مقدمة
أبنادم أطباعه الغدر مـــن يـاكـل الجـمّـار
ينكر إحسـان النخل ويرمي السعف بالنار
النخلة:شجرة من الفصيلة النخلية كثيرةٌ في بلاد العرب ولاسيما الحجاز والعراق ومصر,يزرع لثمره المعروف بالبلح والتمر,أو للزينة وجمعها نخلٌ ونخيلٌ.
وهي أوّل شجرة استقرت على وجه الأرض ,وهي شجرة مباركة لا توجد إلاّ في الأماكن الحارة قال أبو عبد الله (ع)((استوصوا بعمتكم النخلة خيراً فأنها خُلقت من طينة آدم ألا ترون أنه ليس شيء من الشجرة يلقح غيرها)).وهي تشبه الإنسان من حيث استقامة قدها وطولها ,وامتياز ذكرها من بين الإناث واختصاصها باللقاح ,ورائحة طلعها كرائحة المني ,ولطلعها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها,ولو قُطع رأسها ماتت,ولو أصاب جمّارها آفة هلكت والجمّار من النخلة كالمخ من الإنسان,وعليها الليف كالشعر في الإنسان وإذا تقاربت ذكورها وإناثها حملت حملاً كثيراً لأنها تستأنس بالمجاورة ,وإذا كانت ذكورها بين إناثها ألقحتها بالريح,وربما قطع إلفها من الذكور فلا تحمل لفراقه,وإذا دام شربها للماء العذب تغيّرت وإذا سُقيت الماء المالح أو طرح الملح في أصولها حسن ثمرها.
النخلة في القرآن والسنة
ورد ذكرها في القرآن الكريم (20 مرة) بصيغة المفرد تارة وأُخرى بصيغة الجمع منها قوله تعالى(يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة النحل: 11) (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً) (سورة الإسراء: 91) (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (سورة مريم: 25).
كما ورد ذكرها في السنة النبوية قال رسول الله (ص) (أكرموا عمتكم النخلة)(بيتٌ لا تمر فيه جياعُ أهله).
النخلة في الموروث الشعبي العراقي
تلفظ النخلة في اللهجة العراقية بتضخيم اللام أي يكون لفظ اللام فيها كلفظ حرف ((L )) في اللغة الإنكليزية.كما ولها تسميات عديدة في لهجتنا العراقية.
1-التالة أو الفسيلة: هي نخلة صغيرة تخرج من إحدى جوانب النخلة الأم وتتغذّى عليها,وتفصل عنها لتكون بعد ذلك نخلة مستقلة بذاتها.
2-النخلة: تلفظ بتضخيم اللام كما قلنا وهي الشجرة الكاملة.
3-العيطة: وهي النخلة الفارعة الطول (طويلة جداً).
تتألف النخلة من
1-الجذع: وهو العود الأكثر صلابة من باقي الأجزاء ويكون ذات نتؤات وبروزات وتكون مرتبة كطريقة بناء الطابوق يستخدم في صناعة الجسور والسقوف قديماً.
2-السعف : ويتواجد بكثرة في أعلى الجذع وتتألف السعفة من:
أ-الكُربة: بضم الكاف وهي الجزء المتصل بالنخلة (الجذع) ويكون عريضاً وتكون صلبة ويستفاد منها كمادة للوقود (حطب).
ب-الجرّيدة: بتشديد الراء وهي عود رفيع مرن يمتد من الكُربة وطرفها الآخر يكون متدلياً يستفاد منها للوقود وتدخل في صناعة الكراسي والأسرّة والأقفاص وغيرها من الصناعات.
جـ- الخوصة: جمعها خوص وهي مجموعة أوراق مدببة تتوزّع على طرفي السعفة لونها أخضر داكن تدخل في الكثير من الصناعات أهمها صناعة الحصران والقفف.
د- السلاّية: بتشديد اللام وهي مجموعة عيدان قوية ومدببة تشبه الإبر تتكاثر في المنطقة الواقعة بين الكربة وبداية الجريدة.
3- العثگ: هو طوق خشبي أخضر اللون يتحول إلى اللون الأصفر تدريجياً وقد ورد ذكره في القرآن الكريم باسم العُرجون قال تعالى(وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (سورة يس: 39) ينتهي بخراطيش يكون التمر موزع عليها من كل جانب.
4- التمر: ويبدأ من الطلّيع مروراً بالچمري والرطب ثم التمر وللتمر عدّة تسميات منها الخلال بتضخيم اللام والجسب كما له أنواع عديدة منها البرحي والعمراني والخضراوي والخستاوي والزهدي الذي يعتبر من أقل الأنواع جودة.
النخلة في الأدب العراقي
رُسمت النخلة كرمز لعدة معانٍ فهي تعتبر رمز للحياة والخصوبة والأمومة كما أنها ترمز للأصالة والعنفوان والكبرياء.
وللنخلة حصة كبيرة في الأدب العربي قديماً وحديثاً.
قال الشاعر عبد الرحمن الداخل: يا نخلُ أنتِ غريبةٌ مثلي في الغربِ نائية عن الأهل ِ
أبكي وهل تبكي مكمـمة عجماء لم تجبل عـلى جـبل ِ
لو أنها عقلت إذن لبكت ماء الفـرات ونـبـت النـخـل ِ
وقول شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري:
وحبذا تحت ظل النخل مُصْبَحنا بدجلةٍ وعلى الأجرافِ مُمسانا
وأما في الشعر الشعبي العراقي الكثير من القصائد والأغاني التي ذكرت النخلة
منها مثلاً أغنية (فوگ النخل فوگ) و (نخل السماوه يگول طرّتني سمره).
ومن الشعر الشعبي العراقي بيت الدارمي القائل: الحجي تالي الليل صاعدله عيطه
ياكـل خـلال بريم واسمع گريطه
ومنها قول الشاعر كاظم إسماعيل الكاطع:
چنت آنه ألوم النخل
لو من أدين السعف بالريح يوگع عثگ
بس...جربتهه وشفت
شفت العطش لو هجم أوّل ضحيه العرگ
ومنها قول الشاعر كريم تويج: طبع النخل معروف من ينرمي أحجار
عـكس البشر ينطيك مـن گـلبه الأثمار
مواعيد عرقوب
قال عرقوب لأخيه: (( إذا أطلعت – بدء ظهور الثمر- هذه النخلة فلك طَلعها )) فلما أطلعت أتاه أخوه,فقال عرقوب: (( دعها حتى تصير بلحاً – الثمر الأخضر الغير ناضج- )) فلما أبلحت قال: (( دعها حتى تصير زهواً – البلح المتلوّن - )) فلما زهت قال: (( دعها حتى تصير رطباً – ما نضج من البلح قبل أن يصير تمراً -)) فلما أرطبت قال: (( دعها حتى تصير تمراً )) فلما أتمرت عمد إليها عرقوب ليلاً فجدّها – قطعها – ولم يعطِ أخاه شيئاً فذهبت مواعيد عرقوب مثلاً.
کما دخلت النخلة في المثل الشعبی العراقی
کل ساع هزّي رطب ینخله آو یقال هزّي رطب ينخله
مثل الإله بالشام نخله أو يقال مثل الإله بالشام نخله الثمر للغير والنوح إليّه
أمنية
أتمنى أن أرى أمام كل دار عراقية نخلة لترمز أن العراقيين يحبون الحياة ويحبون السلام ولكي تطعم كل من يزور العراق شرط أن يكون محباً لأهله وأرضه.
راق لي