سنوات الجمر ألهدامي
كنت كثيرا" ما أحاول نسيان تلك الأعوام وأحاول ان أعرج بنفسي بعيدا" عن ما خلفته تلك السنين من اثأر بقيت عالقة ومشدودة" افي أعماق تصوراتي ونظرتي للحياة إلا ان هذا المحاولات كانت تصطدم
بنظرة البعض ومحاولته تسفيه الحقائق والعزف على أوتار التناقضات
وللحقيقة التاريخية أقول ان المشارك في الملعب ليس كالمشاهد والداخل في المحنه ليس كالقاري عنهاولايثمن عمق ألغربه وأثارها الا الغريب وهكذا بالنسبة لكل محن الإنسان وتجاربه الأخرى ولا أريد الاطاله في مقدمتي لكي لايوخذ علي إسراف الكتّاب وإطالة
المؤلفين لان الأسطر التي اكتبها تمثل سردا" واقعيا"لكل أبعاد المحنه وبقلم شخص اكتوى بكل فصولها أنها محنة سجون صداااام
البداية
كنت وقتها في خضم أمل الحياة لم أتجاوز التاسعة عشر من عمري شابا" رياضيا" أمارس هواياتي ألمفضله ككرة القدم والمضرب ومطالعة
المجلات الرياضية وكانت هوايتي المفضلة جمع العملات الاجنبيه والطوابع البريد يه كعندليب لايأوي لبيته الا لطلب الراحة مثقل بعنفوان الشباب وطموحاته تخرجت من المدرسة الاعداديه وقبل ان أتقدم الى الكلية حدث شي قلب حياتي وأوقف بوصلة الطموح وأدار عجله الأماني انه اعتقال والدي من قبل امن النظام العفلقي وترك العائلة بلا معين ولا من احد يتكفل ولا احد يتجرأ على طرح سوأل بل ان افاربي استوت بهم الأرض ولم أشاهد الا القليل منهم متلعثم عندما يلقاني مدير وجهه عني وكنت حينها لااعرف ذنبي ولماذا يتهرب الناس مني وبقيت بلا أصدقاء وأقارب وحدي تارة" أتخيل والدي يتلوى تحت السياط وتارة"ارجع الى البيت لأرى إخوتي الصغار اخذين بتلابيب والدتي وهم يتباكون على أبيهم اما حال والدتي فاقرب تشبيه لها بأنها بركان دموع لانعرف وقت تفجره وهناك عشرات من الآراء أخذت تختمر في رأسي منها ألهجره خارج الوطن ومنها ترك مقاعد الدراسة الا ان صور إخوتي الصغار ألغت كل أمال الهرب من المرارة وفي احد المساءان الشتوية اكنت ماشيا" في الشارع فاستوقفني صديق كنت اعرفه ايام دراستي الابتدائي
وطلب مني الذهاب الى معاونيه الأمن لرؤية والدي والتعرف على أحواله وإثناء مسيرنا التف وراءنا اثنان لااعرفهم الى حين وصولنا الى ألمعاونيه وما ان ولجنا الى الداخل طلب مني صديقي وضع قطعه من القماش كانت بيديه على عيني وسألته عن السبب فقال حاله احترازية وأصبحت الدنيا ظلماء ووضعت ألجامعه في يدي الى الخلف واوفقوني أمام احدهم كما اظن لأني لاارى شي وأول سوأل ماهي علاقتك بحزب ... وأين أماكن اجتماعاتكم ومن الذي يدير الجلسة وانه يعرف كل شي عن تحركاتنا وأموالنا وفي قرارة نفسي كنت أتسأل ماذا يقول هذا النكرة وواجهته برفض كل التهم هذه وللحقيقة أقول اني لااعرف من هذا الحزب الااسمه لان سني وحجم تفكيري حينها لايستوعب هذه الأفكار وردد السوأل نفسه مرة اخرى وقبل اجابتي بادر احدهم بضربي وشتمي واني خائن ابن خائن ولم استوعب الموقف لانه اكبر من ادراكي العقلي والنفسي وابتدأت صفحات التعذيب الذي لااقول انه وحشي لان في هذه المفرده ظلم للوحوش وهذه الحاله وانا وحدي اصارع مع ماتبقى لدي من طاقه تلك الاساليب الجهنميه واخذت قدماي تتورم ويداي كذلك ولااعرف وقتا" معينا"للتحقيق معي لان الوقت مفتوح واخذ المحقق يهدنني بجلب اختي وامي امامي واشد تلك الاساليب ضراوه حين علقت من الساعه حوالي العاشره مساءا"الى بداية الدوام الرسمي من اليوم الاخر أي الثامنه او التاسعه لااعرف معلقا"من يدي الى الامام في اعلى الدرج وقدماي لاتلامس الارض وحين فتحوا يدي لم احس شيئا"الا ضربا" على وجهي للتنبيه وقطرات ماء بارد تلامس وجهي والحال هذه تذكرت والدتي فبكيت كثيرا" وانها دموع الم جسدي وتعاطف مع تلك المرأه التي سلبهاالبعث زوجها وابنها الاكبر وبقيت وحيده تكافح من اجل البقاء
فهل اكمل احبتي القراء ؟؟؟