قصة نجاح حققها الطالب في الثانوية العامة (التوجيهي) حسين الخمايسة بلواء الكورة لم تكن بالسهلة كونها لشاب ابتلاه الله بقدره الذي تمثل بحرمان الشاب من نعمة اليدين، حيث خلق بلا يدين وتمكن بالإرادة القوية من اجتياز مرحلة هامة من انعكاسات اعاقته الشديدة.
وقصة الخمايسة مع اعاقته الحركية النادرة تستحق التوقف والتأمل بعد انتصار نال به تقدير ابناء بلدته سموع ولواء الكورة بحصوله على المرتبة الاولى في فرع الادارة المعلوماتية (ذكور) على اللواء في امتحانات (التوجيهي) بمعدل 9ر91.
فقبل 18 عاما ولد حسين بلا يدين لأسرة متواضعة رضيت بقدر الله تعالى، ووضعت الصبر بعد حمد الله عنوانا لمسيرة تحد وقررت الاهتمام بابنها، الا ان حسين الذي كبر وكبرت معه المعاناة حيث الاعتماد على الاخرين منذ الصغر في الطعام والشراب وارتداء الملابس وقضاء الحاجة لكن حسين قرر خوض معركة طويلة مع اعاقته، فالتحق بالمدرسة وواظب على الدراسة واجاد استخدام اصابع قدميه عوضا عن اصابع اليدين التي يفتقدها، وصار يكتب واجباته المدرسية بأصابع قدميه وحقق النجاح تلو النجاح في المراحل الاولى من دراسته، وبدأ يمارس هواية لعبة الكرة مع اقرانه.
ولم تقف ارادة حسين عند ذلك بل تمكن من استخدام الحاسوب بعد ان تمرس على استخدامه بأصابع قدميه عوضا عن اصابع اليدين في تحريك مؤشر الحاسوب والكتابة وتقليب صفحات مناهج الدراسة، بل اجاد لعبة الشطرنج وتمكن من تحقيق المرتبة الاولى في احدى مسابقات مديرية التربية والتعليم للواء الكورة، ومثل اقليم الشمال في مسابقة وزارة التربية وحصل على مرتبة متقدمة.
وفي امتحانات الثانوية العامة، واجه حسين مواقف صعبة وحساسة لا سيما وانه كان يجيب على اسئلة الامتحانات في الصفوف السابقة بنفسه حيث كان يكتب الاجابات بواسطة القدم، لكن امتحان الثانوية العامة مختلف من حيث التقيد بالوقت، لكن ذلك ولد عزيمة جديدة عند حسين تمثلت بالإصرار على التفوق الذي يؤهله لدخول الجامعة.
وخاض حسين معركة الامتحانات معتمدا في تدوين الاجابات على كاتب وفرته مديرية التربية والتعليم في اللواء لتدوين الاجابات، لكن حسين لم يخف معاناته مع الكاتب من حيث بطء تدوينه للإجابات التي يمليها عليه وبخاصة في التجارة والرياضيات ما حرمه من علامتين على الاقل في المعدل الفصلي وهي معاناة تكررت مع حسين في امتحانات الفصل الثاني.
وقبل الامتحانات كان حسين يواظب على دراسته لمباحث الامتحانات والاستعانة بالدروس الخصوصية والحاسوب وكان يدرس يوميا، ويقول انه لو كان يتوفر في منزله جهاز حاسوب لاستطاع رفع معدله لكن ظروف اسرته لا تسمح بذلك، مشيرا الى انه كان يدرس في بعض الايام 16 ساعة.
ويؤكد حسين رغبته بمواصلة تعليمه الجامعي ودراسة الحقوق في الجامعة او المعهد القضائي كون مهنة المحاماة قد تكون الانسب لإعاقته.
ويؤكد والد حسين أنه لن يدخر جهدا في سبيل تعليم ابنه ليحقق نجاحا اخر رغم ضنك العيش وقلة الدخل.
من جهته اكد مدير مدرسة سموع الثانوية للبنين الدكتور خالد شرادقة تميز الطالب حسين نافيا اي تعاطف معه من قبل المراقبين على الامتحانات.
وكانت شركة زين للاتصالات تابعت تقريرا بثته (بترا) عن تفوق حسين في امتحانات الدورة الشتوية وابدت استعداها لتأمين نفقات دراسته في الجامعة، ووفرت له جهاز حاسوب ونفقات التعليم الخصوصي لمساعدته في اجتياز امتحانات الدورة الصيفية.