الدعم الغربي لكردستان سيغير المعادلة على الارض في الحرب مع داعش
10-08-2014 10:57 AMأحرار -
قالت اطراف كردية إن الدعم الغربي لإقليم كردستان في مواجهة تهديدات داعش، لم يرفع معنويات المقاتلين وحسب، بل بدأ بتغيير المعادلات على الأرض، وتعويض فارق التسليح بين الطرفين، وسط معلومات عن تزويد واشنطن لأربيل بأسلحة متوسطة وثقيلة.
يأتي هذا في وقت تحدثت مصادر عن اكتظاظ مستشفيات الموصل بجرحى التنظيم المتشدّد، اثر الضربات الموجعة المتواصلة منذ يومين، في اطار الاسناد الجوي الاميركي والعراقي أيضاً.
وقال نائب كردي ان البيشمركة تواصل التقدم في مخمور وبعض مناطق سنجار، لكنه اقر بـ'عدم تكافؤ' التسليح بين المقاتلين الكرد وداعش، مؤكدا ان التقدم الحاصل جاء نتيجة للغطاء الجوي الأميركي والعراقي.
في هذه الأثناء، رأى نائب عن التيار المدني ان المجتمع الدولي يبحث عن مساعدة للعراق لكن بعيدا عن رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أعلنت، مساء الجمعة وفجر السبت، إن 'الجيش الأميركي نفذ ضربات جوية جديدة ضد قوات الدولة الاسلامية قرب مدينة أربيل بشمال العراق يوم الجمعة الماضي'.
وأجاز أوباما يوم الخميس للجيش الأميركي تنفيذ ضربات جوية ضد مقاتلي الدولة الاسلامية في شمال العراق في عملية محدودة تستهدف منع ما وصفه 'بإبادة جماعية' محتملة لأقلية دينية وأيضا لحماية المسؤولين الأميركيين الذين يعملون في العراق.
وفي هذا السياق، يقول شوان محمد طه، العضو السابق في لجنة الامن والدفاع النيابية، عن ان 'البيشمركة تتقدم بتأن في مناطق قريبة من مخمور، بسبب الخوف من وجود طرق مفخخة'، مشيرا الى ان 'الغطاء الجوي الأميركي والعراقي وضع زمام المبادرة بيد القوات الكردية'.
ويضيف طه لـ'المدى' ان 'البيشمركة سيطروا على أجزاء من جبل سنجار، واستطاعوا ان يفتحوا ممرات محدودة لإغاثة السكان الفارين من المسلحين الى الجبل'، لكنه يؤكد ان 'الجبل يبعد 120 كم عن دهوك وهي ارض شاسعة لا يمكن السيطرة عليها بسهولة'.
ويوضح النائب الكردي السابق أن 'البيشمركة مازالت تحتاج الى دعم عسكري كبير، لعدم تكافؤ الفريقين، وتفوق تنظيم الدولة الإسلامية بسبب الأسلحة التي حصل عليها من الجيش العراقي'.
في هذه الأثناء، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه، قوله إن 'إدارة الرئيس باراك أوباما تعمل الآن مع الحكومة العراقية لضمان تلبية الطلبات الإضافية لحكومة إقليم كردستان من الأسلحة الصغيرة والذخائر ومن بينها قذائف مورتر وإيه كيه-47 بسرعة'. وأضاف المسؤول 'مازلنا ننسق مع الحكومة العراقية للمساعدة في تلبية الاحتياجات بأسرع ما يمكن'.
الى ذلك يقول هوشيار عبدالله، النائب عن كتلة تغيير في تصريح لصحيفة 'المدى'، ان 'كردستان تمتلك علاقات متينة مع دول غربية مختلفة تقدم العون الآن الى الإقليم'.
وأضاف عبدالله ان 'التأييد الدولي لكردستان والعراق رفع من معنويات الجميع، وغير خارطة العمليات العسكرية على ارض'، متوقعا ان 'يحرز البيشمركة تقدماً واضحاً خلال اليومين المقبلين'.
بدوره يقول النائب امين بكر، في تصريح لـ'المدى'، ان 'الدعم الغربي لكردستان اثر على وضع المسلحين الذين يحاولون الاقتراب من الاقليم'، ولفت الى ان 'الجماعات المسلحة بدأت تفكر بالدفاع بدلا عن الهجوم بعد الضربات الجوية'.
في هذا الشأن يرى مثال الآلوسي، النائب عن التحالف المدني الديمقراطي، ان 'الولايات المتحدة والمجتمع الدولي محقان في رفضهما توسيع مساعداتهما العسكرية الى العراق بوجود الحكومة الحالية'، مشيرا الى ان 'حكومة نوري المالكي، بحسب كلام الولايات المتحدة، غير قادرة على تحمل مسؤولياتها نظرا للتجربة الطويلة بين الطرفين'. واعتبر ان 'حكومة تصريف الأعمال الحالية عاجزة عن تحقيق برنامج امني وسياسي وخدمي بحسب الرؤية الأميركية'.
ويضيف الآلوسي لـ'المدى' بالقول ان 'الولايات المتحدة لا تريد ان تغامر بقطعاتها العسكرية تحت سلطة عراقية فشلت في ادارة الدولة'، لافتا الى ان 'المجتمع الدولي يبحث عن مساعدات للعراق لكن بعيداً عن المالكي'.
من جانب آخر يلفت عضو كتلة التيار المدني الديمقراطي ان 'اطرافا سياسية شيعية تخلت مؤخرا عن مواقفها التقليدية، ورحبت بتوجيه ضربات عسكرية أميركية ضد مواقع المسلحين'، مؤكدا ان 'تلك المواقف تدل على ان السياسة الطائفية فشلت في العراق ويجب إحلال الدولة المدنية التي تقوم على الهوية العراقية'.
ويتمنى الآلوسي ان تكون مواقف هذه الاطراف 'مؤشرا لنضج سياسي واستقلال عن التأثير الايراني الذي لايزال يحرك أصابعه في الشأن العراقي من خلال دعم المليشيات الفوضوية التي أعطت المبررات بوجود المسلحين المتشددين'.