تصميم رقائق حاسوبية تحاكي الدماغ
كشف باحثون أميركيون انهم تمكنوا من تصميم رقائق حاسوبية، ذات توصيلات وبنية شبيهة بتلك الخاصة بالدماغ البشرية، يمكنها أداء مهام معقدة، مقابل استهلاك كمية ضئيلة للغاية من الطاقة.
وأوضح الباحثون، في جامعة "ستانفورد" الأميركية، في دراسة نشروا تفاصيلها في مجلة "العلم"، الصادرة عن الجمعية الأميركية لتقدّم العلوم، أن الرقائق الجديدة ستمهّد الطريق أمام تصميم حواسيب يمكنها أداء مهام لا يمكن للحواسيب التقليدية تنفيذها بصورة جيدة.
وأشاروا إلى أن الدماغ البشري ينفّذ عمليات معقدة، مع استخدام كمية ضئيلة للغاية من الطاقة، كما أنه يشغل مساحة صغيرة جداً من الجسم، وقد ألهمت تلك الخصائص الباحثين للعمل على الوصول إلى جيل جديد من الرقائق الحاسوبية، تتسم بالكفاءة في استخدام الطاقة، وهو أمر طالما حلم به العلماء منذ عقود.
وفي خطوة تقرّب البشرية أكثر من الحوسبة المستوحاة من الدماغ، تمكن الباحث بول موريلا وزملاؤه، من جامعة "ستانفورد" الأميركية، من تصميم رقائق حاسوبية ذات بنية مختلفة، مستوحاة من شبكة النبضات القصيرة، الموجودة في الجهاز العصبي للدماغ البشرية، تتكون من 256 خطا للمدخلات، و256 خطا للمخرجات.
ووصل الباحثون أكثر من 4 آلاف نقطة اتصال، وثبتوها على رقاقة حاسوبية رقمية أطلقوا عليها اسم "ترونورث" (TrueNorth)، تضم أكثر من 256 مليون مشبك عصبي، تتبادل الإشارات الكهربائية في ما بينها.
وأشار الباحثون إلى أن الرقائق الجديدة تمكّنت من اجتياز اختبار معقد لاكتشاف الصور، وكانت مهمتها أن تنتقي أشياء معينة مثل صور أشخاص، أو دراجات هوائية من الخلف.
وينوى الباحثون دمج الدقائق الجديدة في هندسة الحواسب التقليدية، فيمكن للاثنين تنفيذ مهام تحقق التكامل بين النظامين.
وحصل البحث الجديد على تمويل من وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA) التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، وهي وكالة مسؤولة عن تطوير تقنيات جديدة للاستخدام العسكري، وتعتبر الممول الرئيسي للعديد من التقنيات ذات الأثر الكبير على العالم بأكمله، ويتضمن ذلك شبكات الحاسب الآلي وأنظمة الإنترنت.