أسطورة وحش لوخ نس الاسكتلندي
وحش لوخ نس الاسكتلندي حقيقة أم خيال ؟ .. أنها قصة وحش بحيرة (لوخ نس) الاسكتلندي المجهول .. الغامض .. الأسطوري ! .. الذي حكت عنه الكثير من الأساطير و المراجع و القصص و الأبحاث العلمية الجادة عن مصداقية وجوده .. الا أن لازال يبقى لغزا من ألغاز عالمنا الذي لا يزال غامضا مجهولا .. وهنا مقال من مقالات الكاتب د.أحمد خالد التوفيق (أسطورة وحش لوخ نس) - العدد رقم 3 من السلسلة .. عن وحش بحيرة لوخ نس الغامض.
بقلم د.أحمد خالد توفيق
نشأة الأسطورة
الأسطورة قديماً
عندما وصل الرومان لأول مرة إلى اسكتلندا الشمالية في القرن الأول الميلادي, وجدوا المرتفعات مأهولة بقبائل شرسة تدعى الملونون (نسبة إلى الوشم الذي يغطيهم), تلك القبيلة كانت تقدس الحيوانات بشكل خاص, و كان معظم الوشم على أجسادهم عبارة عن رسم لحيوانات, يذكر أيضاً أن تلك القبيلة كانت شديدة البراعه بالرسم, و من أغرب الرسوميات الجدارية التي وجدها الرومان قرب بحيرة لوخ نس رسم جداري لوحش ذو خطم طويل, ذو زعانف محل القدمين, تم وصف هذا الوحش من قبل بعض الباحثين بأنه أشبه بفيل يسبح في الماء, و وصف هذا الوحش الذي أرتبط بقبائل الملونين كان بداية الأسطورة بوجود وحش مائي في تلك البحيرة .. بحيرة لوخ نس.
ارتبطت وحوش الماء بالفولكلور الاسكتلندي كثيراً, بداية من الأنهار الصغيرة حتى البحيرات شاسعة المساحة, بداية بأساطير أحصنة الماء أو (kelpie) و هي أسطورة عن وحش مائي يشبه الحصان يحاول إغراق كل من يقترب من البحيرة التي يقطنها من أطفال محاولاً إغراؤهم بالركوب على ظهره, و من ثم تلتصق أيدي الطفل بالوحش الذي يغوص به إلى أعماق الماء حتى يغرقه.
من أوائل المخطوطات التي ذكرت أسم وحش لوخ نس كانت على الأرجح في مذكرات القديس كولومبا (Columba) عام 565 ميلادي و الذي كان له الدور الأساسي في نشر الديانة المسيحية بأسكتلندا, يحكى أن هذا القديس كان في طريقه لزيارة ملك قبائل الملونين مرورا ببحيرة لوخ نس, فرأى وحشاً هائل الحجم يوشك على مهاجمة شخص يسبح بالبحيرة, فأخذ القديس يبتهل إلى الله و يأمر الوحش بأن يذهب في سلام, فأمتثل الوحش له و تم إنقاذ السابح.
نقش جداري يبلغ عمرة حوالي 1500 عام يصف الوحش .. و يعتبر أقدم دليل علي وجود وحش يقطن بحيرة لوخ نس
----------------------------------------
الأسطورة حديثاً
أسطورة لوخ نس المعاصرة بدأت عام 1933 عندما تم رصف أول طريق شمالي شاطئ البحيرة, بدأت المشاهدات في أبريل تحديداً, عندما رأى (جون ماكي) صاحب فندق (رمنادروشيت) و زوجته وحشاً هائل الحجم يغطس و يطفو فوق سطح البحيرة, تلك الحادثة نشرت أيامها في جريدة (Inverness Courier) و التي أستخدمت لفظة (وحش) لأول مرة للدلالة على ذلك المخلوق الذي يقطن البحيرة, و تعتبر تلك الحادثة هي بداية تحول وحش لوخ نس إلى ظاهرة اعلامية.
