و انتم تتبضعون من شارع الروان ..
ربما رأيتموه أو لمحتموه ...
يسير بهدوء ممسكا بيده اليمنى ميزانه ...
يضع مبلغا من المال بصندوق التبرعات و ينسحب بكل هدوء ...
" عبّاس " كالكثير من أطفال العراق يقضي يومه متجولا بميزانه ليزن الناس و يجمع من تلك الارباع التي يحصل عليها قوت يومه ...
هو أحوج ما يكون لتلك النقود ...
أغلب من يزن لديه يفعل ذلك رأفه بحاله ليربحه تلك الدنانير القليلة ...
جاءنا ليتبرع كل يوم بألف دينار ...
ألف دينار !! قد يكون مبلغا صغيرا بالنسبة للغالبية لكن فقط من يتعب و ينتظر ساعات للحصول عليها يعرف قيمتها ....
ألف دينار هو ثمن لأربع وزنات . لأربع زبائن نادرين ...
عبّاس كان يتبرع يوميّا بجزء من كنزه الثمين ليساعد العوائل النازحة ...
عند سؤاله عن سبب تبرعه أجاب بسرعة و ثقة "هذا واجبنه و كون نسوي اللي نكدر عليه و نوكف ويه النازحين"
كانت اجابته باختصار هدف كل حملتنا ...
أردنا أن ننشر و نثبّت مبدأ التكافل و التعاون بالمجتمع لنجد أناسا مثل عبّاس قد حملوها و حملوا قسما من مسؤولية العوائل ...
كنا نملك عدة صور لشخص نظنه عباس لكن عند جمعها تفاجأنا أن ولدا آخر يعمل مثله قد قام بما يقوم به عباس ...
أطفال الميزان في النجف . رغم حاجتهم الشديدة كانت لهم وقفتهم الكبيرة مع العوائل النازحة ...
عباس و صديقه كانا مثالا للنبل و الشهامة ...
أن ترى الفقير المحتاج يساند من هو أحوج منه ! . شعور لا يوصف . هذه هي أرض أبو الايتام و الفقراء .