تلبية لدعوة رولا و سومر وقبل ذلك تضامنا مع المهجرين النازحين العراقيين الذين خرجوا من ارضهم تتلقفهم الصحاري الموحشة والقفار المخيفة والجبال المحاصرة ...
حقيقة اريد قبل ذلك ان اعتذر لكل المعذبين ... من المؤلم بل من المفجع ان تكون شاهدا على ابادة شعب كما في غزة وعلى تهجير شعب كما في العراق وعلى كبت حريات و تكميم افواه كما في اكثر بلادنا العربية ...
وبعد ذلك اعترف ان بوح الاستاذ نيو في خاطرته
مثقلة هي انت أرض - ( مشاركتي لـ أجمل خاطرة )
هو ما دفعني لان اقول ايضا وعلى لسان تلك الزهرة التي كان يمكن ان تكون انا او انتِ كما كانت هي
نازحة وقنينة لتكون رسالة اكثر منها خاطرة
حيث تلحفتنا السماء بنجومها المتلألئة ..... وطوت فاجعتنا الارض بحرارتها المنبعثة
نظرت في عيوني امي مع اول شعاع فجر لاح ... فقد طلع النهار وربما الان تغمض العيون
لم نعد نشعر بالامان فلا الليل يكون شفيعا وساترا للاحلام لتنتفض
ولا النهار بات يحمل لنا الفرج بالجد والاجتهاد والعمل
هنا في ارض هي ارضنا وسماء هي سماؤنا وهناك بالقرب اخوة لنا وبالقرب اكثر الم يعتصرنا
في عيون امي نظرات صامتة لكنها تستثير ابي فتصيح به العيون هامسة ايضا
عن ماوى تبحثين؟!!!! بيت وسقف تسألين؟!!!! .. انت جاهلة ام حالمة وما تعلمين؟!!!
وتقلب عينيها بيننا دون ان تجيب : بناتي يا رجل!! .. هل ذنبي اني عن سِتر لهم استجدي في القفار بين الامم ؟!
فاغمض عيناي واهرب من هناااااااا الى هناك
افتح درج مكتبي واستخرج دفتري الوردي وامرر اناملي على غلافه المزركش
ثم افتحه اقلب صفحاته ... يومها كنت سعيدة... هنا كنت حالمة ... وهنا كنت متحمسة ... هنا اتذكر كنت حزينة
... نعم وهنا هنا اتذكرها كما اليوم كنت ... وكنت
ترى؟ ماذا حل به حين صادروا بيتنا... هل سيلقوه بعيدا فتكون له فرصة للعيش ؟.. ام تراهم سيرجمونه حتى الموت؟
ماذا عن القرنفلة في نافذة غرفتي ... لطالما تعهدتها ... وعن كل ما يسوؤها ابعدتها
هل تراهم يتركونها تشق طريقها ... ام سواكا لافواههم يستعبدونها؟
ماذا عن فساتيني ...الفضفاضة كما تلك القصيرة ... كم كنت ابدو بها جذابة في الحفلات العائلية
هل تراهم سيمزقونها ... ام دليلا على استحقاقهم لبيتنا دون الجزية يستعملونها
قنينة عطري ؟ يا لفاجعتي ...
وركضت في ارجاء الغرفة بين الركام ابحث عنها
وركضت معي ضحكات صديقاتي واخواتي
تلك القنينة تحبينها اكثر من اي شيء اخر
انها اكثر من عطر ... انها وعد
وعدتها ان لا يشتم احد يومها مني الا عطرها
وذهبت هي رحلت للابد وبقي عطرها ووعدي لها
قنينة العطر كيف نسيت اخذها
لما هربنا وتركنا كل شيء خلفنا
ما كان علي ان اترك قنينة العطر والوعد معها
وانتابني جنون الارض يستجدي السماء ارتواء
واحترق حلقي بكاء وصراخا
وانتشلتني من اهاتي يد امي استيقظي بنيتي فقد جاء الفرج
وفتحت عيناي على ابتسامة دافئة من ابي
وعلى يد امتدت الى هاك القنينة افرحي
ضممتها الى صدري وشعرت ببعض برودتها تنساب الى قلبي
فعدت واغمضت عيناي ثم فتحتها وانا ارمق الاخيار يزودوننا ب
قنينة ماء
حتما انه الفرج ... من يهتم لقنينة عطر ووعد ... يوم نعود للديار غدا او بعد غد .. ساكتب عن قنينة ماء ووفاء بوعد
( الوعد في الرسالة شخصي قد يكون اي شيئ اشياء تبدو تافهة امام القضايا الكبيرة لكنها بالنسبة لنا تعني الكثير من السعادة من الغبطة من الامل من الجمال .... اما الوفاء بالوعد الذي قصدته فهو الوعد الجماعي الابدي الذي يلزمنا بمجرد وصولنا لهذا العالم .. الوعد بان نكون اخوة والا نتخلى عن بعضنا البعض .. وان اشتكى منا عضو تداعينا جميعا اليه بالسهر والحمى فليبارك الله كل المساهمين في ايواء واحتضان النازحين )
مودتي ولي عودة للتعديل لاني ارتجلتها الان فقط ومرحبا بكل انتقاد