صورة التقطها (هوج جارى) في سنة 1933 .. ويظهر بها جسم غامض متعرج ادعى جارى انه جزء من حيوان مائي بلغ طوله 12 مترا ! .. و تعتبر أول الصور للوحش بحيرة نس
بعد الحادثة المذكورة تحول لوخ نس إلى هوس إعلامي, ففي شهر أكتوبر من نفس العام – 1933 – أصبحت اسكتلندا مقراً للصحفيين القادمين من لندن للبحث عن حقيقة الوحش, و كان هناك برنامج خاص بإذاعة لندن لمتابعة آخر مشاهدات الوحش أو أي معلومات عنه, و عرض سيرك (برايتون) الأنجليزي مبلغ 20,000 جنيه أسترليني (مبلغ شديد الفداحة عام 1933) لمن يقبض على الوحش, و سرعان ما أمتلأت المنطقة حول بحيرة لوخ نس بالمستكشفين و المغامرين و العلماء الباحثين عن الوحش.
وصلت حمي البحث عن وحش لوخ نس إلى أقصاها في ديسمبر من نفس العام, حيث أستأجرت صحيفة الديلي ميل اللندنية (London Daily Mail) ممثلاً و مخرجاً و صياداً محترفاً يدعي Marmaduke Wetherell لإصطياد الوحش, و بعد أيام معدودة علي شاطئ البحيرة أبلغ الصياد عن اكتشافه لآثار أقدام ضخمة لكائن ذو أربع أصابع قدر طوله بعشرين قدماً على الأقل, و قد صنع هذا الصياد قالباً من الجبس لأقدام الوحش و أرسله إلي متحف التاريخ الطبيعي بلندن لتحليلها, و أثناء انتظار نتيجة التحليل امتلأت فنادق البلدة بجحافل من الصيادين من مختلف أنحاء العالم, و أكتظت الشوارع المحيطة بشاطئ البحيرة بالسيارات من الإتجاهين.
انفجرت فقاعة الحماس في يناير 1934, حيث أعلن علماء الحيوان المكلفين بدراسة آثار الأقدام أن تلك الآثار لفرس نهر, و أن تلك الآثار اصطناعية, و لم يعلم أحد من أصطنع تلك الآثار, هل هو الصياد Wetherell أم انه كان – فقط – مخدوعاً كالجميع, و لا شك في أن هذا الإكتشاف قد أحبط جميع الباحثين عن الوحش, و من ساعتها لم يعد العلماء يأخذون بأي دليل على وجود وحش ببحيرة لوخ نس مأخذ الجد, و أخذت النظريات المعارضة لوجود الوحش في الظهور بقوة من تفسيرات باوهام بصرية, أو أخشاب طافية على سطح البحيرة, أو أنواع من الأسماك ضخمة الحجم.
ثم جاء الكوماندور روبرت توماس جولد (R.T.Gould) ببعض المحاولات عن طريق مسح قناة كاليدونا بالموجات الصوتية (السونار) ليكتب ثاني أهم كتاب عن الوحش (The Loch Ness Monster and Others) عام 1934 و الذي رصد فيه 51 رؤية للوحش مع تحليل تلك الرؤي لإثبات وجود الوحش.
-----------------------------------------------------
المشاهدات
بدأ البحث عن وحش لوخ نس يأخذ منحني جاداً مرة أخرى في الخمسينات, عندما بدأت طبيبة تدعي (كونستانس وايت) (Constance Whyte) في تجميع شهود العيان ممن رأوا الوحش رأي العين لتجمعهم في كتاب يعتبر أهم ما كتب عن الوحش عنوانه (More Than a Legend) أهتمت فيه بالدفاع عن مصداقية الناس ممن رأوا الوحش كما قالت في مقدمة كتابها.
بعد نشر وايت لكتابها, بدأت حملات البحث عن نيسي (Nessie) (أسم التدليل الذي يطلقونه على الوحش) بجدية أكبر, و كانت أول مرة لإستخدام السونار في تمشيط قاع البحيرة بإنتظام, و بدأ البحث يزداد ثقلاً علمياً بإنضمام جامعات من أعرق جامعات بريطانيا و العالم إلى البحث و هم (أكسفورد, كامبردج, برمنجهام), و بدأت جهود العالم (وذرل) الذي جاء و معه فريق كامل من الحركة الكشفية ليعسكروا على شاطئ البحيرة أياماً طويلة, و لكن محاولاتهم لم تأتِ بفائدة تذكر.
