Saturday, November 26, 2011
"مقصورة الجواهري" النشيد الوطني الجديد للعراق
كشفت مصادر موثوقة ان مقصورة الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري هي الاكثر حظا من سواها من القصائد المختارة لشعراء عراقيين لتكون النشيد الوطني العراقي الجديد بدل النشيد الحالي (موطني) الذي تم اعتماده بعد سقوط النظام السابق في نيسان / ابريل 2003، فيما اكد رئيس لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي ان اتفاقا جرى بين الكتل السياسية العراقية كافة على عدم الاعتراض على اي شاعر يتم اختيار قصيدته لتكون النشيد الجديد، فضلا عن ان الجواهري يحظى بمقبولية من ابناء العراق بالاضافة الى ان قصيدته هذه تحاكي العراق وتضاريسه كافة وتتباهى بالسلام ليعم الربوع.
والقصيدة المقصورة يقول مطلعها:
"سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى *** على النخل ِ ذي السعفات ِ الطوال ِ، وشُمِّ الجبال ِ، تُشيعُ السَـنا".
وقال فاضل ثامر رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق رئيس اللجنة المكلفة باختيار النصوص: قررت لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب بالاتفاق مع رئاسة مجلس النواب على آلية جديدة لاختيار النص الشعري الذي سيكون النشيد وقد استبعدت فكرة اجراء مسابقة لانها كما يرون تثير بعض الحساسيات الطائفية والمذهبية والحزبية، والالية الجديدة تعتمد على انتقاء نصوص شعرية من دواوين الشعراء العراقيين البارزين الذين يمثلون اطياف الشعب العراقي المختلفة، وهم:
الرصافي والزهاوي ومصطفى جمال الدين والسياب ومحمد مهدي البصير، وبالفعل تم اختيار نصين شعريين من كل شاعر.
واضاف: وقد وضعت عدة معايير لاختيار النصوص الشعرية من اهمها: ان تكون النصوص ممكنة الحفظ وتحمل ابعاداً وطنية عامة وتدعو الى الوحدة الوطنية، وتنبذ العنف والتطرف، وتحمل غنائية عالية لوضع اللحن المناسب لها.
وتابع: واللجنة انجزت مهمتها وسلمت تقريرها الى رئاسة مجلس النواب لاختيار الانموذج الملائم ومن ثم ليقره مجلس النواب لاجراء مفاضلة، ثم يطرح الانموذج على الملحنين من اجل تلحين النشيد كل على طريقته الخاصة وهنا سوف تجري عملية المفاضلة ايضا لاختيار اللحن المناسب. وأوضح فاضل ثامر: اجزم ان اية خلافات حول الاختيار الجديد للنشيد الوطني لن تكون، واعتقد ان هنالك توافقات حصلت على الاسماء لاسيما ان اشعراء جميعم من الموتى.
وكانت لجنة الثقافة والإعلام النيابية، قد اعلنت في تشرين الاول/ نوفمبر المنصرم، عن موافقة رئاسة مجلسة النواب على مقترح لتشكيل لجنة خماسية لأختيار النشيد الوطني الجديد، فيما حددت 45 يوما لأختيار نص شعري للنشيد الجديد، ووضمت اللجنة خمسة أكاديميين ونقاد من مختلف الجامعات العراقية برئاسة رئيس اتحاد الأدباء فاضل ثامر وعضوية كل من عدنان العوادي وبدر خان السندي والناقدتان بشرى موسى ونادية العزاوي.
من جهته رفض رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب الشاعر علي الشلاه إقحام موضوع النشيد الوطني الجديد ضمن الصراعات السياسية، فليس هناك مايستدعي الضجة الاعلامية التي اثارتها بعض الاطراف بعد ان اعلنت لجنة الثقافة والاعلام النيابية سعيها لاختيار نشيد وطني جديد، وان هناك توافقات على الاسماء او على اي نص يتم اختياره. واضاف: النص الشعري للنشيد الوطني الجديد سيكون محترما وبعيدا عن الإشكاليات والمحاصصات والتقسيمات، وان رئاسة مجلس النواب وافقت على مقترح لتشكيل لجنة خماسية لاختيار النشيد الوطني الجديد، وان اللجنة توصلت خلال اجتماع عقدته في وقت سابق إلى مقترح يقضي بتشكيل لجنة من أكاديميين ونقاد من مختلف الجامعات العراقية لاختيار نص شعري للنشيد.
