الكرد فی إيران
كورد له ئيران
لا يمكن الجزم بعدد كرد إيران في ظل عدم وجود مرجع ذي مصداقية كافية، خاصة وأن الرقم سلاح سياسي في منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالأقليات وبالطموحات الانفصالية
وبحسب بعض المصادر غير الكردية تتفاوت التقديرات لأعداد الكرد أنهم ما بين 7% إلى 9% من إجمالي السكان البالغ عددهم 68,688,433، ولكن المصادر الكردية تذهب أبعد من ذلك
والأقرب إلى الحقيقة أن الكرد هم العرقية الثالثة في البلاد بعد الفرس والآذريين، ويتركز وجودهم في جبال زاغروس على امتداد الحدود مع تركيا والعراق، ومتجاورين مع نظرائهم الكرد في هذين البلدين، وبحسب المحافظات فهم يتوزعون على أربعة منها، أذربيجان الغربية، كردستان، كرمنشاه، وإيلام
تاريخيا لم تعترف إيران بخصوصية العرق الكردي وهو ما طمح إليه الكرد في إيران كما هو شأنهم في عموم المنطقة، وللكرد الإيرانيين تجربة تاريخية محدودة في إقامة حكم مستقل، ألا وهو دولةمهاباد التي لم تدم إلا فترة وجيزة ولكنها كانت كافية لتلهم الشعور الكردي -عامة والإيراني منه خاصة- بالاستقلال
وقامت الثورة الإسلامية في إيران وشارك فيها الكرد وكانوا يتوقعون أن يحصلوا على بعض الامتيازات في ظلها، أقله الحكم الذاتي، وهو ما رفضته السلطات الإيرانية بالمطلق، ومنعتهم من المشاركة في كتابة دستور الجمهورية الناشئة، واعتبرت أن الطابع الديني للجمهورية الإسلامية الإيرانية كفيل بتحقيق ما تصبو إليه القوميات الأخرى
ويقول كرد إيران أنهم يتعرضون لاضطهاد منظم من السلطات الإيرانية، وأنه يحظر عليهم تعلم اللغة الكردية في المدارس، ويواجهون تقييدات في نشر الأدب الكردي وأن ما يصدر من منشورات كردية يصدر بإشراف المخابرات، وذلك برغم أن البند 15 من الفصل الثاني ينص على حق الأقليات في إستعمال لغاتها في المجالات التعليمية والثقافية
وبرغم أن المادة 19 من الفصل الثالث من الدستور الايراني تنص على عدم التمييز بين الإيرانيين على أساس عرقي، يقول الكرد أن هناك تمييزا ضدهم في فرص العمل والقبول في الجامعات، وأن من يشغل المناصب العليا في المناطق الكردية هم من غير الكرد، وأن مناطقهم هي الأقل من حيث التنمية والتأهيل والأعلى من حيث البطالة، وأن الكردي مهمش بشكل كبير ولا يسمح له بالتعبير السياسي الحر عن نفسه، حيث تقوم السلطات بإعاقة تشكيل الأحزاب الكردية، وقد أيدت مطالب الكرد هذه وأكدتها منظمات حقوقية معروفة
ومن جهة أخرى إن الكرد في معظمهم هم من الطائفة السنية، ودستور الدولة يتخذ من المذهب الشيعي مذهبا رسميا له، ووظيفة السلطة هي حماية المذهب ونشره، مما يعني حرمان بقية الأديان والطوائف ومن بينهم الكرد حقوقهم السياسية، بوصفهم المذهبي إضافة إلى وصفهم العرقي
ولهذا نجد أن قضية الكرد الإيرانيين كانت أقل حضورا من قضية نظرائهم في العراق وتركيا، وغالبا ما يعبرون عن حقوقهم بوصفهم المذهبي أكثر من وصفهم العرقي، وبهذا تختلط مطالبهم مع القوميات الأخرى التي غلب عليها الانتماء المذهبي السني مثل البلوش والتركمان، والذين يشكون جميعا من انعدام الفرص أمامهم، فضلا عن ذلك هناك بعض الجهود بين هذه القوميات وغيرها لأن تتوحد كقوميات متضررة من النظام القائم
التأثير العراقيولكن مؤخرا تشجع كرد إيران أكثر من السابق لرفع الصوت بتمايزهم العرقي، وشجعهم على ذلك التغيير الجذري الذي حصل في العراق وما نتج عنه من اقليم كردي داخل الدولة العراقية، فالكرد على جانبي الحدود يتكلمون اللغة نفسها ويشتركون بالمذهب نفسه، وبينهما علاقة تزاوج، كما أن الفضائيات الكردية زادت من التواصل بينهم وخاصة تلك الموجودة بكردستان العراق
فأصداء الفرح والحزن في الناحية العراقية يترك صداه في الطرف الإيراني، فبعد عام 1991 تطورت هذه العلاقة، حتى أن هناك اساتذة إيرانيين كردا يدرسون في جامعات عراقية في مناطق الكرد
وبين الطرفين علاقات مصاهرة وتبادل ثقافي، بل ذكرت وكالات الأنباء في مناسبات سياسية كردية عراقية عدة، تفاعلا من الجمهور الكردي في إيران، من ذلك على سبيل المثال خروج الكرد في آذار 2004 بمظاهرات احتفالا بالاعتراف الرسمي بحقوق كرد العراق، وتحولت في بعض جوانبها إلى مواجهات مع الشرطة الإيرانية وسقط عدد من الجرحى
وفي الغالب معظم الأخبار المتسربة عن وضع الكرد في إيران هي من مصادر كردية محدودة أو من مصادر إعلامية إيرانية متحفظة، وكثيرا من الأحيان لا يمكن التأكد منها، ولكنها تؤكد وجود مصادمات كردية دائمة مع السلطات
وخاصة بعد مجيء أحمدي نجاد رئيسا لإيران، وهو المتهم كرديا بأنه كان وراء تصفية الناشط الكردي الإيراني الشهير رئيس الحزبالديمقراطي عبد الرحمن قاسملو، وقد خرجت تظاهرات كردية في الصيف الماضي احتفاء بذكرى اغتياله تحولت إلى صدامات مع السلطات الإيرانية، وأسفرت عن مقتل العديد من الكرد في منطقة سقز وسنندج وبقية المدن التي يعتبرها الكرد جزء من دولة كردستان المنشودة
ومن التأثيرات العراقية الواضحة على الآداء السياسي لكرد إيران هو الإعلان عن قيام الجبهة الكردية الموحدة، والتي تعمل ضمن الأطر القانونية الإيرانية، وتهدف لتحصيل حقوق الكرد والدفاع عن قضاياهم بالوسائل السياسية والسلمية
وأعلن عن هذا التحالف النائب السابق بهاء الدين أدب والذي منع من الترشح للانتخابات السابقة، وهو كان قد دعا لمقاطعة الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس أحمدي نجاد
والواضح في ظل التجاذبات الأخيرة بين الغرب وإيران بشأن المشروع النووي الإيراني، أن الموضوع الكردي الإيراني سيقفز إلى واجهة الأحداث للضغط على النظام الإيراني، خاصة وأن كرد إيران قد أظهروا تشاؤما ملحوظا من مجيء نجاد، وذلك في الوقت الذي تلقوا جرعة كافية من الجانب العراقي، تؤكد لهم أن طموحات الكرد بإمكانها أن تكون حقيقة في أي لحظة مؤاتية
منقول