واشنطن (رويترز): إذا فكر أحدهم في رصد جائزة تخصص لأفضل أم خلال العام داخل المملكة الحيوانية فربما كانت أوفر المرشحات حظاً أم رؤوم متفانية لأقصى درجة ذات ثمانية أرجل تعيش في الظلمة الحالكة في الأعماق المتجمدة للمحيط الهادي. ووصف العلماء بإسهاب كيف تقضي أنثى أحد أنواع الأخطبوط التي تعيش على عمق نحو ميل تحت سطح البحر حوالي أربعة أعوام ونصف العام وهي ترقد على بيض يحوي صغارها وتحتضنه بحنو حتى يفقس فيما تنسى حتى إطعام نفسها. وقال العلماء في دورية (بلوس وان) العلمية إنها أطول فترة معروفة لحضانة البيض لأي حيوان في الوجود. وقال بروس روبيسون عالم بيئة أعماق البحار بمعهد بحوث مونتيري باي للأحياء المائية في موس لاندينج بكاليفورنيا إن هذا النوع تظهر عليه غريزة الأمومة بصورة قوية للغاية. وخلال فترة حضانة البيض يبدو أن أنثى الأخطبوط تركز كل تفكيرها في حمايته. وقال روبيسون «إنها تحمي بيضها من الكائنات المفترسة وهي كثيرة. هناك الأسماك والسلطعون وغيرها التي تحب أن تتغذى على هذا البيض. لذا فإنها تبعدها لدى اقترابها». وأضاف «إنها تحمي البيض أيضاً من سقوط رواسب عليه وتوفر له التهوية من خلال دفع الماء نحوه لتبادل الأكسجين. إنها ترعى البيض». ويبلغ طول هذه الأنثى 40 سنتيمتراً وهي ذات لون أرجواني أشهب وبشرة مبرقشة. إنها تتغذى على السلطعون والروبيان والقواقع وأي شيء يمكنها اصطياده.