هنا

[Enana]

هل انت حر؟
ئايا تو ئازادى ؟


كنت ازور صديقة مريضة في المستشفى فوجدتها تقرأ كتاب ضخم اسمه الحرية و مفهومها عند الشعب الفلاني . فتذكرت كل تلك الحوارات التي كنت اسمعها بعد الحرب بين الناس عن تلك المفردة الجديدة التي اقتحمت قاموسنا فجأة فضفاضة و مغرية , و تحولت اجنحة للبعض و مخالب للبعض و بقيت مبهمة غامضة كما لو انها لا تعني شيئاً لآخرين.

ما هي الحرية بالنسبة لكِ\ لك شخصياً ؟
هل تمتلك القدر الذي تريد و تحتاج من الحرية؟
و انا لا اقصد المفهوم العام او السياسي و لكن وجهة نظر شخصية.
هل انت حر؟ هل انتِ حرة؟

لن ابدأ برايي. لا اريد ان اوجه الحوار لأي اتجاه. ليكن حوارا حرا نتبادل فيه وجعنا.

[علي سالم]

السلام عليكم
في البدء اود ان اشكرك ِ حول ما طرحتي من موضوع هادف
ودعيني اجيب عن الأسئلة بشكل عشوائي
بالنسبة ألي ّ َ انا ارى انني املك القدر الكافي من الحرية والتعبير عن رأيي وامارس من ما شئت من العادات التي اريدها والتصرفات من غير تقيد بشيء
والذي يدفعني او يمنعني في ممارسة عاداتي هو الوازع الديني والأخلاقي (الضمير)والأجتماعي فقط !
حيث اخرج متى ما اشاء واين ما اشاء واقول ما اريد من غير ما يدخل القلق الى نفسي خشية ان احاسب على فعلتي على عكس ما كان يحدث في زمن النظام المقبور...
ولكن على صعيد المجتمع انا ارى ان فسحة الحرية التي تملكناها من بعد سقوط النظام وللأسف ومن المحزن ان البعض قد اساء لمفهوم الحرية وهدر استخدامها وبهذا فعله قام
يبغي ويعتدي وينهك المجتمع بتصرفاته الغير مقبولة ذريعة اننا في زمن الحرية مثل الذي يسرق اموال الدولة ويغصب طابور المتزودين على البنزين ويخالف الأنظمة وغيرها
وهذا جاء من عدة اسباب ومنها حيث سنين الحصار جعلت طبقة كبيرة من الناس تبحث عن لقمة العيش فقط وصعوبة الحصول عليها وزج الناس في الجبهات وتذويقهم مرارة العيش وعدم التوجيه والأرشاد من قبل الدولة وتغييب الثقافة النفسية والتهذيب الروحي جاء ومن غير ان يبحث في المقابل على اشباع الروح والتزود بالثقافة وبعدها يأتي التحول المفاجئ وفي ليلة ٌوضحاها تأتي حرية مفرطة مع انعدام للتوجيه وغياب لسلطة القانون
ادت هذه الأمور الى ان يفعل البعض افعال غير محببة وسيئة ومصدر ضرر على المجتمع بل هي وبال وآفة متذرعين هاؤلاء المسيئين على ان هذه حرية !!!
ولكن انا ارى المجتمع في السنة او السنتين الأخيرة بدء يحسن استخدام الحرية ويتماشى مع ركب الحرية المتطور الذي تأخذ به بلدان العالم المتحضره من احترام لحقوق الآخرين وعدم التمادي وانخفاض لمعدلات الجريمة وغيرها من المؤشرات
اعتقد نحن بحاجة الى الوقت الكافي لكي يتجرع الفرد فسحة الحرية ويتعامل معها بأنصاف والى وجود المرشدين من عامة الناس لكي يقومون بــ زرع ثقافة الحرية بمنظورها الصحيح
لكي يمارس الأنسان حريته من غير ان يؤثر على عامة الناس .وهذا مفهوم الحرية بالنسبة أليّ
اعترف بأنني قد خرجت عن اطار الموضوع ولكن لأهميته وما يختلج نفسي من ألم لما يفعله البعض من اخطاء قد وضحت بعض الأمور
شكراً لك ِ يا Enana مرة اخرى
كل الود والتحية لك ِ

[fairy touch]

مرحبا عزيزتي ...اعترف انك نجحت في اعطاء مساحة كافية للتعبير ...ببساطة منحت المقابل حريته ...و هذا اسلوب مميز ...

