الأوبئة والفيروسات والحروب، كلها لا تقل خطورة في نظر هذه الدول عن الرقم 4!
هل تخاف من الموت؟ من المستقبل؟ هل ترتعب من المرتفعات والأماكن الضيقة، هل تعتبر نفسك غير طبيعي لأنك تهاب الماء؟ كل هذه المخاوف معتادة، ونقابلها يومياً، ولكن ماذا عمن يخاف رقم 4؟ نعم فـ"تيترافوبيا" هو رهاب مرضي معروف في دول شرق آسيا، يسبب للمريض رعباً حقيقياً من الرقم 4، وتشاؤماً حاداً من كل ما يحمله، فالمريض بهذا النوع من الرُهاب يتجنب كل ما يحمل هذا الرقم في تكوينه، ويعود الرهاب إلى خرافات محلية قديمة في دول الصين، وتايوان، وسنغافورة، وكوريا، واليابان، وماليزيا، وفيتنام.
الموت القادم فوق حروف رقم 4
يرجع سبب هذا التشاؤم والرعب من الرقم العادي بالنسبة لباقي الدول، لتشابه نطق الرقم مع كلمة "الموت" في اللغات المعنية بهذه الدول، مما جعل الأهالي على مدى العصور يتطيرون من الرقم، وهكذا فإن أغلب الفنادق والمجمعات السكنية تحذف الرقم من فوق غرفها وطوابقها، فلا تجد طابقاً رابعاً أو غرفة رقم 4، وبالمثل، فإن كل غرفة بها الرقم المشؤوم يتم حذفه، فهم يتطيرون منه كذلك فلا توجد مباني بأرقام كـ14،24،34 وهكذا. وليست الفنادق والمساكن فقط، بل كذلك غرف المستشفيات أيضاً لا تقوم بترقيم أي غرفة لديها برقم 4، أما في المناسبات العامة كالأفراح فإن مناضد ومقاعد المهنئين بالتأكيد تخلو من هذا الرقم المرعب، وكذلك العديد من الحافلات في الكثير من بلدان شرق آسيا تزيل رقم 4 من فوق الحافلة، ويستعيضون عنه بتكرار رقم 3، كأن توجد حافلتان واحدة برقم 3، والأخرى 3A، وكذلك تفعل المباني والفنادق وغيرها من المنشآت.
الجيوش كذلك تخاف رقم 4
لا يتوقف هذا الرهاب عند عامة الشعب، بل الحكومات كذلك تعاني من رعب رقم 4، فنجد الحكومة التايوانية والكورية الجنوبية، لا يرقمون أي قطع حربية في الجيش برقم 4، بينما الحكومة الصينية قد هربت من هذا التطير لنجد لديهم الكتيبة " دونغفنغ-4 ICBM" و الفرقة 054A. الطريف في الأمر أن بعض الملاك قد وجدوا في هذا الرعب وسيلة للرزق، ففي "هونغ كونغ" على سبيل المثال تباع الطوابق العليا في المساكن بسعر أكبر من الطوابق الأولى، وهكذا يقوم الملاك بحذف كل الأدوار من 39 حتى 49 ويبيعون الطوابق التي ترقم برقم 50 بأسعار أعلى.
من السهل أن تموت برقم 24
أما في بعض المناطق في الصين فإن رقم 14 ورقم 24 هما الأشد فتكاً حتى من رقم 4 المرعب، فنطق رقم 14 بلغتهم الخاصة يعني "بالتأكيد ستموت" بينما رقم 24 يبدو كجملة "من السهل أن تموت". وتتضاعف المشكلة في "سنغافورة" و"هونغ كونغ" حيث يرتعب ويتشاءم الأهالي كذلك من رقم 13، وهكذا يضطر الكثير من الملاك وأصحاب الفنادق لإزالة رقم 13 كذلك من التعداد والترقيم لأي مكان، ولكن اليابان تتفوق على هذه الدول بأن لغتها تجعل من نطق رقم 49 مأساة، فنطقه يعني كلمة "سيعاني حتى الموت" ولذا لن تجد مستشفى في اليابان على وجه الخصوص بها أي غرفة تحوي هذا الرقم.