آبــــــــــاء العلوم: أبـــــــو الطب: (( أبقراط ))
((Fathers of science: the father of medicine: ((Hippocrates
أبقراط أبو الطب وأعظم أطباء عصره، أول مدون لكتب الطب، مخلص الطب من آثار الفلسفة وظلمات الطقوس السحرية، من أشهر الشخصيات على مر التاريخ في كل العصور وكل المجالات، وعلى الرغم أنه لم يهتم سوى بمجال واحد ولم يبرع في مجالات مختلفة مثل ليوناردو دا فينشي الذي تكلم في مجالات مختلفة، إلا أنه حظى بشهرة واسعة منقطعة النظير، ونسبت له الكثير من المؤلفات. صاحب فكرة القسم الشهير الذي يقسمه الأطباء قبل مزاولة مهنة الطب.
صفات أبقراط
قال المبشر بن فاتك في كتاب (مختار الحكم ومحاسن الكلم) إنّ أبقراط كان ربعة أبيض حسن الصورة أشهل العينين غليظ العظام ذا عصب معتدل اللحية أبيضها منحني الظهر عظيم الهامة بطيء الحركة إذا التفت التفت بكليته كثير الأطراق مصيب القول متأنيا في كلامه يكرر على السامع منه ونعلاه أبدا بين يديه إذا جلس وإن كلم أجاب وإن سكت عنه سأل وإن جلس كان نظره إلى الأرض معه مداعبة كثير الصوم قليل الأكل، بيده إما مبضع وإما مرود.
من حكم أبقراط
- الطب قياس وتجربة.
- كل مرض معروف السبب موجود الشفاء.
- إن الناس اغتذوا في حال الصحة بأغذية السباع فأمرضتهم فغذوناهم بأغذية الطير فصحوا.
- إنما نأكل لنعيش لا نعيش لنأكل.
- يتداوى كل عليل بعقاقير أرضه فغن الطبيعة تفزع إلى عاداتها، فقيل له لم أثور ما يكون البدن إذا شرب الإنسان الدواء قال لأن أشد ما يكون البيت غبارا إذا كنس.
- محاربة الشهوة أيسر من معالجة العلة.
- ليس معي من فضيلة العلم إلا علمي بأني لست بعالم.
عهد أبقراط
نقل موفق الدين بن أبي صيبعة في كتابه طبقات الأطباء عهدا لأبقراط نأخذه عنه بنصه، قال أبقراط: إني أقسم بالله رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج وأقسم بسفليبيوس وأقسم بأولياء الله من الرجال والنساء جميعا وأشهدهم على إني أفي بهذه اليمين وهذا الشرط وأرى أن المعلم لي بهذه الصنعة بمنزلة آبائي وأواسيه في معاشي وإذا احتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي، وأما الجنس المتناسل منه فأرى أنه مساو لإخوتي وأعلمهم هذه الصنعة إن احتاجوا إلى تعلمها بغير أجرة ولا شرط وأشرك أولادي وأولاد المعلم لي والتلاميذ الذين كتب عليهم الشرط وحلفوا بالناموس الطبي في الوصايا والعلوم وسائر ما في والزراعة الصناعة وأما غير هؤلاء فلا أفعل له ذلك وأقصد في جميع التدابير بقدر طاقتي منفعة المرضى وأما الأشياء التي تضر بهم وتدني منهم بالجور عليهم فأمنع منها بحسب رأيي ولا أعطي إذا طلب منى دواء قتالا ولا أشير أيضا بمثل هذه المشورة وكذلك أيضا لا أرى أن أدني من النسوة فرزجة تسقط الجنين وأحفظ نفسي في تدبيري وصناعتي على الزكاء والطهارة ولا اشتق أيضا عمن في مثانته حجارة ولكن أتر ذلك إلى من كانت حرفته هذا العمل وكل المنازل التي أدخلها إنما إليها لمنفعة المرضى وأنا بحال خارجة عن كل جور وظلم وفساد إرادي مقصود إليه في سائر الأشياء التي أعاينها في أوقات علاج المرضى أو أسمعها، أو في غير أوقات علاجهم في تصرف الأشياء التي لا ينطق بها خارجا فأمسك عنها وأرى أن أمثالها لا ينطق به. فمن أكمل هذه اليمين ولم يفسد منها شيئا كان له أن يكمل تدبيره وصناعته على أفضل الأحوال وأجملها، وأن يحمده جميع الناس فيما يأتي من الزمان دائما ومن تجاوز ذلك كان بضده.
كتب أبقراط
يعد أبقراط أول من دون الطب، وسلك في تأليف الكتب ثلاث مسالك، فكتب بعضها بطريق الألغاز، وبعضها بطريقة الإيجاز، وفي مسلكه الثالث اعتمد البيان والتصريح، وقد علم عنه العرب نحوا من ثلاثين كتابا وقيل ستين كتابا منها كتاب الأجنة وكتاب طبيعة الإنسان وكتاب الأهوية والمياه والبلدان وكتاب الفصول وغيرها.