و من الجدير بالذكر أن هناك العديد من المشاهدات للوحش منذ عام 1933 حتي الآن .. و العديد من الصور و الأفلام التي لا تنفي و لا تؤكد وجوده بشكل قاطع و تجعل هناك مجالاً كبيرا للتشكيك في صحة الأسطورة بشكل عام .. و لكن أكثر الصور إثارة للجدل ألتقطت لهذا الوحش كانت عام 1934 .. تظهر رقبة لمخلوق ما علي سطح البحيرة, و سرعان ما نشرت تلك الصورة في جريدة الديلي ميل البريطانية لتغدو أكبر دليل حتي وقتنا هذا علي وجود الوحش.
صورة من الصفحة الرئيسية لجريدة الديلي ميل التي نشرت – لأول مرة – صورة للوحش
ما يؤكد صحة تلك الصورة هو ملتقطها .. الجراح البريطاني (R. Kenneth Wilson) الذي كانه يتمتع بسمعة محترمة في ذلك الوقت.. و الذي التقط تلك الصورة عندما لاحظ إضطراباً في سطح البحيرة و هو في سيارته - حيث كان عائداً من رحلة لتصوير الطيور مع صديق له - علي طريق البحيرة ليتوقف لرؤية ما يسبب هذا الإضطراب ليجد هذا الوحش يطل برقبته فوق سطح المياه ليلتقط له واحدة من أكثر الصور التي سببت جدلاً في عالمنا المعاصر.
أشهر صورة التقطت للوحش و أكثرهم قابلية للتصديق
و لكن بعد 60 عاماً من التقاط تلك الصورة (تحديداً عام 1994) أخذت الصحف حول العالم في إثارة الجدل مرة أخري حول (صورة الجراح) كما يسمونها .. و بدأ التشكيك في زيفها و أنها كانت مؤامرة محكمة للنصب علي جريدة الديلي ميل .. فقط ليكتشف الجميع الصورة الأصلية لدي (Maurice Chambers) صديق الجراح صاحب الصورة .. و الذي أكد الشكوك بأن تلك ليست هي الصورة الأصلية و إنما هي مقصوصة أن الصورة الأصلية التي تحوي نفس المشهد بشكل أكثر توسعاً تم إكتشاف وجودها في الثمانينات.
الصورة الأصلية التي التقطها د.كينيث ويلسون عام 1934
و هناك أيضاً الإعتراف الذي قيل أن (كريستيان سبيرلنج) قد قاله قبل موته .. بأن سخرية الناس منه بعد محاولاته المضنية لإثبات وجود الوحش جعلته يصنع غواصة تبدو من الأعلي كالوحش تماماً و أنه قد توقع وجود د.ويلسون في ذلك الوقت بالذات من صديقه الذي كان عنده (موريس تشامبرز) ليصوره و لتنجح خدعته إلي حد لم يكن يتوقعه .. و لكن كعادة البت في أمر من أمور هذا الوحش, لا أحد يستطيع إثبات صحة هذا الإعتراف من عدمه.
و ليس تلك هي المشاهدة الوحيدة بالطع للوحش و إنما هي أكثر المشاهدات إثارة للجدل .. فهناك عدد ضخم من الصور و التسجيلات و المشاهدات العينية منذ عام 1933 حتي يومنا هذا.
و جدير بالذكر محاولة محطة الـBBC عام 2003 التي تضمنت مسحاً شاملاً للبحيرة بالسونار و تقصي لأقوال شهود العاين ممن رأوا الوحش أو أدعوا ذلك .. لتخرج بعنوان (ليس هناك شئ يدعي نيسي) .. و لكن ذلك لم يكن ليحبط عزيمة المؤمنين بوجود الوحش .. أو ممن هم متأكدين من رؤيته رؤي العين.
