تعلموا من أبطال آمرلي آيات الصمود وأناشيد الزنود !
بقلم: مهدي قاسم -
لا يستطيع المرء إلا أن ينحني رافعا قبعته أو " يشماغه " عاليا أمام أهالي ناحية آمرلي ، وهو يسمع يوما بعد يوم عن قوة إرادتهم و و عظمة صمودهم بل وتصديهم البطولي المقدام و الثابت لهجمات أسراب الجراد الداعشية المتواصلة ، منذ خمسين يوما و حتى الآن ، مع حصار محكم ، ومحاولات مداهمات و اقتحامات من عدة محاور وجبهات بغية اقتحام الناحية و فرض السيطرة عليها و تركيعها و إخضاعها للمزاجية الوحشية لسكنة كهوف العصور البدائية الداعشيين ، غير أن كل تلك المحاولات و الهجمات قد بائت بالفشل والخيبة المميتة حتى الآن ، بفضل صمود الأهالي وقوة إيمانهم بعدالة قضيتهم التي أضحت هي الأخرى قضية مبدأ و شرف و كرامة بالدرجة الأولى و الأخيرة، قبل أن تكون دفاعا عن النفوس أو الممتلكات ..
ولعل السبب الثاني لهذا الصمود المذهل و روح التفاني العالية يرجع إلى إن الأهالي لم يعودوا يعولون أو يعتمدون إلا على أنفسهم وعلى أنفسهم فقط ، بعدما غسلوا أيديهم من الجيش العراقي العظيم الغيور وحامي الديار الجسور !! ، و يئسوا من حمايته لهم ، فأخذوا زمام المبادرة بيدهم ليدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم ، دفاعا مستميتا حتى النهاية لقناعتهم بأن معركتهم هي معركة حياة أو موت ، بينما الاستسلام سيكون مذلة ونهايته مقتلة مهينة : فالاستسلام لداعش لا يعني قطعا الافلات أو النجاة من عملية قتل أو ذبح و انتهاك الأعراض ونهب الأغراض ، سيما إذا كان المستسلم تركمانيا شعيا أو أزيديا كورديا !...
فإذا كان المرء يُقتل في كل الأحوال فعلى الأقل يُقتل وهو يقاوم مدافعا عن أرضه و عرضه و كرامته ويبدو هذا ما أدركه و أمن به أهالي آمرلي ليزدادوا قوة و تصميما و عزيمة لا تلين !..
*(مسلحو "داعش" حصاراً من جميع الجهات على أمرلي منذ أكثر من خمسين يوماً..