نقل إلى العربية في العصر العباسي عدد من الكتب التي تحمل اسمه ذكر منها صاحب الفهرست (كتاب عهد بقراط بتفسير جالينوس)، الذي ترجمه حنين إلى السّريانية وأضاف إليه، وترجمه حبيش وعيسى بن يحيى إلى العربية، وكتاب (الفصول بتفسير جالينوس) الذي ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (تقدمة المعرفة بتفسير جالينوس) فقد ترجم حنين متنه إلى العربية ثم ترجم التفسير عيسى بن يحيى، وكتاب (الأمراض الحادة بتفسير جالينوس)، وهو خمس مقالات ترجم عيسى بن يحيى ثلاثاً منها، وكتاب (الكسر بتفسير جالينوس) ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (إبيديميا) نقله إلى العربية عيسى بن يحيى، وكتاب (الأخلاط بتفسير جالينوس) نقله إلى العربية عيسى بن يحيى، وكتاب (قاطيطيون بتفسير جالينوس) ترجمه حنين إلى العربية، وكتاب (الماء والهواء بتفسير جالينوس) ترجم حنين متنه إلى العربية وترجم التفسير حبيش بن الحسن، وكتاب (طبيعة الإنسان بتفسير جالينوس)، ترجم حنين متنه إلى العربية وترجم التفسير عيسى بن يحيى.
ورد في دائرة المعارف الإسلامية: لم يكتف علماء المشرق بترجمة مؤلفات هذا الطبيب اليوناني العظيم ولكنهم أضافوا إليها شروحاً وتفاسير، وفسروا كتابيه (تقدمة المعرفة والفصول). كذلك كتب ثابت بن قرة موجزاً لكتاب بقراط عن الماء والهواء والبلدان، وصنف الفيلسوف الكندي الطب الأبقراطي عن منهج أبقراط في الطب.
أصبح من الثابت أن الكتب التي تنسب إلى أبقراط ليست من عمل رجل واحد، ومن العسير التفريق بين الكتب التي وضعها وتلك التي ألفها تلاميذه المقربون أو التي كتبها بعض المؤلفين المتأخرىن الذين تأثروا بما أحاط به من شهرة فنسبوا الكتب له.
تاريخه الشخصي
هو ابن إقليدس بن أبقراط ولد ب جزيرة كوس حوالي سنة 460 قبل الميلاد وهو أشهر الأطباء الأقدمين. عاش خمسة وتسعين سنة، تعلم خلالها الطب من أبيه وجده وبرع فيه. لما رأى أن العلوم الطبية آخذة في الانقراض بانقراض أعلامها ونوابغها رأى أن الذريعة لحفظها هو إذاعتها في سائر أرجاء العالم وتسهيل تناولها على الناس أجمعين لتصل إلى النفوس المستعدة للنبوغ فيها قائلا: "إن الجود بالخير يجب أن يكون على كل أحد يستحقه قريبا كان أو بعيدا".
ثم جمع نفر من الغرباء وعلمهم الطب وعهد إليهم العهد الذي كتبه وأحلفهم بالأيمان المذكورة فيه أن يراعوا حقوقه وأن لا يعلموا أحداً إلا بعد أخذ العهد عليه. روى ابن أبي اصيبعة عن أبي الحسن علي بن رضوان قال: كانت صناعة الطب قبل أبقراط كنز وذخيرة يكنزها الآباء ويدخرونها للأبناء. وكانت في أهل بيت واحد منسوب إلى اسقيبيوس. كان ملوك اليونان والعظماء منهم لا يمكنون غيرهم من تعلم صناعة الطب بل كانت فيهم خاصة يعلم الرجل منهم ولده أو ولد ولده فقط.
كان تعليمهم بالمخاطبة ولم يكونوا يدونونها في الكتب، وما أحتاجوا إلى تدوينه في الكتب دونوه بلغز لا يفهمه أحد سواهم فيفسر ذلك اللغز الأب للابن. كان الطب في الملوك والزهاد فقط يقصدون به الخير إلى الناس من غير أجرة ولا شرط، ولم يزل كذلك إلى أن نشأ أبقراط من أهل قو وذمقراط من أهل بديرا وكانا متعاصرين فأما ذمقراط فتزهد وترك تدبير مدينته وأما أبقراط فرأى أهل المدينة قد اختلفوا في صناعة الطب وتخوف أن يكون ذلك سببا لفساد الطب فعمد على أن دونه باغماض في الكتب وكان له ولدان فاضلان هما ثاسلس وذواقن وتلميذ فاضل هو فولوبس، فعلمهم هذه الصناعة وشعر أنها تخرج عن أهل اسقيبيوس إلى غيرهم فوضع عهدا استحلف فيه المتعلم لها على يكون ملازما للطهارة والفضيلة، ثم وضع ناموسا عرف من الذي ينبغي أن يتعلم صناعة الطب، ثم وصية عرف فيها جميع ما يحتاج إليه الطبيب في نفسه.
أعتمد أبقراط في ممارسته للطب على الملاحظة الدقيقة في مكونات جسم الإنسان، وكان يؤمن أن لكل حالة مرضية هناك تفسير علمي لها عكس ما كان منتشرا في عصره. تعامل أبوقراط مع الجسم البشري ككتلة واحدة مترابطة، وهو أول من قام بوصف مرض الالتهاب الرئوي والصرع عند الأطفال، وهو أول من قال أن أساس الصحة هو الطعام الصحي والهواء النقي والنظافة والراحة.
المصدر:: المحاسبيين والمدققين العراقيين