجرمُ ديناً وعقيدةْ
لوّثوا الأرض بأفكارٍ عن الله بعيدةْ
ليس في قاموسهم رحمة قلبٍ أو بكاءٍ
بل سيوفٌ تتلوّى
تذبحُ الطفل وريدَهْ
تذبحُ الورد لأنّ الوردَ قد يُهْدي جمالا
وقبيحٌ أنْ يعمَّ الحُسْنُ في العالمِ
أو يهدي نشيدهْ
قد يكون الوردُ يوحي
لخيالاتٍ تؤدّي للمعاصي
ولذا نحن جنودُ الله نذبحْ
كلَّ من يزرعُ ورداً
كل من يغرس حبّاَ
قد مسحنا كلَّ شيءٍ من هوانا لن نريدَهْ
ليس في قاموس سفّاكي دماء الأبرياءْ
غير كرْهٍ وانتقامٍ وحروبٍ تتوالى
ورؤوسٍ ضيّعتْ أجسادها ترفعُ لله النداءْ
نُصِبَتْ نحو السماءْ
وتحدّوا ربّ هذا الخلق قالوا
هو من يخلقُ خلقاَ
نحنُ من نفني عبيدَهْ
حسين إبراهيم الشافعي