عندما يطرح موضوع ويدور حوله النقاش فنستمتع بذلك النقاش وتبادل وتصارع الافكار من اجل الحصول والوصول الى فكرة ناضجة تفاعلية
حتى ان البعض نستمتع بتبادل النقاش معهم في مختلف مواقع تواجدنا في الحياة في الجانب الوظفي او في العالم الافتراضي او بين الاصدقاء
ولكن البعض لايروق لنا نقاشهم بل يتميز نقاشهم بين كلمات منمقه زاهية لامعة اذا كانت الفكرة تنصب لمصلحتهم
وفي حالة كون الفكرة لا تروق لهم تجد المارد الخفي والجوهر المخفي قد ظهر بوجه البشع الحقيقي على الساحة
وغابة الكلمات اللطيف والانيقه والظاهر الملائكي الجميل
تلك الشخصية تعاني من الازدواجية تعاملية مع محيطها ومع نفسها
فهي تتقمص ادوار المثالية والثقافة العالية
لكي تخفي المارد الجامح في الداخل
اللاخلقي الذي يخفيه في حالة ظهور المارد
ونجد ذلك المارد هو الانعكاس الحقيقي لشخصيته المنمقة
وكما قال فرويد
الانسان في داخله انسان اخر
ويبقى السؤال ايهما هو الانسان الحقيقي
وعليه قد نحذر تلك الفئة المزدوجه بنقاشها المتخفيه بكلماتها الجميله المنقه
حتى لايظهر الوجه البشع الخفي ليغير مسار النقاش ويطعن بالمناقش
وهنا اصبحت فكرة النقاش خارج مسارها الحقيقي والهدف المنشدود
وعليه النقاش لا يحتاج فقط الى ملكات عقلية نقاشية عالية
ولكن يحتاج الى
اخلاق نقاشية واحترام الاراء نقاشية
ونقاشها بخليط فكري وخلقي حتى يستمر النقاش والخروج بمحصلة ايجابية
وجوهر النقاش
هو ليس من اجل اثبات الانا واثبات الوجود ودفاع عن فكرة ما بل جوهر النقاش تفاعل الاراء ورصد سلوكيات جدلية تمارس طقوسها في محيطنا وتبادل الاراء بين العقول من اجل نيل السلوك التعاملي الامثل مع تلك الظواهر
وعليه نجد طرق النقاش
في المجتمعات الشرقية تتسم بالحديه والتناحر واثبات الانا والتفاخر في تسقيط الطرف الثاني حتى لو كانت افكاره ادق ويتم تسقيط عن طريق التهجم بكلمات معسوله مسمومه
او استهزاء ولهذا نصل الى ان
اخلاقية النقاش تفوق الملكات النقاشية
فنحن نتفاخر بطريقة تهجمنا على الطرف الثاني بواسطة المارد الخفي في الاعماق ولا نتفاخر بتفاعل ملكاتنا النقاشية من اجل الوصول الى فكرة تفاعلية واضحة المعالم