صورة نادرة يفترض أنها للوحش قرب قلعة أوركهارت .. ربما لا تكون قطعة خشب طافية رغم كل شئ
صورة ألتقطت في 14 أبريل 1933 بواسطة Alex Campbell صاحب حانة قرب البحيرة .. و الذي وصف مشاهدته بأنه وحش هائل الحجم ذو رأس صغيرة, أفعواني الشكل, ذو حدبة كبيرة
صورة بالسونار ألتقطت عام 1972 ضمن مسح شامل للبحيرة قام بها المركز الأمريكي للعلوم التطبيقية بقيادة د.روبرت رينز (Robert Rines) .. تم تصويره قرب قاع البحيرة حيث قدر طول الوحش بحوالي ستة أقدام
صورة (أنتوني شيلز) ألتقطت في 21 مايو 1977.. وهي صورة واضحة جدا لوحش نس
صورة أخرى لـ نيسى يظهر منها رأسه .. هذه الصورة ألتقطت في عام 1982
صورة أخرى لوحش نس ألتقطت في سيتمبر عام 1983.. وهي تشبه تماما الصورة التي التقطها (د.ويلسون) في 1934
-------------------------------------------------------------------
نظريات علمية
نظريات علمية مؤيدة
كالعادة في ذلك النوع من الأساطير التي يصعب إثباتها .. فأن النظريات العلمية المؤيدة لتفسير وجود الوحش قليلة جداً .. و غالبيتها تتركز علي أن الوحش ما هو إلا ديناصور نجح بشكل ما في مقاومة الإنقراض و البقاء في البحيرة .. و تلك النظرية لعالم الطبيعة البريطاني المشهور سير بيتر سكوت (Sir Peter Scott).
ملخص النظرية التي بناها بيتر سكوت من شهود العيان ممن رأوا الوحش و بعض الصور هو أن نيسي ما هو إلا (بلسيسيوسور) (plesiosaur), و هو ديناصور منقرض من العصر الجوارسي يقترب شكله كثيراً من وصف وحش لوخ نس .. و لكن تلك النظرية لم تؤخذ علي محمل الجد من قبل علماء الحيوان كما هي العادة.
لوحة رسمت بيد سير بيتر سكوت ((Sir Peter Scott)), عالم الطبيعة الشهيرالذي يتبني نظرية أن الوحش ما هو إلا ديناصور منقرض يدعي (Plesiosaur)
صورة ألتقطت من الفيلم الذي صوره (تيم دينسديل) في 23 أبريل عام 1960 .. في بحيرة نس لجسم كبير في البحيرة قبل أن يختفي تحت الماء
نظريات علمية معارضة
هناك العديد من النظريات العلمية التي تصر بشدة علي نفي وجود الوحش .. و من أشهر المؤمنين بعدم وجود الوحش هم ستيوارت كامبل (Steuart Campbell) و رونالد بينس (Ronald Binns) اللذان عملا علي تحليل العديد من الصور و التسجيلات و المشاهدات للوحش ليصدرا كتاب The Loch Ness Mystery Solved عام 1984 .. و الذي أعتمدا فيه علي بعض النقاط المنطقية و منها أن ليس هناك تاريخ حقيقي لمشاهدات الوحش قبل عام 1930 و أيضاً علي عدم وجود منشأ حضاري محدد للوحش.
و غير هذا الكتاب هناك العديد من التحليلات الرافضة لوجود الوحش و تفسير المشاهدات ما بين قطع من الخشب الطافي علي سطح البحيرة أو بأنواع من الأسماك التي تسبح في قطعان (السمك الجداف), و غيرها من النظريات التي لم تعطِ دليلاً قاطعاً علي وجود الوحش من عدمه. و هناك نظرية الأوهام البصرية أو (pareidolia) و التي تعني "أوهام بصرية يري فيها الشخص الأشياء البعيدة المبهمة و كأنها أشياء أخري محفورة بالعقل الباطن .. كرؤية وجه مرسوم علي القمر علي سبيل المثال".
أماكن الظهور
صورة من الجو لقلعة أوركهارت
صورة لقلعة أوركهارت و خلفها بحيرة لوخ نس
هناك العديد من المشاهدات التي لا يتسع المجال لذكرها جميعاً هنا .. و لكن معظم المشاهدات أجمعت علي وصف متقارب للوحش .. مخلوق مائي هائل الضخامة ذو رقبة طويلة تبرز من الماء طوله حوالي 15 متر ينثر الماء من حوله كالعاصفة.
معلومات عن البحيرة
تعتبر بحيرة (نس) أضيق بحيرات أسكتلندا, حيث لا تزيد في بعض أجزائها علي كيلومتر و نصف إتساعاً .. عمقها 266 متراً .. مساحتها 56 متراً مربعاً .. طولها 83,4 كيلومتر .
من الصعب أن نتكلم عن وحش البحيرة دون أن نتكلم عن البحيرة نفسها .. بعض المعلومات الجغرافية و القياسية عن تلك البحيرة التي يعيش بها الوحش الذي حير العالم.
