مسلسل دمشقي؟؟؟ سـؤال جدير بالدراسة!
كوليت الخوري
عجبت من تعدد المسلسلات التي أسموها شامية أو دمشقية وهي لا تمثل دمشق الشام على الإطلاق...
على العكس هي تسيء لدمشق، وللمرأة الدمشقية بشكل خاص ولكل من يعرف دمشق ويحبها!
والغريب أنها كلها جاءت على منوال «باب الحارة»! الذي تكر أجزاؤه ولا تتوقف !
وكأن خيال بعض المؤلفين والمخرجين هو الذي توقف! أو أُجبر على التوقف عند هذه الصورة المشوهة لدمشق، مصراً على أن يجعلها نموذجاً مقبولاً... يصدقه الأجانب ونتعوّده نحن!!!
عندما ظهر الجزء الأول من «باب الحارة» وقالوا إنه يمثل دمشق القديمة... كان لابد لي من أن أصرح على الشاشة أن «باب الحارة» كمجرد مسلسل، هو مقبول وجيد.. لكنه لا يمثل دمشق على الإطلاق!.
أين دمشق القديمة بكنائسها ومآذنها وأبوابها المشهورة...
أين الأسر المسلمة الوطنية المعروفة برقيها في العالم ؟
أين زعماء دمشق الذين شاركوا في الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين؟ ثم حققوا الاستقلال ضد الفرنسيين وكان الجلاء؟؟؟.
أين المرأة المسلمة الدمشقية الراقية التي كانت تتحدى نساء الغرب بحضارتها ونشاطها الاجتماعي وأناقتها؟.
وأين أحياء دمشق القديمة الأصلية مثل باب توما؟ والقيمرية؟ و«باب شرقي»...
والأهم أين المسيحيون من سكان دمشق ؟؟؟
صحيح كانت هناك حارات مثل «باب الحارة» في ريف دمشق، لكن هذه الأحياء كانت بأكملها تابعة للزعماء الوطنيين الدمشقيين، ولم يكن لها دور وطني مستقل في يوم من الأيام!.
ومهما حاولنا إخفاء دور الطبقة البرجوازية الوطني ضد الاستعمار فالتاريخ شاهد ... وبالمرصاد!.
وكان أن ظهر الجزء الثاني من «باب الحارة»!
وربما رداً على النقد ومراعاة للمسيحيين أضافوا في المسلسل شخصية «ام جوزيف»! وليتهم ما فعلوا !.
أهذه المرأة الفاجرة «المسترجلة» التي لا تملك ذرة من الأنوثة والنعومة والتي تستعمل السلاح وتقتل ولا تسقط السيجارة من بين أصابعها..! أهذه المخلوقة تمثل المرأة المسيحية الدمشقية؟؟؟ مؤسف حقاً!.
منذ ذلك الوقت ما عدت تابعت هذا المسلسل لأنني رأيت أن الموضوع في حاجة إلى توجيه سياسي لا إلى نقد فردي... ومن امرأة!!!.
أما اليوم... ونحن - السوريين- من جميع المذاهب والأديان، وكما هي عادتنا دائماً في دمشق، نعيش طقوس هذا الشهر الكريم، وندعو إلى الله أن يتقبل صيام الصائمين وصلاة جميع المؤمنين ويمنحنا السلام في وطننا الغالي...
اليوم وأنا أشاهد بعض هذه المسلسلات التي تصور بشكل خاص تخلف المرأة الدمشقية، لم استطع أن أمنع نفسي من التساؤل:
- أحقاً كانت دمشق التي نعرفها هكذا؟؟؟
أم بالأحرى هكذا يريدونها أن تصبح؟؟؟