السبت 17/5/1431 هـ - الموافق 1/5/2010 م
السينما العراقية خطوات واثقة نحو الاحتراف بعد حصولها على سبع جوائز في مهرجان الخليج الثالث..
للسنة الثالثة يهيمن العراق على جوائز الخليج السينمائي الذي أقيم أخيرا في دبي. فبعد أن حصد العراق 7 جوائز في دورة المهرجان الأولى في جميع الفئات المشاركة وتربع فيلم (أحلام) للمخرج (محمد الدراجي ) على صدارة الجوائز. عزز حضوره بشكل فعال في الدورة الثانية . ليخطف 5 جوائز وبصدارة الفيلم العراقي (فجر العالم) للمخرج (عباس فاضل ) ثم جاء ليؤكد تقدم السينما العراقية ومشاركتها الفاعلة في دورة المهرجان الثالثة 2010 ليخطف (ثلثي ) جوائز المهرجان. إذ حصل على 8 جوائز من مجموع 12 جائزة هي إجمالي جوائز المهرجان وكذالك في جميع الفئات: الوثائقي والروائي القصير والروائي الطويل. مما دعا جميع النقاد والصحافيين والأوساط السينمائية العربية والخليجية إلى الإشادة الكبيرة بهذا المنجز الاستثنائي سيما وأن العراق يمر بأصعب مراحله السياسية والأمنية وكانت الجوائز التي حصلت عليها الأفلام، مؤشرا واضحا على نمو الصناعة السينمائية في العراق.
من فيلم ابن بابل
علما وأن أغلبها صنعت خارج دعم المؤسسات الحكومي وأنجزت بمهارات وإمكانات شخصية في أغلب حالاتها. مما يدعو إلى تقدير تلك الجهود الكبيرة والإمكانات المتواضعة والنتائج المذهلة التي حققها الجيل السينمائي الجديد والكبار من الخرجين وصناع الفيلم ممن يعيشون في المهجر. فقسم من الأفلام العراقية تم إنتاجها خارج العراق وبتمويل أجنبي والبعض الأخر صنع في العراق بإمكانات فردية وتمويل متواضع في أحسن حالاته مما يضعنا أمام سؤال يفرضه الواقع ماذا لو كانت هذه الأفلام مدعومة من قبل الدولة ؟
بالتأكيد ستكون النتائج أكبر بكثير من النتائج الحالية رغم تقدمها كذلك من الأشياء الملفتة في المشاركة الأخيرة في مهرجان الخليج الثالث هو ظهور مواهب واعدة لازالت في المراحل الجامعية الأولى لطلبة كلية الفنون الجميلة قسم السينما وحصلت أفلامهم على جوائز مهمة ضمن مسابقة أفلام الطلبة. وهذا مؤشر ايجابي على ولادة جيل سينمائي قادر على النهوض والتطوير في صناعة سينما عراقية جديدة تنافس في مهرجانات عربية وعالمية أفلام دول تتقدم في مجال الصناعة الفيلمية. وقد جسد المهرجان اتصال أجيال السينما العراقية بتكريمه الممثل العراقي الكبير "خليل شوقي" مع اثنين من فناني الخليج.
الفنان العراقي خليل شوقي
من المشجع أيضا أن مخرجين عراقيين مغتربين جاءوا إلى العراق وصوروا أفلامهم في بغداد بمساعدة كادر فني عراقي، وشاركت هذه الأفلام في المهرجان أيضا منها "هذه الليلة"، "الأسبوع القادم" للمخرج خالد زهراو ويمثل هذا دافعا كبيرا لمخرجين آخرين كي يصوروا أفلامهم داخل العراق، بدل اللجوء إلى أماكن بديلة كما حدث مع فيلم "فجر العالم" حيث صورت بيئة الاهوار العراقية في أماكن بديلة في مصر.
من جهة أخرى يعكس تصوير أفلام عراقية لمخرجين "مغتربين" داخل العراق تحسن الوضع نسبيا في البلد ، وبداية مراهنة الدولة على أبعاد أخرى غير البعد السياسي لتثبت سيطرتها على الأمور واستتباب الأمن. وذلك بتوفير حماية كافية لفريق عمل أي الفيلم، وهذا ما لاحظناه خلال تصوير فيلم "ابن بابل" للمخرج محمد الدراجي وفيلم "كرنتينه" للمخرج عدي رشيد وفيلم "المغني" للمخرج قاسم حول. وهذه الأفلام تنتمي إلى فئة الأفلام الروائية الطويلة. ويمثل هذا النجاح مبعث أمل لجميع صناع الأفلام الذين يسلطون الضوء على الموضوع العراقي سواء من العراقيين داخل العراق أو خارجه أو الأجانب، الذين أنجز بعضهم أفلاما في إقليم كردستان مثل فيلم "الأكثر منا"، كما شهد المهرجان عرضا خاصا لفيلم "ابن بابل" لمحمد الدراجي والذي تناول فيه ضحايا المقابر الجماعية في العهد السابق.
أما الجوائز التي حصدها المخرجون العراقيون في مهرجان دبي فهي:
* فيلم ضربة البداية 90 دقيقة للمخرج العراقي الكردي شوكت أمين الجائزة الأولى الأفلام الروائية الطويلة
المخرج شوكت امين يتسلم الجائزة الأولى للفيلم الطويل
* فيلم المحنة 90 دقيقة للمخرج العراقي المغترب حيدر رشيد الجائزة الثانية الأفلام الروائية الطويلة
* فيلم باستيل للمخرج لؤي فاضل الجائزة الثانية مسابقة الأفلام الوثائقية
* :فيلم 80 - 82 للمخرج العراقي المغترب حميد حداد الجائزة الثالثة – مسابقة الأفلام الوثائقية
* فيلم أم عبد الله للمخرجة العراقية المغتربة سحر الصواف جائزة التحكيم الخاصة بمسابقة الأفلام الوثائقية
* فيلم ثم ماذا ؟ للمخرج جاسم محمد جاسم الجائزة الثالثة مسابقة الأفلام القصيرة
* فيلم غرباء في وطنهم للمخرج هاشم العيفاري الجائزة الأولى – مسابقة الطلبة – الوثائقية
* فيلم الحلاق نعيم للمخرج محمد نعيم الجائزة الثالثة – مسابقة الطلبة – الوثائقية
وبعد هذه الحصيلة المهمة من الجوائز للأفلام العراقية يمكننا القول إن السينما العراقية بدأت تتجه بخطوات واثقة باتجاه الاحتراف، مما يفرض على الجانب الرسمي الحكومي احتضان هذا المنجز وتوفير المناخات الملائمة لنموه وتقديم الدعم اللازم للشباب السينمائي لانجاز أفلامهم .