دخلت ْ الى غرفة المدير التي كنت ُ متواجدا ً فيها في تلك اللحظة لأمور أداريه ، سلمت ْ علينا ام (و) بصوت ٍ مبحوح تخنقها عبرة ٌ افضحت ْ نشيجها المكتوم الذي لم يستطع ايقاف دمعة سالت على خدها وهي تترجى المدير ان يمنحها اجازة اعتياديه لأمور عائليه لاتريدني معرفتها كما ظننت ْ ، كان في ودي ان اعرف السبب ليس فضولا ً بل رغبة ً في مساعدتها بقدر ما أستطيع فأم (و) هي ارملة تكبرنا سناً فهي على ابواب التقاعد أمراة في قمة الاحترام ،مؤمنة ،طيبة ،مخلصة ،ومحبوبة من الجميع .. ليس لها من الذرية سوى ابنتها اليتيمة (و) والتي ربتها أحسن تربية بعدما أستشهد أبوها في احدى الحروب التي ابتلينا بها فكانت لها كالظل اينما حلت ْ ، أكملت و دراستها من الابتدائيه حتى الجامعه بفضل هذه الام الرائعه .. أشتغلت ْ بأحدى دوائرنا الحكوميه ولم تلحق ان تعين والدتها او ترد جزءا ً من فضلها لانها تزوجت ْ بعد فترة وجيزة من اشتغالها ليستحوذ الزوج على راتبها الذي لا تحصل منه الا النزر البسيط (هذا ما عرفته سابقا ً من ثرثرة النساء دون ان اسال ) ... خرجت ُ من غرفة المدير قبل ان انهي مهمتي معه تحاشيا ً لاحراجها بوجودي في الغرفه .. عدت ُ لاكمال عملي مع المدير بعد خروجها من غرفته فرأيته مكتئب الملامح وهو يردد مع نفسه : استغفر الله .. وحين لمحني قال : ابو زينب أستريح أريد أسألك عن ضرب النساء من قبل ازواجهن وشنو يكول الشرع والدين بهذا الخصوص ؟ ثم أفادني عن قصة أم و حيث ان زوج البنت يعاملها وكأنها حيوان فيكيل لها الضرب المدمي والاهانات المتنوعه والتي لاتليق ان تذكر ... أصغيت ُ لكلامه برهة ثم قلت ُ له : صح ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر في كتابه العزيز (واضربوهن) ولكنه لم يقل اضربوهن لأتفه الاسباب وفي اي لحظة يحلو لكم حشا لله ان يأمر الزوج بعقاب زوجته بهذه الطريقة الوحشيه وخصوصا ان كانت تلك المرأة مؤمنة شريفة ومطيعة ولم تقصر بواجبات البيت فأسلوب الضرب وان شرّع ولكن ليس بهذه الطريقة الحيوانيه .. ان التفاهم أفضل طريقة لحل المشاكل والاشكالات بين الزوجين اما اذا تمادت الزوجة بغيها مما يجعل الزوج ان يختار طريقا أخر وهو اما الضرب او الانفصال ففي هذه الحاله فالضرب المقبول والمعقول والتي تفضله المرأة على أحلال الشراكة الزوجية من شريك حياتها فألضرب أفضل لها من الطلاق الذي يعد ابغض الحلال عند الله