السبت 17/5/1431 هـ - الموافق 1/5/2010 م
كان شاهدا على قتل 12 مدنيا جندي أميركي يعتذر للعراقيين
قدم الجندي الأميركي السابق في العراق إيثان مكورد اعتذاره إلى الشعب العراقي وذلك عقب تسجيل أظهر قيام جنود أميركيين بقتل مدنيين عراقيين في العام 2007.
وقال مكورد في حديث لمراسل الجزيرة في واشنطن "لقد شاهدت مذبحة بكل ما للكلمة من معنى، رأيت بشرا مزقت أجسامهم بطلقات من عيار ثلاثين ملليمترا، لم أكن أعلم أنه مسموح باستخدام هذه الطلقات ضد الناس، المشهد لم يبد واقعيا".
وكان موقع ويكيليكس الإلكتروني الأميركي قد بث شريطا مصورا في الخامس من أبريل/ نيسان يظهر مقتل 12 مدنيا عراقيا بنيران الجيش الأميركي في العراق عام 2007 بينهم الصحفيان نمير نور الدين وسعيد شماغ اللذان كانا يعملان لوكالة رويترز للأنباء.
وأظهر الشريط مقتل أولئك المدنيين بنيران مروحية أباتشي كانت توفر الدعم الجوي لقوات أميركية أثناء قيامها بعملية عسكرية في حي بغداد الجديدة.
وكان الجندي مكورد ضمن الفرقة المكلفة بمتابعة الموقع الذي تعرض للقصف. وقد ناقض بروايته الرواية الرسمية ومن ضمنها تأكيد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن قوات بلاده لم ترتكب خطأ في الحادثة.
وقال مكورد في تقرير بثته الجزيرة "شخصيا أشعر بأنه من الخطأ مهاجمة الحافلة، كان بإمكانهم ردع هؤلاء الناس بإطلاق عيارات تحذيرية. هؤلاء الناس كانوا مدنيين يحاولون مساعدة شخص مصاب".
وقد تعرض الجندي مكورد للتوبيخ من قبل رؤسائه بعد قيامه بنقل طفل سائق الحافلة الذي قتل في الهجوم إلى إحدى المدرعات لإسعافه.
شريط بثه موقع أميركي أظهر مقتل 12 مدنيا في عام 2007
رسالة اعتذار
وأكد مكورد بأن الحادثة ليست فريدة من نوعها إنما تقع يوميا لأن قواعد الاشتباك كانت تسمح للجنود الأميركيين بإطلاق النار حتى على المدنيين، حسب قوله.
وأضاف أنه "إذا شعرنا بالتهديد في محيط مجموعة من المدنيين يحق لنا إطلاق النار، وإذا تعرضنا لانفجار عبوة ناسفة نطلق النار في كل الاتجاهات لنقتل كل شخص في الشارع، هذه هي قواعد الاشتباك التي أبلغنا بها".
وقد أخذ الجندي السابق مكورد على عاتقه الاعتذار للشعب العراقي لأن حكومته ترفض الاعتذار عن الحرب. وقال في رسالة موجهة للعراقيين "نكتب إليكم وإلى عائلاتكم وأهلكم مع إدراكنا بأن كلماتنا وأفعالنا لا يمكنها أبدا أن تعوضكم خسارتكم. إيثان مكورد انتشل ابنتكم وابنكم من الحافلة ورأى في وجهيهما وجوه أطفاله في الوطن".
وأضاف "انطلاقا من خبرتنا وخبرة جنود آخرين نحن ندرك بأن الأفعال الموثقة في هذا الشريط تتكرر يوميا خلال هذه الحرب. قلوبنا المثقلة بالحزن ما زالت تتمسك بأمل أن نرسخ في بلدنا الاعتراف بإنسانيتكم التي علمونا أن ننكرها". وتابع "قد يكون طلب صداقتكم أمرا مبالغا فيه بسبب الألم الذي تعانونه ولكن رجاء أن تقبلوا اعتذارنا وأسفنا".
وفي السياق ذاته أكد الجندي السابق في الجيش الأميركي جوش ستيبر عدم صحة الرواية الرسمية التي قدمها وزير الدفاع الأميركي بشأن الحادثة. ودعا في مقابلة بإحدى نشرات الجزيرة أمس الجمعة وزارة الدفاع إلى مراجعة لوائح الاشتباك.