يا نهر الفراتِ هاك إليك الرثاءُ
بحبوحةٍ جُل رجالها لنا زعماءُ
والشعب يضجُ بالهولِ صارخا
كأن الدنيا أفرغت عليه الأعباء
سلكنا طرقاً للنجاة ما نجينا
وحديث العمرِ قد شيبهُ الاعياء
فرتنا السنين بين فكيها فرياً
ولم تبقي ، الرسم والاحشاءً
كأنا ولدنا للموت كي لانعيش
وتأتي لنا رجالٍ أفكارها هوجاء
سمراء الجنوبِ تُخجل الشمس
ينعقها غراب الشؤم وهي خيلاء
يرمي جمر حقدهِ فوق عفتها
وتلوذ بعفتها لتسترها الرمضاء
أعطاك الله ياعراق كل الخير
وشانئيكَ زناة وأمهاتهم بتراء
ستزول هذه الاقزام ولك العلو
وستكون تحت قبابك للكونِ أفياء
ويرجعُ لرافديك الوهج الذهبي
ويغفو فوق ظفائر السمرِ الاباء
وتعود المقاهي تعجُ بروادها
وهناك نطرد العُهرَ والجهلاء
وبين الباسقاتِ يترنم السياب
ويغني فؤاد من قبرهِ للصلحاء
ويخطو خطواته التي حلم بها
ويمحو وتريات الحزنِ والبوساء
ويكتب جديده أهازيج عيدٍ لبغدادَ
وتحت منصتهِ ينصتون الشعراء
وهناك عند بوابتها بوادي للسلام
نضيء الشمع لاضرحتهم الشماء
ياشعبُ هذه المرة أنت صاحبها
وأنت بيدك تحمل للنصر اللواء
بطرف نعليك أضربهم ولا تبالي
هولاء أولاد عهرٍ ولا تعدهم قرناء
فأنت الذي تملك الزمام لحلها
فلك بأساً لايرد وإن كثر الضعفاء
خذ درساً بسبعين رجلا قاد الامم
وأحمل رايتك بلا كفٍ حمل اللواء
فلا نبكيه ونحن لا نراه ياشعب
نعم لا أقارن ولا أسميه بالاسماء
لكنه قبل الفٍ وأكثر قادنا لدربه
درب الشهادةِ والحرية النجلاء