الفسيفساء من الإغريقية Ψηφιδωτόخطوات تصنيع الفسيفساء
هو فن وحرفة صناعة المكعبات الصغيرةواستعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية عن طريق تثبيتها بالملاطفوق الأسطح الناعمة وتشكيل التصاميم المتنوعة ذات الألوان المختلفة، ويمكن استخداممواد متنوعة مثل الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وغيرها. وفي العادة يتم توزيعالحبيبات الملونة المصنوعة من تلك المواد بشكل فني ليعبر عن قيم دينية وحضاريةوفنية بأسلوب فني مؤثر. (الطرشان 1985 : 3). وهو من أقدم فنون التصوير.ترسم اللوحةالفسيفسائية عادة بانتظام عدد كبير من القطع الصغيرة الملونة كي تكون بمجملها صورةتمثل مناظر طبيعية أو أشكال هندسية أو لوحات بشرية أو حيوانية. استخدام الفسيفساءقديم ويرجع لأيام السومريينثمالرومانحيثشهد العصر البيزنطي تطورا كبيرا في صناعة الفسيفساء لأنهم ادخلوا في صناعته الزجاجوالمعادن واستخدموا الفسيفساء بشكل كبير في القرن الثالث والرابع الميلادي باللونالأبيض والأسود فبرعوا بتصوير حياة البحر والأسماك والحيوانات, والقتبانيينالعرب الذين صنعوا اشكالاهندسية [1]والفسيفساء الإسلامية كما بالجامع الأمويبدمشقوقبة الصخرةفي القدس، وقد مر تطور الفسيفساء بمراحل عديدة حتى بلغ قمته فيالعصر الإسلامي التي تعطينا خلفية واضحة عن تجليات الحضارةالإسلاميةفي عصورها المزدهرة, ذلك الفن الذي اهتمبتفاصيل الأشياء والخوض في تلافيف أعماقها، نافذاً من خلال المواد الجامدة إلىمعنى الحياة, إنه فن التلاحم والتشابك الذي عبر في دلالاته عن أحوال أمة ذات حضارةقادت العالم إلى آفاق غير مسبوقة من العلم والمعرفة.. واستطاع الفنان المسلمبأدواته الخلاقة أن يترجم لنا فلسفة هذه الحضارة في ألوان متعددة من الفنونالجمالية الراقية، التي يقف الفسيفساء في قمة هـرمها متربعاً على عرش الصورةالفنية المتكاملة، عبر قطع مكعبة الشكل لا يتعدى حجمها سنتيمترات من الرخام أوالزجاج أو القرميد أو البلور أو الصدف, وهو حجر ناطق يروي حكايات الماضي العتيق..حكايات صاغتها أيدي الصناع المهرة على الجدار والقباب والأرضيات وغيرها فروتماضيهم وكيف أن إبداعهم تجاوز حدوده وانطق الحجر فجمل المساجد والقصور والحانات.الفسيفساء هو فن العصور الإسلامية بامتياز وقدأبدع فيها المسلمون فطوروا هذا الفنوتفننوا به وصنعوا منه أشكالاً رائعة جداً في المساجد من خلال المآذن والقباب وفيالقصور والنوافير والأحواض المائية...الخ. لكن هذا الفن العريق عاد للظهور من جديدبصورة حديثة تواكب العصر ولعل أبرز ما دفع الناس حتى مع تطورنا وتقدمنا نحب بلنجبر أحياناً للعودة إليها فظهر فن الفسيفساء في المنازل والقصور والأسواق الحديثةفي أحواض السباحة في الحمامات وفي أشكال رائعة من اللوحات الجدارية الضخمة.1- أولا نقوم برسم الصورة أوالموضوع المراد تنفيذه بالفسيفساء على قطعة من الورق بالحجم الذي يراد تنفيذه بهولكن بشكل معكوس.2- ثم نقوم بعملية تجزئة لكلمساحة لونية من الرسم إلى أقسام صغيرة بعدد أقسام القطع الصغيرة التي سيتم رصفها.3- بعد ذلك نضع المكعبات الملونةحسب الرسم الذي تم تنفيذه وقد تحتاج هذه العملية إلى صقل أو تصغير بعض القطع وذلكحسب الحاجة وبعد ذلك تستخدم مواد لإلصاق القطع (الغراء الأبيض، سيكوتين وغيره منالمواد اللاصقة).4- ثم نقوم بحصر الرسم ضمن إطارخشبي أو حديدي على