اجابة لسؤالك الاول ...الحرية بالنسبة لي هو ان يحترم الاخرون خياراتي في الحياة ...ان يتصرف الاخرون معي على اساس انني شخص كامل الاهلية ...لي حقوق تساوي حقوق الجميع وعلي واجبات تختص بموقعي من المجتمع ...
ان لا اخشى قول ما يجب ان اقوله في وقت ما لسبب ما ...ان يكون لي حق الصمت حين لا ارغب في الكلام لسبب ما ..دون ان يثير ذلك حفيظة احد .

هل حظيت بالحرية ..........
من منطلق شخصي بحت ...نعم تمتعت بها وسط عائلة متفهمة جدا ...لكن بقيت القيود الاجتماعية والسياسية ...ساءني مثلا انني طبيبة كاملة الاهلية اتمتع بالتفويض الكامل للتحكم بارواح الناس ..واحتاج لبصمة زوجي لأستلم جواز سفري ...ناهيك عن احتياجي لبصمته على معاملة جواز سفري ليصدر اساسا ....رغم ان زوجي نفسه يمنحني كامل الحرية في السفر وقتما اشاء ...لكن الدولة تستهين بي وتقيدني ...
ساءني انني قضيت سنوات طولة تحت حكم سياسي خنق اصواتنا و بث الرعب ليسلب الحرية في الرأي والكلمة .
ساءني ويسوؤني انني ما زلت اضطر ان اخالف قناعاتي لكي (اتجفى الشر )في التعامل مع بعض مرضاي ببساطة لأنه لا قانون يحمي حريتي في التصرف الصحيح في المساحة التي يكفلها لي عملي .بل ببساطة يمكن ان اتعرض لما تعرض له العشرات من زملائي من اساءة المعاملة في حال خالفوا هذه القاعدة ..بل وصل الامر الى الفصل العشائري الفوضوي مع بعضهم ...

بالتالي هل انا حرة ؟

اتمتع بنعمة الحرية فيما يتعلق بأسرتي بلا اي مشاكل ...اما حين اصطدم بالمجتمع فإن نسبة الحرية تتضاءل ...

شكرا لك عزيزتي ....اختيار موفق

[Enana]

علي , جميل ان تحس بانك حر و ان تقول ما تفكر فيه و تفعل ما انت مقتنع به دون ضغط الاخرين او الدولة ما دمت تحترم حرية غيرك. لا يمكن للإنسان ان يكون سعيدا او متفائلا ان لم يكن لديه الخيار في شؤون حياته وان لم يستطع ان يقرر مصيره. ما دمت تملك القدر الذي تحتاجه من الحرية يا علي فانت في النعيم . لكن الا تعتقد ان حريتك العزيزة هذه يمكن ان تكون في خطر؟


الشعوب تحتاج لوقت طويل قبل ان يدرك افرادها قيمة حريتهم و معناها ويصلون لتوازن يتيح للمجتمع ان ينمو ويتطور. لكن ما يخيف هو ان يكون رد فعل الناس على غياب السلطة التي صادرت حريتهم هو ان يبحثوا عن بديل في المؤسسات الدينية و كل من يتحدث باسم الدين.


موضوعنا بلا اطر و رغم هذا لم تخرج ابدا عن الموضوع ولك كافة الصلاحيات ( انطلق) .

[Enana]

عزيزتي فيري لا املك معك سوى ان أؤيد و اشكر و احط وردة . أتعرفين ان ما يؤلم هو ان ما تطلبين هو الحد الادنى من الحرية لكنه يبدو صعب المنال. سيتغير القانون لكن عقول الناس تحتاج الكثير من الصبر و الاصرار لتتغير.

كنت احس اني اترك حريتي و الكثير من حقوقي في البيت كلما فتحت الباب لأخرج. كنت اغضب كثيرا عندما اسمع بعضهم يقول ان المرأة التي تريد ان تحفظ كرامتها تبقى في بيتها. فالذي لا يحترم كرامة المرأة خارج البيت لا يحفظ لها هذه الكرامة داخله. و الذي لا يعترف بان للمرأة حقا في الكرامة و الحرية عادة لا يحترم حقوق احد.
و مع ذلك فان من اهم مساحات الحرية هي حرية الانسان داخل بيته. مادام يمتلكها سيبقى يحاول ان يحصل على حقه في الحياة بحرية.