تعتبر لوخ نس من أكبر ثلاثة بحيرات في أسكتلندا, و هي في وادِ يقسم النصف الشمالي من أسكتلندا من (Fort William) حتي (Inverness) .. و يصب في البحيرة 6 أنهار رئيسية تمدها بالماء .. و تحتوي علي مقدار 2 ميل مكعب من الماء .. و مصب البحيرة علي الرغم من أن طوله لا يتجاوز الخمسة أميال, و لكنه واحد من أكثر الأنهار معدلاً لتدفق المياه.
صورة من الجو للبحيرة
-------------------------------------------------------------
وحوش أخري
بالطبع لم و لن يكون وحش لوخ نس هو أول و لا آخر الألغاز التي حيرت العالم, و ليس أيضاً الوحش الوحيد الذي يعتقد وجوده في بحيرة ما, فهناك العديد من الوحوش المائية المشابهة و التي يتطابق وصفها مع وصف وحش لوخ نس, و منهم ..
شامب .. وحش بحيرة شامبلين
في شهر يوليو عام 1883, كان قائد الشرطة ناثان مووني ينظر لجانب الشمال الغربي من بحيرة شامبلين التي تقطع نيويورك ممتدة لفيرمونت حتي كيوبيك – كندا .. ليجد مخلوقاً مائياً عملاقاً علي بعد حوالي 45 متراً داخل البحيرة, حجمه يصل إلي 25-30 متراً, يظهر من جسده حوالي 5 أمتار فوق سطح الماء, ذو حدبة أو أثنين, داكن اللون, و بفمه بعض البقع البيضاء المستديرة .. بهذا الوصف أتفق حوالي 240 شاهد عيان علي وصف وحش بحيرة شامبلين و الذي يحمل أسم تدليل هو الآخر ألا و هو "Champ".
شامب يطلق عليه أيضاً (لوخ نس الأمريكي) من فرط تشابه أوصافة و طرق ظهوره مع وحش لوخ نس .. و لكن الفارق أن رصد (شامب) جاء قبل (نيسي) بخمسين عاماً أو أكثر.
(شامب) أيضاً ليس خجولاً ك(نيسي) .. فعلي حد قول جوزيف زارزينسكي رئيس فريق البحث عن الوحش "الأدلة المادية علي وجود (شامب) ضعيفة جداً إذا قورنت بكثرة شهود العيان".
الصورة التي ألتقطتها ساندرا مانسي (Sandra Mansi) عام 1977 و التي تأكد الخبراء من صحتها, نشرت في مجلتي New York Times و Time في شهري يونيو و يوليو علي الترتيب عام 1981
تتشابه التفسيرات العلمية لوجود وحش بحيرة شامبلين مع تفسيرات لوخ نس, و إن كان التفسير الأقرب للتصديق من جانب المؤمنين بوجود (شامب) هو انه ديناصور من نوع بليسيوسور (plesiosaur).
علي الرغم من محاولات البحث المضنية التي قام بها جوزيف زارزينسكي قائد فريق البحث عن الوحش من مسح البحيرة بالسونار فأن أحداً لم يجد (شامب), اللهم إلا صورة السونار التي ألتقطت في الثالث من يونيو عام 1979 و التي توضح جسداً متحركاً يصل حجمة إلي عشرة أقدام طولاً.
إذا تم إيجاد (شامب) في يوم ما, فهذا سيكون بفضل جهود جوزيف زارزينسكي و الذي كرس حياتة من عشر سنوات تقريباً للبحث عن الوحش, و إن كان يفضل إيجاد الوحش ميتاً حتي لا يخاطروا بأصطياد وحش بهذة الضخامة مما سيشكل خطراً كبيراً.
ناوليتو .. وحش بحيرة ناويل
علي غرار تسمية وحش بحيرة لوخ نس باسمها, فقد سمي وحش بحيرة ناويل ب(ناوليتو), و تقع بحيرة ناويل بالأرجنتين – باتاجونيا (Patagonia) و تعتبر من أكبر مناطق الجذب السياحي بالأرجنتين عموماً, غير انها أكبر بحيرات الأرجنتين و من أكبر بحيرات أمريكا الجنوبية, و ترجع تسمية البحيرة (Nahuel Huapi) إلي التسمية الهندية التي اطلقها مكتشف البحيرة و هي (بحيرة الفهود), و ظهور (ناوليتو)دائما ما يتزامن مع بداية الموسم السياحي في باتاجونيا.
