تشر إحصائية منظمة الصحة العالمية إلى أن 70% من المعاقين على المستوى العالمي، الذين فقدوا أحد أطرافهم في الحروب والحوادث، يعيشون في بلدان العالم الثالث. الباحث الكندي ماتو راتتو وضع بين يدي منظمة Christian Blind Mission جهاز استنساخ مجسماً يعين المعاقين على استنساخ أطراف مماثلة تماماً للأطراف التي فقدوها.


ماجد الخطيب: يمكن لهذا الجهاز، رغم الجدل العريض حول استخداماته، أن يعين البلدان الفقيرة في التغلب على ظواهر نقص الأدوية، ونقص التقنيات المناسبة، بل ونقص الأطباء المتخصصين الذين يمكنهم تقديم الدعم الطبي والفني للمعاقين.إذ تشير إحصائية منظمة الصحة العالمية إلى ان بلدان آسيا وأفريقيا واميركا اللاتينية الفقيرة بحاجة إلى 40 ألف طبيب متخصص اضافي لسدّ النقص في هذا المجال الطبي الاجتماعي الحيوي.وبعد استخدام أجهزة الاستنساخ المجسمة في استنساخ الأسلحة النارية، وفي استنساخ الأعضاء الحيوية، مثل القلوب والكلى وأطقمة الأسنان، وفي استنساخ الأجهزة الدقيقة، وضع ماتو راتتو، العالم في المعلوماتية من جامعة تورنتو، جهاز استنساخ مجسما لاستنساخ أعضاء الجسم التي تعرضت للقطع في الحروب والحوادث في البلدان الأفريقية.ويأمل الباحث ان تكون هذه الخطوة مقدمة لاهتمام أكبر من الأمم المتحدة في معالجة هذه المشكلة الإنسانية.وذكر راتتو انه بدأ العمل في مناطق اوغندا التي تعاني فيها نسبة عالية من الناس مشكلة العوق الجسدي.ويمكن للاستنساخ الثلاثي الأبعاد ان يكون حلاً موقتاً، سهلاً ورخيصاً، للمشكلة ريثما تتمكن الأمم المتحدة من توفير حلول أفضل.ساق بخمس دقائقويتعاون راتتو حالياً مع منظمة كريستيان بلايند مشن في اوغندا للتغلب على مشكلة العوق الجسدي فيها.وذكر العالم انه استخدم الجهاز لاستنساخ ساق كاملة لفتاة شابة اسمها جوستين، وان الجهاز تمكن من إنتاج نسخة مماثلة لساقها المفقودة خلال 5 دقائق. تم بعد ذاك تثبيت الساق الاصطناعية على فخذ الفتاة وصارت تستخدمها بيسر وبدون ألم.طبيعي، إذا كانت عملية الاستنساخ تتطلب 5 دقائق فقط فإن التحضيرات تتطلب وقتاً أطول. إذ يجري أولاً خزن المعلومات المطلوبة عن الطرف المبتور، والابعاد والوزن...إلخ، في الجهاز، وهذا يتطلب عمل ساعات. وعموماً يمكن أن تتطلب عملية تحرير الإنسان من عوقه فترة نهار كامل.وميزة جهاز الاستنساخ، انه يصنع نسخة مماثلة من الطرف المفقود، على أساس الطرف المتبقي، ويتفوق بذلك على الأعضاء الاصطناعية التي تصنع أساساً كي تناسب كل إنسان. فالنسخة المصنوعة بواسطة الجهاز الثلاثي الأبعاد هي نسخة خاصة بالانسان المعاق المقصود.استنساخ آلاف الأعضاء الاصطناعية خلال سنةفي اوغندا، وحيث بدأ راتتو ومنظمته مهمتهم الإنسانية، تطلب الأمر من مهندس تقني متخصص في صناعة الأعضاء الصناعية، تابع للصليب الأحمر، اسبوعاً كاملاً كي ينتج ساقاً صناعية، وان ليست بالجودة التي يفعلها جهاز الاستنساخ المجسم.وهذا يكشف تفوق الجهاز على الامكانية البشرية أيضاً من الناحية الزمنية والنوعية. ويعجز مثل هذا التقني عن إنتاج أكثر من 200 طرق صناعي في السنة، في حين يأمل راتتو وفريق عمله بتصنيع آلاف الأطراف خلال اشهر قليلة.والمهم أيضاً، ومع استمرار العمل، يمكن لكلفة استنساخ العضو المفقود ان تتراوح بين 1500-2000 يورو، وهو مبلغ مناسب، بحسب تقدير راتتو.ويمكن للمنظمات الإنسانية، والأمم المتحدة، أن تمول استنساخ آلاف الأطراف المقطوعة على المستوى العالمي، كما تسمح الظروف المالية لبعض المعاقين بتحمل هذا المبلغ أو جزء منه.يعيش معظم الذين فقدوا أحد أطرافهم في قرى نائية ومناطق بعيدة عن المستشفيات في اوغندا، ومن الصعب عليهم بلوغ المدن والمبيت في المستشفيات بسبب ظروفهم المالية المعقدة، لكنهم قادرون على تحمل كلفة وعناء سفر يوم واحد إلى منظمة كريستيان بلايند مشن، للحصول على نسخة من الطرف المفقود. بل انه من الممكن أحيانا نقل الجهاز في سيارة خاصة لبلوغ القرى النائية بهدف مساعدة الناس هناك.لا قوانين تنظم استخدام أجهزة الاستنساخ المجسمة
يمكن، بحسب آراء الخبراء، استخدام اجهزة الاستنساخ الثلاثية الأبعاد المتطورة، لاستنساخ لعبة طفل أو إنتاج زر قميص أو حتى صنع دبابة. إلا أن قوانين العالم حتى الآن بقيت متخلفة بعض الشيء عن مواكبة استخدام هذه الأجهزة، وهناك مخاوف من أن يجري استخدامها لإنتاج الأسلحة، واستنساخ الأعضاء الحيوية والمتاجرة بها، وبمعنى استخدامها لأغراض جرمية ولا إنسانية.تتراوح أسعار بعض هذه الأجهزة بين 1800-2000 يورو، ويمكن ان تكون بالتالي في متناول كل يد. وفي حين ينشغل منتجو السلع الاستهلاكية في البحث عن مخرج لقضية حقوق الاستنساخ والطبع والماركات( حق أحدهم باستنساخ حذاء من ماركة اديداس رياضي في منزله، كمثل)، تحذر المنظمات الإنسانية مقتني أجهزة الاستنساخ المجسمة من مغبة ترك الجهاز في أماكن تصل إليها أيدي الأطفال والمراهقين.-