وجهت الاوساط العلمية الجمعة انذارا لا سابق له حول حجم التغيرات المناخية والمشاكل التي ستخلفها مشددة على مسؤولية الانسان الاساسية في الاحتباس الحراري.
وشددت سوزان سولومون رئيسة مجموعة العمل العلمي لدى عرضها التقرير الرابع لمجموعة الخبراء الحكوميين حول التغييرات المناخية (جييك) الجمعة "ثمة ادلة متقاطعة تظهر ان الاحتباس الحراري هو بشكل اساسي من فعل الانسان".
وهذه القناعة المؤكدة بنسبة 90% لم تكن يوما بهذه القوة منذ انشأت الامم المتحدة في 1988 شبكة الخبراء العالمية الواسعة هذه. ومن المسببات الرئيسية ايضا الغازات الدفيئة (في مقدمتها ثاني اوكسيد الكربون) التي تنبعث في الاجواء بسبب نشاط الشركات التي تستهلك الكثير من الطاقة من غاز ونفط وفحم حجري منذ بدء الحقبة الصناعية.
ويؤكد عالم المناخ الفرنسي جان جوزيل ان "الاحتباس الحراري اصبح حقيقة راسخة كل ما يتحرك حولنا دليل على ذلك".
ويتوقع الخبراء بعد جمع نتائج دراسات متقاطعة اعدها الاف الخبراء ان ترتفع حرارة الارض بين 1,8 الى 4 درجات بحلول نهاية القرن الحالي مقارنة مع الفترة الممتدة من 1980 الى 1999 وهو "افضل تقدير" من بين ستة سيناريوهات محتملة.
وهذه الارقام هي تاليا وسطية اعتمدها بحذر وبالتوافق ممثلو الدول الذين لا يستبعدون ارتفاع حرارة الارض 6,4 درجات في اسوأ الحالات وربما ضعفا ذلك في القطبين.
ويتوقع ان يصل متوسط حرارة الارض الى 14 او 15 درجة مئوية في العام 2007 وفق ارقام هيئة الاحوال الجوية البريطانية.
وفضلا عن ارتفاع درجات الحرارة قد يرتفع مستوى المحيطات حوالى 60 سنتيمترا في حين يعتبر الخبراء انه من "المرجح جدا ان تستمر وتيرة موجات الحر الشديد ودرجات الحرارة القصوى والامطار الغزيرة في التزايد وان تصبح اكثر انتظاما".
ويشدد جان جوزيل ان "ارتفاع مستوى المحيطات 40 سنتيمترا يعني اضطرار 20 مليون شخص الى هجر اماكن سكنهم" مشيرا الى ان التغيرات المناخية لن تؤثر فقط على "الاجيال المقبلة فقط بل على الاطفال" في الجيل الحالي.
وهذه المشاكل تثير القلق خصوصا وانها ستستمر "لاكثر من الف عام" على ما يفيد التقرير.
ويشدد خبير المناخ هيرفيه لو تروت من المركز الوطني للابحاث العلمية في فرنسا اليوم الجمعة على انه "في وجه التغييرات المناخية التي تتوقعها السيناريوهات المختلفة فان العامل الاساسي سيكون التصرف البشري" داعيا الشركات الى "ان تأخذ في الاعتبار الكلفة البيئية للطاقة".
ويضيف "نحن امام خيارين: مستقبل مع استهلاك كبير للطاقة سيكون من خلاله من الصعب السيطرة على المناخ او مستقبل يمكن من خلاله السيطرة على التغييرات بشكل افضل. المهم الان هو ان تترجم استنتاجات الخبراء الى نقاش سياسي فعلي".
ويقول مازحا "كم من الوقت امامنا للتحرك؟ ثلاث ساعات".
ويأمل الخبراء ومعهم المنظمات غير الحكومية ان يعير المجتمع الدولي سريعا اذانا صاغية لما يقولونه. وعلى الاسرة الدولية ان تقرر نهاية العام الحالي في بالي في مصير بروتوكول كيوتو لمكافحة الاحتباس الحراري.
ويؤكد جوزيل "لا اريد ان ادق ناقوس الخطر لكن انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون لا تزال في ازدياد وتركزها المتزايد يفاقم الاحتباس. اقل ما يمكن قوله هو اننا لسنا على الطريق الصحيح".
ويقول اشيم شتاينر مدير برنامج الامم المتحدة للبيئة "الادلة متوافرة وغير قابلة للنقاش. لم يعد بمقدور احد ان يتصرف بالطريقة ذاتها".
وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اول رئيس دولة يعلق على النائج وقد دعا "الى "ثورة في الذهنيات وفي الاقتصاد (..) وفي التحرك السياسي" لدى افتتاحه مؤتمر للترويج لمشروع اطلقه حول الادارة البيئية العالمية.