والنشيد الوطني العراقي مر بالعديد من المراحل من عمر الدولة العراقية، فهناك ثلاثة اناشيد (كلمات ولحن)، فالنشيد الاول كان بعد الانقلاب على عبد الكريم قاسم وصعود حزب البعث إلى السلطة في 8 شباط / فبراير عام 1963، وتم اعتماد (والله زمان ياسلاحي) نشيدا وطنيا، والذي هو من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين والحان الملحن المصري كمال الطويل، وغنته السيدة ام كلثوم عام 1956، والذي مطلعه يقول (و الله زمان يا سلاحى / اشتقت لك في كفاحى)،وهو المعتمد كنشيد وطني للجمهورية العربية المصرية للمدة من عام 1960 إلى عام 1979 اي انه كان النشيد الخاص باللعراق ومصر في مرحلة واحدة، وفي عام 1981 تم اعتماد نشيد وطني جديد من كلمات الشاعر السوري شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية والذي مطلعه (وطن مدّ على الافق جناحا)، والذي استمر حتى سقوط النظام عام 2003، حيث تم اختيار نشيد (موطني) بشكل عشوائي على اساس انه الافضل بين الاناشيد المتوفرة، وهو من كلمات الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان (كتبه عام 1934)، ولحنه محمد فليفل،ومطلعه يقول "مَــوطِــنِــي.. مَــوطِــنِــي / الجـلالُ والجـمالُ والسَّــنَاءُ والبَهَاءُ/ فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ"، وطالما كانت عليه اعتراضات كثيرة من عموم المثقفين بعد اعتماده كون لا يتلاءم مع العراق الجديد وفيه عنف وموت !!.
من جهته اكد التحالف الكردستاني على عدم وجود اية اعتراضات لديه على ان يكون النشيد الوطني العراقي باللغة العربية، وقال المتحث الرسمي باسم التحالف مؤيد طيب: باعتباري مقرر اللجنة الثقافية النيابية، ومع وجود اربعة اعضاء اخرين، فقد شكلنا لجنة خاصة باختيار نص ادبي ليكون نشيدا وطنيا جديدا، ووقع الاختيار على نصوص لخمسة شعراء عراقيين، منهم الشاعر الجواهري المقبول من العرب والكرد، وله تمثال في اربيل، والسياب ايضا الذي كتب لكردستان وللكرد، والجواهري والسياب شاعران عملاقان معروفان على مستوى العالم العربي، ومعروفان لدى الكرد ايضا، ومواقفهما مشهودة عن الحرية والتاخي والتسامح، ومبدئيا لا مانع لدينا من اختيار نص من نصوص هذين الشاعرين. واضاف الطيب: لا توجد مشكلة لدينا ككرد ان يكون النشيد باللغة العربية، ولكن ربما سنقترح اضافة كلمة كردية في نهاية النص، مثلا (عاش العراق) وتقال بالكردية (بيجي عيراق) او حتى بلغات اخرى لان ذلك سيترك وقعا جميلا في نفوس كل العراقيين.
يذكر ان العديد من مثقفي العراق وشعرائه كانوا قد اقترحوا ان تكون مقصورة الجواهري نشيدا وطنيا،لروعتها ولانها توضح هوية العراق ووطنية المواطن العراقي، فضلا عن تكرار كلمة (سلام) فيها لعدة مرات في صدر جميع الابيات،وهو ما يحتاجه العراق وما يجب ان يكون عليه، كما ان مركز الجواهري في براغ اقترح المقترح ذاته في السابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 2008 تحديداً، حين صادفت الذكرى الحادية عشرة لرحيل الشاعر الخالد، ونشر مقترح يتضمن أبيات واقتباسات مختارة من الفرائد الجواهرية الشهيرة، وأبرزها (المقصورة) المتفردة المنظومة عام 1947: "سلام على هضبات العراق وشطيه والجرف والمنحنى / على النخل ذي السعفات الطوال على سيد الشجر المقتنى".
وقد أُرفقت بالمقترح في حينها رسالة رسمية إلى رئيس مجلس النواب العراقي آنذاك محمود المشهداني، وإلى رئيس وأعضاء لجنة الثقافة والاعلام في المجلس، وجاء فيها ان مقترح النشيد الوطني الجديد قد (اعتمد على قناعات بأن يأتي مفتخراً بشواهد العراق وبعطاءات أبنائه، وان يعبر عن أمانيهم في التآخي الوطني والقومي)، ووضع نص النشيد الذي جرى نشره بصيغته الاساسية الاتية:
1- سلامٌ على هضبات ِ العراق ِ... وشطـّـيه ِ والجُرف ِ والمنحنى
2- على النخل ِ ذي السعفات ِ الطوال ِ، وشُمِّ الجبال ِ، تُشيعُ السَـنا
3- سلامٌ على نيّرات ِ العصور ِ... ودار ِ السلام ِ، مدار ِ الدُنى
****
4- سلام ٌ على خالع ٍ مِنْ غـَـد ٍ... فـَـخاراً على أَمسـِـه ِ الدابر ِ
5- سلامٌ على طيبات ِ النذور ِ... سلامٌ على الواهبِ الناذر ِ
6- سلام ٌ على نـَـبـْـعـَـة ِ الصّامـِـدينَ... تـَـعاصت ْ على مـِـعْوَل ِ الكاسر ِ
7- سلامٌ وما ظلَ روضٌ يفوحُ... وما ساقطتْ ورقَ الدوح ِ ريحُ
8- سيبقى ويبقى يدوي طموحُ... لنجم ٍ يضيءُ وفجر ٍ يلوحُ
ومن ثم إعادة للأبيات الثلاثة الأولى
1- سلامٌ على هضبات ِ العراق ِ... وشطـّـيه ِ والجُرف ِ والمنحنى
2- على النخل ذي السعفات ِ الطوال، وشُمِّ الجبال ِ، تُشيعُ السَـنا
3- سلامٌ على نيّرات ِ العصور ِ... ودار ِ السلام ِ، مدار ِ الدُنى