الدهرُ سرابٌ في الصحراء ، يوهم العطشان بأنّهُ ماءٌ ويوهم الجائع بأنّهُ غذاء .
الدهرُ داء ، ليس لهُ دواءٌ ولا يُرجى منهُ شفاء .
يجعلك تشعرُ بأنّك حصلت على كل شيءٍ وفي الحقيقةِ يأخذ منك كل شيء .
الدهرُ كذّابٌ مخادع ، يخدعك بمظهرهِ اللامع .
يوهمك بأنّهُ لك ناصر ، يقفُ الى جانبك في المحن والهموم .
ويطعنك بخنجرٍ غادر ، ويرميك بسهمٍ قاتلٍ مسموم .
يوقعك في مصائب لا طائل منها ولا نائل ، ويخلط عليك الحابل بالنابل .
يرفعك الى أعلى الذُرى ، ثُمّ يرمي بك تحت الثرى .
الدهرُ ذو رياء .
ليس لهُ أصحابٌ ولا أصدقاء .
فأين المفرُّ من هذا البلاء ؟ .