هل هي دائرة مقفلة؟ هل هناك سبيل لتغيير الحال؟

[Enana]

هل تشعر انك حر فقط ضمن اطار محدد في مجتمعنا لا تستطيع الخروج عليه دون عواقب؟
هل تشعرين ان هناك قالب واحد وضعه المجتمع لما يجب ان تكوني عليه ؟ هل تخنقين اختلافك و تفردك كي تحشري نفسك في تلك المساحة الضيقة؟

[علي سالم]

*لكن الا تعتقد ان حريتك العزيزة هذه يمكن ان تكون في خطر؟

.* لكن ما يخيف هو ان يكون رد فعل الناس على غياب السلطة التي صادرت حريتهم هو ان يبحثوا عن بديل في المؤسسات الدينية و كل من يتحدث باسم الدين.

*)_شكراً لك ِ لأتاحة الفرصة لنا بالتوسع اكثر في اطر الموضوع
لا اعتقد بأننا بعد اليوم سوف يأتي من يصادر حرياتنا على الصعيد الأجتماعي بالتأكيد كون المجتمع قد وعى ولم يسكت على ظلم ولمس الحرية وتمسك بها واعتاد على ممارستها
مهما كان تطبيقه ومنظوره لها .
*)_اما عن الذين يبحثون في المؤسسات الدينية عن ملجئ في ظل غياب للسلطة او في حضورها (ما هو الضير في ذلك ؟)
سيدتي العزيزه فــ الأديان السماوية بأجمعها اديان تبحث عن التسامح وتنضم الحياة وتسيرها بالمنظور الصحيح
ولكن العيب فيمن لايطبق ما يأتي به الدين بالشكل الصحيح ويسئ للدين الذي ينتمي له ويعطي صورة غير جميله عن ذلك المعتقد .

شكراً لك
تحياتي

[مواطن عراقي]

الحرية ان افعل ما اريد وأؤمن بالذي اعتقد به
دون ان اسفه رأي الاخرين او اصادر حقهم في الاختيار والايمان
وادافع عن حريتي

[محامي الحب]

يقول جان جاك روسو (يولد الانسان حرا لكننا نجده في كل مكان مكبل بالحديد .....

[Enana]

علي .. انا لا اعتراض عندي على المؤسسة الدينية و لا على اي مذهب او اي دين او فكر. لكن يخيفني ان يستبدل الناس السلطة الدكتاتورية و يملؤون الفراغ الذي تركته بسلطة الدين. لا اريد ان ادخل بجدل مكرر عن فصل الدين و الدولة. فانا من المؤمنين بان الدين و السلطة يفسدان بعضهما اذا اجتمعا عموما الا ما ندر. ما يخيفني هو السبب الذي جعل الناس يختارون السلطة الدينية , بغض النظر ان تمثلت برجل دين او هيئة علماء او اي صيغة اخرى. هم لم يختاروا السلطة الدينية لخبرتها في اصلاح اقتصاد منهار مثل الاقتصاد العراقي, و لا لخبرتها في فض النزاعات المسلحة او لحيلتها السياسية, و لا لقدرة و رؤية لا عمار البلد و بناء مؤسساته من الصفر, ابدا لم يبحثوا عن هذا. فكما صار التدين ان تتبع لا ان تبحث و تفهم وتؤمن و تعمل , القى الناس بحمل الديمقراطية على كتف الدين كي لا يتحملوا المسؤولية. فصارت الحرية في اختيار من تتبع و انت مغمض العينين.

ابشع اثار السلطة الفردية هي ان الشعب يتعلم ان لا يفكر فرفاهية التفكير ومسؤوليته من حق فرد واحد. صار الناس يفكرون باتجاه واحد و لا يفهمون حرية الفكر و لا يقدرونها. شعبنا لم يعد يتعلم و لم يعد فضوليا (عدا الفضول الاجتماعي على شاكلة ابو فلان شكد راتبة و بيت فلان ليش جان صوتهم عالي البارحة و ....الخ). صار يرعبنا الأخرون الذين لا يشبهوننا ويخيفنا الاختلاف. بعد ان كنا نقبل على العالم بشغف و محبة ورغبة في الفهم و التعلم في زمن ما ,صرنا نسمع تقسيما جديدا للعالم قسم الكفرة و قسم المسلمين.

الحرية مسؤولية و الشعب الذي يرفض ان يتحمل المسؤولية شعب يرفض ان يكون حراً.