من الواضح أن وحوش الماء في باتاجونيا ليست أسطورة مستحدثة, فهناك الكثير من الأقاويل عن الأساطير الذي خلفها الهنود عن وحش مائي بلا رأس أو ذيل أو زعانف يظهر علي سطح الماء كل فترة, و ترجع تلك الحكايات عن رؤية (ناوليتو) إلي عام 1920.
أشار بيتر كوستيللو (Peter Costello) إلي وحش باتاجونيا في كتابه (البحث عن وحوش البحيرات) أو (In Search of Lake Monsters) الذي صدر عام 1977 إلي أن البحث عن وحش بحيرة ناويل قد بدأ قبل تسليط الإهتمام علي وحش لوخ نس بكثير, ففي عام 1922 أستلم د.كليمنتي أونيللي مدير حديقة حيوان بيونس آيرس تقريراً يفيد بوجود آثار أقدام غاية في الضخامة و العديد من الشجيرات المحطمة و التي تقود إلي بحيرة ناويل, و في وسط البحيرة شاهد الناس وحشاً بنفس المواصفات التي سبق ذكرها.
من الواضح جلياً بأن معظم وحوش الماء في أنحاء العالم تتشابه, فوصف (ناوليتو) جاء شبه مطابق لوضف (نيسي), و أيضاً معظم النظريات العلمية حول وجود (ناوليتو) ترجح أنه ديناصور من نوع بليسيوسور (plesiosaur).
و هناك بعض النظريات التي ترجح أن وحش بحيرة لوخ نس قد انتقل إلي باتاجونيا عن طريق ممرات مائية علي عمق سحيق تصل بين البحيرتين, و لكن تلك النظريات قابلت الكثير من الرفض لعدم منطقيتها و عدم تصديق الناس أن هناك ممرات مائية يمكن أن تصل بين قارتين !.
أوجوبورو .. وحش بحيرة أوكانجان
هناك العديد من التشابه بين بحيرة أوكانجان الواقعة في British Columbia بكندا و بين بحيرة لوخ نس من حيث المساحة و العمق و ضيق مسار البحيرتين و وقوعهما علي نفس خط العرض تقريباً .. و هناك تشابه آخر بأن الأثنين يشتهران بوجود وحش في قاعيهما.
أوجوبورو, و حش البحيرة الكندية من أشهر وحوش البحيرات في العالم .. و الضجة الإعلامية التي صاحبت رؤيتة سبقت وحش لوخ نس بسبع سنوات .. حيث كان أول ظهور لأوجوبورو عام 1926 علي الساحة الإعلامية حيث كتب روي براون محرر جريدة (Vancouver Sun) : "هناك العديد من الناس المحترمين ممن رأوا (الوحش) مما يصبح من الصعوبة تجاهل جدية وجود وحش في بحيرة أوكانجان".
يعود تاريخ مشاهدات أوجوبورو إلي عام 1872 .. حيث سجلت العديد من المشاهدات و الوقائع التي تثبت رؤيته في أماكان مختلفة ببحيرة أوكانجان.
وصف (أوجوبورو) جاء مقارباً لوصف أقاربه (نيسي) و (ناوليتو) إلي حدٍ كبير .. وحش مائي يتراوح طوله بين 15- 20 قدم, رأسه تشبه معرفة الحصان أو الماعز, و هناك الكثيرين ممن وصفوه بأنه يشبه قطعة كبيرة طافية من الخشب.
يؤمن الهنود الذين يستوطنون الوادي حول بحيرة أوكانجان بأن (أوجوبورو) ماهو إلا ثعبان مائي عملاق يستوطن البحيرة و يسمونه (N'ha-a-tik) و التي تعني بلغتهم (الثعبان – داخل – البحيرة), و هناك الكثير من النقوش الهندية القديمة التي تصف الوحش بدقة.
أسم الوحش (أوجوبورو) يبدو و كأنه تسمية هندية قديمة, و لكن هذا الأسم أطلق عليه حديثاً .. ففي عام 1924 قام أحد سكان الوادي بعمل أغنية ساخرة محاكاة لأغنية بريطانية شهيرة حول الوحش سماه فيها باسمه الحالي, حيث أنتشرت الأغنية بشكل يكاد أن يكون فولكلورياً ليلتصق هذا الأسم بذهن الناس ليصبح هو أسم الوحش.
