نازحون: البيشمركة سبب نزوحنا والجيش قابل "شماتة" الأكراد بتقديم الدعم لهم
ويلقى افراد من الأقلية الأيزيدية ومن الطائفة المسيحية مسؤولية نزوحهم على "قوات البيشمركة التي عجزت عن حمايتهم"
بغداد/ المسلة: اثار الانسحاب المتكرر لقوات "البيشمركة" الكردية منذ احتلال الموصل في العاشر من حزيران/ يونيو الماضي، الشكوك حول قدرة هذه القوات على ايقاف زحف التنظيمات الارهابية المسلحة التي تزداد اعدادها بانضمام متطوعين جدّد اليها عبر الحدود مع تركيا وسوريا، ومع توفر دعم لها من دول اقليمية عبر قنوات وواجهات سرية غير معلنة.
يأتي ذلك في وقت، يتهم فيه النازحون من المناطق التي كانت بحماية "البيشمركة"، السلطات الكردية بإهمال حمايتهم او عدم القدرة على ذلك.
وابرزت الاقليات في سهل نينوى في الايام القليلة الماضية حجم المعاناة التي تعيشها، محملين حكومة اقليم كردستان مسؤولية ما يتعرضون له من انتهاكات وبطش على ايدي افراد "داعش" عقب انسحاب البيشمركة، وتخلي حكومة الاقليم عن حماية مناطقهم، فيما طالبوا مجلس الامن الدولي بتوفير الحماية لهم.
وكان قائد عسكري كردي افاد في تصريحات لوسائل الاعلام وتابعتها "المسلة" من داخل بلدة ربيعة العراقية بأن "أكثر من 600 من مقاتلي البيشمركة فروا مع أسلحتهم، منتقدا عدم دفاعهم عن مناطق سيطرتهم".
فيما قال محلل سياسي كردي رفض الكشف عن اسمه لـ"المسلة" ان هناك "مخطط يهدف لسيطرة داعش على كافة المناطق الكردية وارتكاب المجازر بحق المدنيين".
ومع اقتراب التنظيم من القرى التابعة لعاصمة اقليم كردستان، اربيل، التي اصبحت في مرمى نيران تنظيم الدولة الإسلامية، فقد بات واضحا ان قوات "البيشمركة" لم تستطع حماية نفسها ومناطقها ايضا.
وكانت السلطات الكردية، العسكرية والمدنية انتقدت انسحاب بعض قطعات الجيش العراقي والقوات الامنية التي كانت بأمرة محافظ نينوى اثيل النجيفي، فيما هي تكرّر الامر ذاته بالانسحاب المتكرر من المناطق التي تتولى حمايتها وابرزها قضاء سنجار، و زمار وسنجار، و اللذان اصبحا بحوزة افراد تنظيم "داعش".
وافاد مصدر محلي في محافظة نينوى، لـ"المسلة" إن "قوات البيشمركة انسحبت من جميع مناطق سهل نينوى"، مبيناً أن "هناك نزوح كبير لسكان مناطق السهل من المسيحيين والشبك و الايزيديين تاركين اموالهم وممتلكاتهم".
واضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه ان "الاقليات يطالبون مجلس الامن الدولي بتوفير الحماية لهم ويحملون حكومة اقليم كردستان مسؤولية ما تتعرض له الاقليات من انتهاكات وبطش داعش عقب انسحاب البيشمركة وتخلي حكومة الاقليم عن حماية مناطقهم".
ويلقى افراد من الأقلية الأيزيدية ومن الطائفة المسيحية مسؤولية نزوحهم على "قوات البيشمركة التي عجزت عن حمايتهم".
لقد ازاح زحف "داعش" في الاسابيع الماضية الى المناطق الكردية، برقع القوة المزعومة للقوات الكردية وادعاءاتها بانها اقوى تنظيما وتسليحا من الجيش العراقي.
وفيما يبرّر البعض "هزيمة" الأكراد امام التنظيم الى كونه يجيد حروب العصابات، فان اخرين يرجعون ذلك الى "الفساد والروتين وضعف القيادة العسكرية والسياسية للقوات الكردية".
وكان الكثير من الاكراد سخروا من انسحاب بعض قطعات الجيش العراقي من الموصل ووقفوا متفرجين على ما حدث، وفي ذات الوقت فتحت اربيل ابوابها لمحافظ نينوى الهارب اثيل النجيفي اضافة الى داعمين للإرهاب من شخصيات سياسية وعشائرية.
وتحدث نازح عراقي من سنجار لـ"المسلة" عن انه "في الوقت الذي شَمَت فيه افراد (البيشمركة) بالجيش العراقي بالتقاط صور تذكارية مع معدات و (بدلات) القوات المنسحبة، فان الجيش فَعَل العكس، وعجّل من دعمه لقوات (البيشمركة) المنهزمة امام داعش".
المصــــــــــــــدر