أن تكون الورقة في الأسفل.5- ثم نقوم على تجهيز مونة مكونةمن الاسمنت والرمل الناعم بالماء بعد ذلك تسكب هذه المونة فوق قطع الموزاييك ضمنالإطار، ثم تترك لتجف، ثم يقلب الإطار بما فيه ثم تستخدم اسفنجة مبللة لدعك وتبليلالورقة التي عليها الرسم لتنتزع ونحصل على لوحة فسيفسائية ملونة وجميلة ضمن إطارليتم تثبيتها على الجدار بأية وسيلة ويتم سقايتها لتكتسب الصلابة. (الشيابوالمحيسن 2008 : 128- 129)إن المساحةالموجودة في الإطار الرئيسي والجدار المبني يكون عادة مرصوفا بفسيفساء ذات لونأبيض وقد تحتوي أحيانا على زخارف بسيطة مفردة مثل مربع، أو معين، على خلفية بيضاء.وتعد الكتابات أو ما تسمى بالنقوش الفسيفسائية جزءا من زخارف الأرضية وتوجد بالقربمن الأشكال الآدمية والتي تدل على اسم الشخص المصور وأحينا تكون محصورة ضمن إطاراتمختلفة الأشكال مثل المستطيل والمعين والدائرة والمستطيل المزخرف، وتوجد هذهالإطارات دائما مزخرفة بنماذج هندسية متنوعة.أنواع الفسيفساءفي بلاد الرافدينحيثكانت البداية على شكل أوتاد خزفية ملونة ضغطت على الجدران الاسمنتية لتقويتهاوكانت هذه الطريقة معروفة في منطقة الهلال الخصيبوخصوصافي مدينة أورفي العراق، وكانت هذه الأوتاد الخزفية ذات رؤوس دائريةتلون وترتب في تصميم هندسي على سطح الجدران، حيث كانت الفسيفساء تستخدم لتزيينالأقنعة والأسلحة.أما في بلاد الشامفقدتم اكتشاف عدد كبير من اللوحات الفسيفسائية الجميلة في مدن عديدة منها ماريوشهباوأنطاكيةوالسويداءوتدمروحماةوحلبمعرةالنعمانوقد تم نقل بعض هذه اللوحات إلى المتاحفالعالميةوالمحلية حيث توجد أكبر لوحة فسيفساء في العالم في متحف طيبة الامامفيسوريا، وما بقي من هذه اللوحات تم ترميمه والحفاظ عليه من أجلالأجيال القادمة لتبقى شاهدا على عظمة الفنون وعظمة حضارة هذه البلاد.أما في الفترة الإغريقيةوالرومانيةفقدتطور فن الفسيفساء ليصبح أكثر جمالا، حيث تم استعمال الفسيفساء كلوحات جداريهلتمثيل التاريخ المصور ، كما استخدم في الحدائق وحول النوافير، وتم استعمال موادمتنوعة في صناعة الفسيفساء كالصدف والأحجار الكريمة، كما شيع استخدام المكعباتالفسيفسائية المقطوعة من الحجر والرخام لتشكيل تصاميم زخرفيه جميلة كما استخدمتالألوان الطبيعية للحجارة وللمواد الأخرى، وتم استخدام مواد أخرى في هذه الصناعةمثل الزجاج وذلك خلال القرن الثاني قبل الميلاد.أما في بلاد الشامفقداعتبرت الفسيفساء حرفة من أرقى الفنون، وكان السوريون القدامى يستخدمون الألوانالواضحة المنسقة وقام البيزنطيونعلىإدخال اللونين الذهبي والأزرق. وقد شيع استخدام الفسيفساء في الفترة البيزنطيةفيزخرفة الكنائس من الداخل بسبب ملائمة هذا الفن وإمكانية تغطية المساحات الواسعةداخل الكنائس، كما وزينت الأرضيات والأسقف والجدران بلوحاتفسيفسائية كما استخدمت في تغطية منطقة الهيكل والحنية والتي تعد أهم أجزاء الكنسية. (الشياب والمحيسن 2008 : 126 – 127). وقد استخدم الفنان البيزنطيوالسوريالألوان والدرجات وذلك لتطويرالأشكال الهندسية وإظهار البعد الثالث فيها كما واستعملت الحجارة الصغيرة الحجملإظهار تفاصيل الوجه وأحيانا كانت تقطع الحجارة إلى أشكال مختلفة لكي يتم ملئ جميعالفراغات في السطح وكانت تتخذ أشكال متعددة منها : المثلثات، متعددة الزوايا،لتشكيل دوائر وخطوط متعرجة حتى يظهر الشكل المطلوب أقرب إلى الرسم.