فد شي
عاشت الايادي
فد شي
عاشت الايادي
بالطبع ..انا أحتقر بلدي من الرأس إلى أخمص القدمين
لكنني لا أسمح لأي غريب بأن يبادلني هذا الشعور!
انا طفلةٌ ناضجة، انا الطفلة التي كبرت عشر سنوات في غضون سنتين، انا الطفلة التي رأت أشلاءً من البشر تحيطني ودمائهم تبلل كفيّ، انا ألتي كنتُ أظن أن أبي لا يبكي، ولكنه بكى بعدما كبرتُ عدة سنوات، وأنا التي كنتُ اظن ان أمي لا تتعب، لكن تبيّن أنها تموت إرهاقاً، أنا طفلة كبيرة ولستُ سيدةً مراهقة.
حلوة أنتي!
انتي لستِ بحلوة فقط انتي حلوة ومالحة في الوقت ذاته، تجتمع فيكِ كل النكهات، وتتمثل فيكِ جميع الملامح وكل الألوان وكل المواسم، صيفية أنتِ وشتوية وربيعية وخريفية، فيكِ أللوان الربيع ونضجه،وقار الخريف وصمته،بهجة الصيف وعصف الشتاء،فيكِ من كل لون طيف،ومن كل موسم وجه ومن كل مدينة ملامح.
أملك وجهاً يُرهق أبجديتك ويهزمك.
أمّا أنا فأدبتني الخسارات
حنّية وجهك الطاهر تنسّي اليتيم قدره
لقد أبليتُ حسناً في الإختبار، درجاتي جيدة، وأكلتُ جيداً، ولم تؤلمني كليّتاي إطلاقاً، إستمعتُ الى أغانيّ المُفضلة، وكل شيء على حاله، لكنني لست بخير.
انا أشتاقُ الى انا الطفلة التي كانت ترى العالم نقياً وجميلاً ولا شيء يُحزن قلبها أكثر من توبيخة صغيرة من والدتها وحلوى لم تحصل عليها، ليتني لم أكبُر، ليتني بقيتُ كما كنت آنذاك، لا يتجعدُ عقلي من كثرة التفكير، لستُ مضطرةً للبحث عن سبب الوجود، لستُ مضطرةً أن أبحث عن هوية العالم، ولا يكون الدين بالنسبة اليّ سوا أن أكافح شهوتي تجاه الحلوى على طاولةِ أبي، وأن أوّشوّش في ركوعي مع أمي، اريد العودة حيثُ كنت نقاوةً سمراء صغيرة.