لم يكتسب (أوجوبورو) نفس الشهرة التي أحاطتب(نيسي), و لم يكن هناك اهتماماً عالمياً به كما أهتموا بـ(نيسي) علي الرغم من أن مشاهدات (أوجوبورو) أكثر و أوضح من مشاهدات (نيسي) إلي حد كبير, و لكن في المقابل ليس هناك جدال كبير حول وجود (أوجوبورو) حيث يؤمن الكثيرين بأنه موجود في قاع البحيرة بالفعل علي عكس (نيسي) الذي لا زال يثير الجدل حتي يومنا هذا.
ستورسجودجرت .. وحش بحيرة ستورسجون
في يوم من أيام الصيد المعتادة للصياد راجونار بروكس (Ragnar Björks) في بحيرة ستورسجون (Storsjön ) الواقعة بشمال السويد, كان راجونار يجدف بقاربه متجهاً لنقطة ما في وسط البحيرة .. ليجد شئ ما يتحرك وسط المياه الساكنة فجأة, ذيل هائل الحجم لكائن ما يبرز من وسط الماء بجانب القارب, ليظهر كائن بحري هائل الحجم يبلغ طوله حوالي 18 قدماً, رمادي اللون ذو بطن صفراء .. ليضرب راجونار هذا الكائن بمجدافه ليثور الوحش ليضرب الزورق بذيله و يطيح به بضربة واحدة لمسافة 12 قدم .. و بعد نجاته من تلك الواقعة قال راجونار : "كنت أسمع دائماً الحكايات التي تشير لوجود وحش ما بهذة البحيرة, و لكني لم أصدقها إلا الآن".
يعود تاريخ ظهور (ستورسجودجرت) (Storsjöodjuret) كما يسمونه الأهالي إلي حوالي 350 عام, و هناك أكثر من 400 مشاهدة في نطاق الـ350 عام تثبت وجود الوحش.
ليس هناك صور واضحة ألتقطت ل(ستورسجودجرت), و لكن وصف الناس له كمخلوق مائي هائل الحجم ذو رقبة طويلة و ظهر ذو حدبات و رأس تشبه معرفة الحصان, و الذي يطابق وصف معظم الوحوش المائية عموماً.
و مثل وحش لوخ نس, هناك نظرية تقول انه ديناصور من العصر الجليدي منذ حوالي 15000 عام أحتبس في البحيرة السويدية و لم يستطع الخروج حتي يومنا هذا.
و عموماً .. فأن تلك الوحوش السابق ذكرها ليست هي الوحيدة بالطبع, ففي أوروبا بالذات هناك العديد من المشاهدات في أماكن مختلفة لوحوش تطابق وصف وحش لوخ نس, في أيرلندا و الدنمارك و و فنلندا و أيطاليا و النرويج و ويلز و غيرهم هناك أكثر من 250 بحيرة حول العالم يشتبه وجود وحوش مائية بها.
و هناك نمط محدد حول لغز وحوش البحيرات عموماً .. ألا و هو أن كل البحيرات المشتبه وجود الوحوش بها متصلة أو كانت متصلة في وقت ما بمحيط أو بحر ما أرتحلت منه تلك المخلوقات و أحتجزت داخل البحيرات.
علي الرغم من كل المعلومات و المشاهدات و التسجيلات حول العالم التي تؤكد وجود وحش لوخ نس, و لكن ليس هناك أي شئ مؤكد علمياً في النهاية .. ربما هو الخوف من المجهول أو الأشياء الغير معتادة هو الذي يمنع الناس من الاعتراف بوجود مثل هذا الوحش علي الرغم من تأكدهم من وجوده , و ربما هي خدعة أو هلاوس بصرية او أنواع من السمك تعيش في قطعان أو حتي قطع خشب طافية من حطام السفن .. و لكن الشئ الوحيد المؤكد أن وحش لوخ نس أسطورة ساحرة جذابة و لغز غامض من الألغاز التي لا نستطيع كشفها فقط لتؤكد لنا أن مهما بلغ علمنا كبشر فنحن في النهاية لا نعلم شيئا .
الصراحة معلومة جديدة وغريبة
وقريتها حبيت انقلها الكم
ان شاء الله تستفادون